زيارة الحريري الثانية إلى دمشق تركز على النتائج السياسية

بيروت: حرص رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان على زيارة رئيس الحكومة الأسبق عمر كرامي في دارته في بيروت أول من أمس بعد عودته من دمشق يوم الاثنين الماضي، حيث استقبله الرئيس بشار الأسد، وقبل ساعتين من عقد مؤتمره الصحافي الذي تحدث فيه عن لقائه مع الرئيس السوري.

وتأتي زيارة أرسلان لكرامي في وقت يستعد فيه الثاني لتشكيل جبهة معارضة جديدة ألمح الأول الى امكانية انضمامه اليها بقوله quot;اننا الى جانب الرئيس كرامي ومعه في اي عمل يقدم عليهquot; كما نفى في الوقت نفسه ان يكون حاملاً اي رسالة من الرئيس الأسد الى الرئيس كرامي.

وكان أرسلان قد لقي حفاوة مميزة لدى لقائه الأسد الذي أجلسه الى يمينه لا الى يساره كما فعل مع رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، والتقطت صور تظهر الرئيس السوري مستقبلاً ضيفه في بهو القصر الجمهوري فيما اكتفى بالصورة الرسمية البروتوكولية التي جمعت الأسد وجنبلاط جلوسًا.

وقد اعرب أرسلان في مؤتمره الصحافي عن شكره للأسد على حرارة الاستقبال الذي خصه به، كذلك على اشادته له بالدور الذي يقوم به على الساحة اللبنانية لتعزيز التوافق بين اللبنانيين، وثبات مواقفه الوطنية خلال الأعوام الماضية، والتي كان لها دور الى جانب القوى الوطنية الأخرى في لبنان في اعادة الاستقرار الى ربوعه كما جاء في البيان الصادر عن الرئاسة السورية.

هذا واعتبرت اوساط سياسية لبنانية وسورية متابعة للقاءات التي يجريها الأسد مع قيادات وشخصيات لبنانية ان اللقاء مع أرسلان ومن بعده كما اعلن مع رئيس حركة التوحيد الوزير السابق وئام وهاب والنائب الدرزي السابق فيصل الداوود، انما يأتي في معرض تأكيد القيادة السورية ان زمن التعاطي مع الطائفة الدرزية على اساس quot;الأحاديةquot; التي كانت حكرًا على النائب جنبلاط ولّى، وانها تتجه من الآن وصاعدًا الى التشاور مع سائر القيادات الدرزية عند كل محطة تراها ضرورية لذلك بما يعزز العلاقات السورية ndash; اللبنانية التي ينتظر ان تحقق تقدمًا كبيرًا في الزيارة الثانية المرتقبة لرئيس الحكومة سعد الحريري الى دمشق وإن لم يتم الاتفاق النهائي على موعدها بعد، كما كشف عن ذلك وزير الاعلام طارق متري الذي أبدى استغرابه لقيام وسائل اعلامية بالاعلان عن ان تاريخ الزيارة المذكورة سيكون بين الثالث عشر والرابع عشر من الشهر الجاري وذهاب بعض هذه الوسائل الى الحديث عن تأجيلها.

وبالعودة الى تحرك الرئيس كرامي لتأليف جبهة معارضة فقد نقل عنه زواره ان الموضوع ما زال في بداياته بعد ان كلف الوزير السابق عبد الرحيم مراد بوضع لائحة تتضمن اسماء الشخصيات والأحزاب الراغبة في الانضمام اليها.

وأوضح كرامي ان الغاية من هذه الجبهة ليس التشبه بما كانت عليه المعارضة المتعارف عليها بـ 8 آذار، بل قيام معارضة حقيقية تراقب عمل الحكومة ومسيرة الحكم لتقول لهذا أو ذاك انك اخطأت هنا وأصبت هناك، خصوصًا بعد quot;ذوبانquot; المعارضة السابقة كما يحلو لرئيس البرلمان نبيه بري ان يسميها بدخولها الحكومة وتحولها الى شريك فيها.

ونفى كرامي ان يكون قد بحث موضوع الجبهة مع رئيس الحكومة الاسبق الدكتور سليم الحص من منطلق ان الأخير اكد اكثر من مرة عدم رغبته في دخول مثل هذه الجبهات واعتزال العمل السياسي والانصراف الى العمل الوطني.

كذلك ابدى كرامي دهشته مما نشرته صحيفة لبنانية عن استياء معارضين ممن يدعمون تشكيل مثل هذه الجبهة عدم انضمام رئيس الجمهورية السابق العماد اميل لحود إليها، مؤكدًا متابعة العلاقة التي تجمعه مع الأخير وترحيبه بوجوده على رأسها قائلاً لـ quot;إيلافquot;: quot;نحن والرئيس لحود مش قاسمينquot;.

ولاحظ كرامي انه منذ الحديث عن عزمه تأليف جبهة معارضة بدأ quot;التصويبquot; عليها واستهدافها بغية اجهاضها، مشددًا على انه ماضٍ في ما رمى اليه ولكن بهدوء ورويّة ومن دون تسرع، آملاً ان يعوّض نشوء مثل هذه الجبهة ما يفتقر إليه اليوم نظامنا الديمقراطي.