رفضت الكتلة العراقية بزعامة رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي العودة الى الاصطفاف الطائفي الذي سيفرزه تحالف الائتلافين الوطني بزعامة عمار الحكيم وائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي وهددت بالانسحاب من العملية السياسية برمتها ووصفت نتائج زيارة وفدها إلى طهران بالايجابية.. فيما قال الرئيس جلال طالباني إن التحالف الكردستاني ينتظر إعلان اندماج الائتلافين لإعلان تحالفه معهما وتأييد مرشحهما لمنصب رئيس الحكومة الجديدة.

لندن: هددت الناطقة باسم الكتلة العراقية ميسون الدملوجي في اتصال مع quot;إيلافquot; من بغداد من أن الكتلة ستنسحب من العملية السياسية برمتها إذا اندمج ائتلاف دولة القانون والائتلاف الوطني العراقي لتشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر وتكليفها بتشكيل الحكومة الجديدة وضرب استحقاق العراقية بهذا الأمر باعتبارها الفائزة في الانتخابات. وأضافت أن أي تحالف بين الائتلافين سيعيد العراق إلى المربع الأول من ناحية الاصطفاف الطائفي.

وأشارت الدملوجي الناطقة باسم الكتلة العراقية بزعامة رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي الفائزة في الانتخابات التشريعية الأخيرة إلى أن الائتلافين دخلا الانتخابات الأخيرة على أساس برامج وطنية وصوت لهما العراقيون على هذا الأساس لكنهما عادا إلى الطائفية بعد ظهور النتائج ويسعيان الآن إلى التحالف على هذه الأساس.

وأكدت أن الدستور العراقي يمنح الكتلة العراقية الحق في تكليفها بتشكيل الحكومة وإذا ما فشلت في الحصول على موافقة مجلس النواب الجديد فانه يحق عند ذاك تكليف كتلة أخرى بهذا الأمر. وقالت quot;لكن استلاب حق العراقية بهذا الشكل سيجعلها أمام خيارات مفتوحة عدة من بينها الانسحاب من العملية السياسية برمتها أو اللجوء إلى القضاءquot;.

وحول تصريحات الرئيس العراقي جلال طالباني بان التحالف الكردستاني ينتظر اندماج الائتلافين ليتحالف معهما وتاييد مرشحهما لرئاسة الحكومة الجديدة قالت الدملوجي ان العراقية تتعامل مع التحالف الكردستاني ككتلة سياسية وهناك مواقف وطنية مشتركة بين الطرفين ترتكز على تعزيز الهوية الوطنية.

وعن نتائج زيارة وفد الكتلة العراقية الى طهران امس واليوم وصفت الدملوجي مباحثاته مع المسؤولين الايرانيين بانها ايجابية. وأضافت quot;ان الوفد حمل رسالة الى الجارة إيران تتعلق بأواصر حسن الجوار بين البلدين وضرورة ترسيخ علاقات متوازنة تضمن مصالح الجارتين واحترام سيادة الدولتين وعدم التدخل بالشؤون الداخلية لأي منهما والتأكيد على ان الكتلة العراقية لن تسمح باستخدام أراضي العراق أو أجوائه في شن أي هجوم على الجارة إيرانquot;.

واشارت الى ان المباحثات تكللت بالنجاح ولاسيما رغبة إيران في أن تلعب العراقية دوراً أساسياً في مد الجسور مع دول الاقليم. واوضحت ان الزيارة التي استغرقت ساعات قليلة قد اقتصرت على لقاء المسؤولين الإيرانيين في طهران نافية زيارة الوفد الى مدينة قم المقدسة حيث يوجد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر. وفيما اذا كانت ايران قد وجهت عبر الوفد دعوة الى زعيم القائمة العراقية لزيارة طهران قالت quot;لاعلم لي بمثل هذه الدعوة لحد الانquot;.

وردا على سؤال عن السبب في زيارة الوفد الى ايران الان بعد ان كانت العراقية قد انتقدت رحيل قوى عراقية الى هناك في وقت سابق اشارت الدملوجي الى ان الاخرين (في اشارة الى وفدي الائتلافين) ذهبا الى هناك للبحث في تشكيل الحكومة وامكانية التحالف بين الائتلافين لكن وفد العراقية سافر الى هناك لشرح السياسة الخارجية للكتلة العراقية بوصفها الفائزة في الانتخابات اضافة الى تصوراتها حول تشكيل الحكومة الجديدة.

