يسعى الرئيس السوري بشار الأسد لتعزيز العلاقات مع مصر وتكريس المصالحة مع الرئيس محمد حسني مبارك، إلا أنه ينتظر الفرصة المناسبة للوصول إلى القاهرة وغالبا سيكون ذلك بعد تحسن صحة مبارك وانتهاء فترة الراحة التي حددها الأطباء.


بيروت:
علمت quot;إيلافquot; ان الرئيس السوري بشار الاسد يعتزم زيارة القاهرة للاجتماع مع الرئيس المصري حسني مبارك حين تسمح صحة الاخير بذلك وبعد اتمامه فترة النقاهة التي نصح بها الاطباء الالمان اثر العملية الجراحية الدقيقة التي خضع لها وتكللت بالنجاح.

وتأتي هذه الزيارة المرتقبة لتكريس المصالحة بين الرئيسين العربيين والتي كان للممكلة العربية السعودية دور كبير في التوصل اليها بعد ان بلغت العلاقات بين السعودية وسوريا مرحلة متقدمة جدا طوت معها صفحة الماضي وما رافقها من تدهور وتباعد بين البلدين على مدى سنوات قبل ان يفاجئ العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز قمة الكويت باطلاق مبادرته الآيلة الى تعزيز الصف العربي وازالة الخلافات التي تعتري علاقات بعض الدول العربية.

وكان الرئيس الاسد قد اعرب عن رغبته بزيارة القاهرة اثناء القمة العربية التي انعقدت في مدينة سرت الليبية حيث بدت مؤشرات التقارب واضحة بين الوفدين السوري والمصري، الا ان الوفود العربية المشاركة في القمة سمعت من الجانب المصري اكثر من مرة انه يتعذر على الرئيس مبارك استقبال احد في الوقت الراهن ريثما تنقضي فترة النقاهة التي قد تتطلب اكثر من اسبوعين بعد ان ابلغ الاطباء الالمان الرئيس المصري ضرورة امتناعه عن القيام بأي عمل مهما كان نوعه وحجمه وتجنب استقبال الزوار.

هذا ويستمر خط سير العلاقات المصرية السورية بالتحسن وقد عبر عن ذلك اخيرا وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط في حديث تلفزيوني اعلن فيه انه رغم الجفاء الذي اصاب هذه العلاقات لم تنقطع الاتصالات والمشاورات والتعاون بين الجانبين، كاشفا ان دمشق طلبت قبل مدة الاستعانة بالتجربة المصرية مع الاتحاد الاوروبي التي اثمرت توقيع اتفاقية شراكة بين الطرفين خصوصا ان الجمهورية العربية السورية تستعد للتوقيع على اتفاقية مماثلة . وقال ابو الغيط ان بلاده رحبت بالطلب السوري وقد جرى الاتفاق يومها على ان ترسل الحكومة السورية عشرة وكلاء وزارة من جانبها للتباحث مع الحكومة المصرية في الموضوع المذكور . وهذا ما حصل حيث امضى الوفد السوري ثلاثة ايام في القاهرة وضع في تصرفه كل ما يتعلق باتفاق الشراكة الموقع بين مصر والاتحاد الاوروبي وتمت الاجابة على كل الاسئلة والايضاحات التي طرحها الوفد السوري بهذا الشأن . ولفت ابو الغيظ الى ان زيارة الوفد السوري هذه نموذج واضح عن عدم تأثر التعاون بين البلدين رغم الخلاف في نظرة كل منهما الى اكثر من قضية ومشكلة تخص المنطقة العربية. كما كرر ابو الغيط القول ان الرئيس السوري بشار الاسد مرحب به في القاهرة الا أن زيارته متوقفة على مزاولة الرئيس المصري لنشاطه المعتاد .