طلب اللفتنانت كولونيل نعيم القائد بقوة الشرطة الافغانية ان يتلقى رجاله تدريبًا لكنه غير رأيه فجأة عندما عاد ضابط اميركي بعد عشرة ايام بمقرر تدريبي جاهز.

قندهار: تساءل نعيم رئيس وحدة الامداد والتموين بمقر شرطة قندهار بحدة بينما كان في مكتبه quot;اذا ارسلت جميع رجالي الى تدريبكم فمن سيبقى هنا للعمل؟quot; وتعد المعوقات البيروقراطية وغياب المعلمين وتسرب المجندين من الاحباطات العديدة التي تواجهها قوات حلف شمال الاطلسي التي تقودها الولايات المتحدة فيما تسرع لتدريب الشرطة الافغانية في مسعى لاعادة تشكيل قوة تعتبر على نطاق واسع فاسدة وغير فعالة.

ولا يوجد مكان حملة التدريب فيه اكثر اهمية والحاحا مثل قندهار مهد طالبان حيث يريد حلف الاطلسي من الشرطة الوطنية الافغانية ان تكون في مقدمة هجوم في الصيف اعلن عنه كثيرا للقضاء على المتمردين. وقال مسؤول اميركي في قندهار quot;اكساب الشرطة الطابع المهني يمثل تحديا هائلا ولن يحدث بين عشية وضحاها... لكن الامر مطلوب لانه لا يمكن حكم مدينة بالجيش.quot;

وتنص خطة حلف الاطلسي للهجوم على ان ينتشر اكثر من ستة الاف من الشرطة الافغانية في انحاء المدينة الى جانب القوات الاميركية. ويقول مسؤولون ان الشرطة الافغانية سيكون لها دور واضح ايضا في مشروعات لتحسين الخدمات الاساسية في محاولة لتحسين صورتها. وتشير الدلائل الى ان المهمة شاقة.

فالمسؤولون الاميركيون يعترفون بان الشرطة المحلية لا تبعث ثقة تذكر في نفوس السكان ويظهر التقييم العسكري ان الشعور المحلي تجاه القوات يتراوح بين quot;عدم الاكتراث والسلبيةquot;. وقال مسؤول اميركي اخر في قندهار quot;بدلا من توفير الامن ينظر الى الشرطة على انها عامل لعدم الاستقرار.quot;

وفي طريق تسوق مزدحم بوسط المدينة عبر متسوق يدعى حاج محمد يبلغ من العمر 22 عاما عن مخاوف كثير من سكان قندهار قائلا quot;الشرطة هنا تأتي وتوسع الناس ضربا بلا سبب.quot; وتأمل قوة حلف الاطلسي التي تقودها الولايات المتحدة ان يكون التدريب على المهارات الاساسية وبرنامج ملحق تقيم بموجبه الشرطة العسكرية الغربية في مراكز الشرطة المحلية لتعليم وتوجيه رجالها ايذانا بحدوث تغير في ممارسات الماضي التي كانت تقتصر على جعل الرجال يرتدون الزي العسكري والدفع بهم في الشوارع دون اي تدريب.

ويقول مسؤولون انه مع وجود القوات الاميركية والكندية والشرطة المدنية الى جانب الشرطة الافغانية في دورياتها فمن غير المرجح ان تطلب رشى او تغلظ معاملة السكان. لكن التأكد من ان القوات لا تتصرف كحلفاء لرجال الشرطة الفاسدين يمكن ان ينطوي على صعوبة. وقال مسؤول عسكري بحلف الاطلسي للشرطة العسكرية الاميركية خلال زيارته قندهار quot;نحن بحاجة لان نحدد الاشخاص السيئين بسرعة لكي لا نظهر بمظهر من يوجد في الشوارع لدعمهم.quot;

ورفعت رواتب الشرطة الى نحو 12000 افغاني (240 دولارا) وهو ما يزيد قليلا عن العشرة الاف افغاني التي يقول القادة الاميركيون ان طالبان تدفعها لمقاتليها. ويقول مسؤولون ان التدريب سيكون على الامد الطويل الوسيلة الوحيدة لاكساب الشرطة التمرس. وقال السارجنت برايان كيني الذي يعمل مدربا مع القوات الكندية العاملة بالمنطقة ان 45 في المئة فقط من الشرطة الافغانية باقليم قندهار تلقوا تدريبا. واضاف quot;ما نحاول فعله هو مساعدة الجميع على الحصول على اساسيات العمل الشرطي وتعليمهم القراءة والكتابة.quot;

ويوجد بمعسكر ناثان سميث التابع لحلف الاطلسي في مدينة قندهار مركز تدريب للشرطة الافغانية تم تجديده ويضم فصولا دراسية وحجرة للطعام وصفوفا من المقاعد ومواد مطهرة للايدي وصالة للالعاب الرياضية ومسجدا. وقيد نحو 42 شرطيا - اغلبهم مجندون قدامى- في البرنامج الاول للتدريب الاساسي في المركز. وقال مدرب من الشرطة العسكرية الاميركية ان المشاكل بدأت عندما تغيب ستة معلمين من وزارة الداخلية الافغانية قال بعضهم انه كان خائفا من القدوم الى قندهار. وقال المدرب الاميركي ان البرنامج بدأ بعد استعارة ثلاثة معلمين من مركز تدريب اقليمي ومن المتوقع ان يتأهل 37 شرطيا بعد تسرب ثلاثة وطرد اثنين احدهما زور بطاقة هويته. واضاف ان البرنامج كان سيسير بلا مشكلات لولا ذلك.