يقول سمير جعجع إن قرار الدفاع عن لبنان غير موجود حالياً بيد الحكومة لانها لا تسيطر على القوات المسلحة.

بيروت: اكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع من قوى 14 آذار الممثلة بالاكثرية في البرلمان اللبناني ان quot;قرار الدفاع عن لبنان غير موجود حاليا في يد الحكومةquot; وذلك غداة صدور تقرير عن الامم المتحدة ابدى قلقا من استمرار وجود سلاح خارج سلطة الدولة في لبنان.

وقال جعجع في مقابلة مع وكالة فرانس برس الاربعاء ان quot;قرار الدفاع عن لبنان حاليا ليس في يد الحكومة اللبنانية لان هناك قوى غير الجيش اللبناني موجودة على الارض لا نعرف ما الذي ستقدم عليه (...) وقرارها ليس في يد الحكومةquot;، في اشارة الى حزب الله.

وردا على سؤال عن قدرة الجيش اللبناني على الرد في حال حصول هجوم اسرائيلي على لبنان، قال جعجع الذي يتمثل حزبه بوزيرين في الحكومة quot;اذا كانت اسرائيل تنوي الاعتداء على لبنان، فعلى الدولة ان تملك في المقابل، حرية اتخاذ قرار بكيفية التصرف والتصريح، بينما من يتولى ذلك حاليا هو من خارج الدولةquot;.

واشار الى ان quot;الدولة اللبنانية لا تملك السيطرة على المجموعات المسلحة الموجودة داخل لبنانquot;. غير انه اكد ان الجيش كما جميع اللبنانيين، quot;مضطر في حال حصول مشكلة للدفاع عن لبنان، ولو لم يكن مساهما في الوصول الى الوضع الذي نكون وصلنا اليهquot;.

وتابع quot;يمكن للجيش اللبناني بكل سهولة القيام بما يقوم به الحزب اذا اخليت له الساحة واعطي قرارا سياسيا واضحا بذلكquot; مؤكدا وجود quot;وحدات قتالية خاصة في الجيش يبلغ عديدها حوالى 4000 مقاتل وهي قادرة وبمستوى افضل مما هو موجود عند حزب الله للقيام بالمهمة المطلوبةquot;.

وقال جعجع الذي تمسك خلال الجلسة الاخيرة للحوار الوطني بالبحث في مصير سلاح الحزب الشيعي، ان quot;وجود سلاح حزب الله ببنيته العسكرية والامنية وارتباط قرار هذه البنية وتنسيقها الى حد الذوبان مع القرار في طهران ودمشق يعرض لبنان للخطرquot;.

واقترح الزعيم المسيحي ابقاء سلاح حزب الله كما هو، quot;انما وضع قراره كليا لدى الحكومة اللبنانية، بمعنى ان تعرف الدولة كمية السلاح الموجود ومكانه وان تقرر هي متى تستعمله واين (...) فنثبت للعالم ان هذا السلاح قراره لبناني وليس ايرانيا او سورياquot;.

وعقدت القيادات اللبنانية في 15 نيسان/ابريل جلسة حوار حول quot;استراتيجية دفاعيةquot; للبنان، ابدى خلالها حزب الله وحلفاؤه (قوى 8 آذار) رفضهم لاستمرار التداول بمصير سلاح حزب الله معتبرين ان البحث يجب ان يقتصر على ايجاد استراتيجية لمواجهة اسرائيل.

واعتبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاثنين في تقريره نصف السنوي حول تطبيق القرار 1559 الصادر عن مجلس الامن الدولي العام 2004، ان quot;وجود ميليشيات لبنانية وغير لبنانية ما زال يشكل تهديدا لاستقرار البلاد والمنطقةquot;.

وقد انتقد حزب الله بشدة التقرير، معتبرا انه يتجاوب مع التوجهات الاسرائيلية.

وينص القرار 1559 على نزع سلاح كل الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية وعلى بسط سلطة الدولة على كل اراضيها.

وعبر تقرير الامم المتحدة عن quot;قلق متزايدquot; ازاء المعلومات عن quot;عمليات كبيرة لنقل اسلحة الى لبنان عبر حدوده البريةquot; داعيا كل الاطراف quot;داخل لبنان وخارجه الى وقف فوري لكل محاولات الاستحصال على السلاح ونقله وبناء قدرات عسكرية خارج سلطة الدولةquot;.

وجاء التقرير بعد ايام على اثارة اسرائيل مسألة تسليم سوريا صواريخ من طراز quot;سكودquot; الى حليفها حزب الله.

واعتبر جعجع ان موضوع الصواريخ لم يتضح بعد، الا انه شدد على ان ضبط الحدود اللبنانية السورية لمنع تهريب السلاح وغيره من الممنوعات منوط بالسلطات السورية.

وقال quot;الامر يحتاج الى قرار سوري بعدم نقل السلاح الى الداخل اللبنانيquot;، مشددا على ضرورة quot;ترسيم الحدود اللبنانية السوريةquot;.

ورجح ان تكون مسالة السلاح quot;من الامور التي تحول دون الترسيم واقامة منشآت كما المنشآت الموجودة على اي حدود اخرى بين دولتين، لمنع تهريب السلاح والاشخاص والممنوعات على انواعهاquot;.

واتفقت الحكومتان اللبنانية والسورية اثر زيارة رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري في كانون الاول/ديسمبر الى دمشق على البدء بترسيم الحدود من شمال لبنان، اذ تعترض دمشق على ترسيمها في مناطق اخرى متنازع عليها بحجة الاحتلال الاسرائيلي.

وفي موضوع العلاقات اللبنانية السورية، قال جعجع، احد ابرز مناهضي دمشق في لبنان منذ عقود، انه يؤيد تماما quot;المحاولاتquot; التي يقوم به حليفه سعد الحريري لارساء علاقات طبيعية مع سوريا بعد سنوات من القطيعة بين البلدين على المستوى الحكومي.

وقال quot;انا مع هذه المحاولات كليا ولو انها لم تنتج اي شيء فعلي حتى الآن باستثناء ان حلفاء سوريا في لبنان يصرخون النصر النصر ولا اعلم لماذاquot;.

واعطى مثلا احتفالا اقامته السفارة السورية قبل يومين ودعت اليه شخصيات سياسية من كل الانتماءات والجهات، وقال quot;ان استقبال السفارة، على عكس ما يرى حلفاء سوريا، انتصار كبير لناquot;.

واضاف quot;نحن لم نكن ضد السوريين وضد وجود سوريا في المطلق ولم تكن لنا منطلقات عنصرية ضد سوريا، بل كنا ضد الممارسات السورية في لبنان وضد وجود الجيش السوري وتدخله في تعيين المدراء العامين والوزراء والنواب وغير ذلكquot;.

وقال جعجع quot;لم نكن يوما ضد وجود سوريا كدولة وضد تصرف سوريا حيال لبنان على اساس انه دولة واكبر رمز على ذلك في الوقت الحاضر وجود سفارة سورية في لبنانquot;.

وافتتحت السفارة السورية في بيروت في نهاية 2008 اثر قرار باقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين للمرة الاولى في تاريخهما.