واتهمت الدملوجي quot;أطرافاً مهمة من إئتلاف دولة القانون بانها حاولت ترغيب بعض أعضاء العراقية بوسائل شتى وبمحاولات يائسة لكي يتركوا العراقية وذلك من خلال عرض المغريات عليهم مؤكدة ان كل هذه المحاولات قد باءت بالفشل الذريع. وقالتquot;ان كتلة العراقية متماسكة أكثر من أي وقت مضى وتستعد لتشكيل الحكومة باعتبارها القائمة الأكبر في مجلس النوابquot;.
وأضافت الدملوجي ان هذه الممارسات تدل على ضعف الالتزام بالقيم الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة وتشير الى ان هؤلاء الأشخاص بعيدون عن السلوك الحضاري والقيم الانسانية الرفيعة.

وكان وفد من الكتلة العراقية برئاسة القيادي فيها نائب رئيس الوزراء رافع العيساوي قد اجتمع في طهران أمس مع رئيس مجلس الشوري الإيراني علي لاريجاني وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي.

وقالت وسائل اعلام ايرانية أن لاريجاني وجليلي أكدا للعيساوي أن طهران مهتمة بأن يسود السلام والهدوء في ربوع العراق. ونقلت عن لاريجاني قوله إن إيران تأمل في أن تتم صياغة مستقبل العراق بمشاركة جميع الأطراف السياسية فيه. من جهته شدد جليلي على أن طهران تدرك أهمية أن يتمتع العراق بالاستقرار والأمن مبديا الرغبة بتشكيل حكومة تضم جميع الأحزاب السياسية الفائزة في الانتخابات الأخيرة.

وقد دعا العيساوي خلال لقائه مع جليلي إلى المشاركة الفاعلة في تبلور حكومة المشاركة الوطنية في العراق مستعرضا مستجدات الأوضاع على الساحة العراقية ومسار عملية المحادثات الجارية بين التيارات العراقية. ومن جانبه وصف جليلي تنامي مشاركة التيارات السياسية المختلفة في الانتخابات البرلمانية ومسار المحادثات بين الأحزاب والأطياف المختلفة في العراق بالإيجابي. وأكد اهتمام إيران بتعزز مسار العملية السياسية في العراق وترسيخ الاستقرار والأمن في هذا البلد. ودعا إلى تشكيل الحكومة العراقية بمشاركة جميع الأحزاب والأطياف الفائزة في الانتخابات البرلمانية على أساس الواقع الحاصل والدستور العراقي.

طالباني وتحالف الكردستاني مع الائتلافين

وفي وقت يؤكد فيه قادة في الائتلافين قرب اعلان تحالف بينهما خلال ايام قليلة فقد اشار الرئيس العراقي جلال طالباني الى ان التحالف الكردستاني ينتظر إعلان هذا الاندماج ليتحالف معه.

وقال عقب اجتماع مع القيادي في الائتلاف الوطني رئيس تيار الإصلاح رئيس الوزراء السابق إبراهيم الجعفري أن كتلة التحالف الكردستاني التي تضم الأحزاب الكردية الرئيسية وحصلت على 43 مقعدا نيابيا في الانتخابات التشريعية الأخيرة تنتظر الإسراع بتشكيل تحالف بين الائتلاف الوطني العراقي وائتلاف دولة القانون للتحالف معه وتعزيز العلاقات بين الجانبين في المستقبل.

موضحا أن المرشح الذي سيتقدم به التشكيل الجديد للائتلاف الوطني مع دولة القانون سينال تأييد الكتلة الكردستانية أيضاquot; كما نقل عنه بيان صحافي لمكتب الجعفري تلقت quot;ايلافquot; نسخة منه اليوم. ومن جهته عبر الجعفري عن الارتياح للدور الذي يقوم به السياسيين العراقيين من خلال جولاتهم بدول الجوار.

وقال quot;انهم يحملون معهم قدرا وطنيا عراقيا ويتحدثون بثقة ويمدوا الجسور والعلاقات مع دول الجوار الجغرافي لأننا لا نريد عزل العراق عن الدول عموما ودول الجوار خاصة مع التأكيد على سيادة واستقلال وازدهار العراقquot;. وأوضح أن quot;المناخات السياسية تقترب شيئا فشيئا نحو تحقيق التحالف بين كتلة الائتلاف الوطني العراقي وائتلاف دولة القانونquot;.
وقد أكد طالباني والجعفري على أهمية العمل المشترك بين الكتل النيابية كافة من أجل الإسراع في تشكيل الحكومة وإشراك الجميع فيها من دون تهميش لأحد. كما تبادلا الآراء حول مجمل الأوضاع العراقية والإقليمية.

يذكر أن نتائج الانتخابات التي أعلنتها المفوضية العليا للانتخابات فأواخر الشهر الماضي أظهرت تقدم القائمة العراقية التي يتزعمها رئيس الوزراء الأسبق اياد علاوي بـحصولها على 91 مقعدا تلتها قائمة ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي بحصوله على 89 مقعدا فيما حل الائتلاف الوطني العراقي بزعامة عمار الحكيم بحصوله على 70 مقعدا ثم حلت قائمة التحالف الكردستاني رابعا بحصولها على 43 مقعدا.