لم تحدّد بعد دمشق موعدًا دقيقًا لزيارة الحريري المرتقبة إلىسوريا مشيرة إلى أنها quot;ستأتي في وقتها المناسبquot;.

دمشق: رفضت مصادر سورية حكومية الاثنين تحديد موعد دقيق لزيارة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري المرتقبة إلى دمشق، واكتفت بالإشارة إلى أنها quot;ستأتي في وقتها المناسبquot;، على حد وصفها من جهته أيضاً رفض أمين عام المجلس الأعلى السوري ـ اللبناني نصري خوري تحديد توقيت لزيارة الحريري الثانية إلى دمشق مشيراً إلى أن المطلوب الآن إنجاز عمل اللجنة لكي تكون زيارة الرئيس الحريري إلى سوريا مثمرة وناجحة

وكان من المقرر أن يزور الحريري العاصمة السورية للمرة الثانية ويعقد سلسلة من الاجتماعات الموسعة مع أعضاء الحكومة هي الأولى من نوعها بين رئيسي وزراء كلا البلدين منذ نحو ست سنوات، بهدف مراجعة الاتفاقيات المعقودة بين البلدين التي وقعت في تسعينيات القرن الماضي خلال الوجود السوري في لبنان، وتعديل بعضها وتفعيل بعضها الآخر، وتضاربت وسائل الإعلام في تحديد موعد الزيارة، إلا أن الجانب السوري أعرب عن انزعاجه من خفة الجانب اللبناني بالإعداد للزيارة الأمر الذي سبب بتأخيرها

وتأتي التعليقات السورية واللبنانية في أعقاب اجتماعات اللجان الفنية التحضيرية لهيئة المتابعة التي تمهد لزيارة الحريري لدمشق، برئاسة وزير الدولة اللبناني جان أوغاسبيان والتي تضم عدداً من المدراء في الحكومة اللبنانية، واجتماعه برئيس الوزراء السوري محمد ناجي العطري، واجتماع ممثلي الوزارات السورية المعنية بنظرائهم اللبنانيين من مدراء في وزارة الخارجية والدفاع والعدل والشؤون الاجتماعية والعمل والزراعة والنقل والاتصالات والسياحة والتعليم والثقافة والبيئة والصحة والمياه والكهرباء.

وشدد أوغاسبيان على ضرورة تطوير الاتفاقيات الموقعة بين سوريا ولبنان نتيجة لمعاهدة quot;الأخوة والتعاون والتنسيقquot;، وأعرب عن أمله أن تصل النقاشات مع الجانب السوري إلى ما فيه مصلحة للبلدين. وقالت مصادر لبنانية مواكبة للاجتماعات إن الجانب اللبناني سيناقش مع السوريين أكثر من مجرد تعديل بعض الاتفاقيات، وإنما سيطرح عدة قضايا هامة منها دور المجلس الأعلى السوري اللبناني، الذي كان يقوم مقام السفارتين في تنسيق العلاقات بين الدولتين، واقتراح اتفاقية تتعلق بتبادل المحكومين بين البلدين وتمس ملف المفقودين، فضلاً عن إعادة تقييم وتعديل الاتفاقيات الموقعة بين البلدين واقتراح اتفاقيات جديدة حسب الحاجة

ووفقاً للمصادر اللبنانية فإن العديد من اللبنانيين يتوقعون أن تحمل زيارة اللجان التحضيرية، وزيارة الحريري المرتقبة، المزيد من الانفراج في العلاقات الثنائية الرسمية بين البلدين وسط تزايد في الإشارات الإيجابية بينهما، إلا أن البعض الآخر وخاصة حلفاء الحريري من المسيحيين يعرب عن خشيته من أن يتم توقيع عدة اتفاقيات اقتصادية هامشية في نهاية الزيارة إن تمت، وأن يدلي كل طرف بتصريحات صحفية تؤكد على العلاقة التاريخية وأهميتها، والعلاقة المستقبلية وضرورتها، ومن ثم تبقى الملفات محل الخلاف دون أن تجد حلاً لها.