|
بدأ حزب المحافظين المعارض في بريطانيا جهودا جديدة يوم الاثنين لازاحة حزب العمال الحاكم من بعض معاقله وتحدث عن مخاطر النتائج غير الحاسمة في الانتخابات البرلمانية التي ستجرى في السادس من ايار/مايو المقبل.
لندن: يكافح حزب المحافظين اليميني للاطاحة بحزب العمال اليساري من الحكم بعد 13 عاما في السلطة. ويواجه الحزبان تحديا مفاجئا من حزب الديمقراطيين الاحرار الذي احتل المرتبة الثالثة على مدى سنوات عديدة لكن شعبيته قفزت في الايام العشرة الاخيرة منذ الاداء القوي لزعيمه نيك كليغ في أول مناظرات انتخابية تلفزيونية في بريطانيا.
ويتقدم المحافظون في استطلاعات الرأي لكن قفزة الديمقراطيين الاحرار الى المرتبة الثانية يمكن ان تحرم المحافظين من الحصول على أغلبية المقاعد في مجلس العموم البريطاني المؤلف من 650 مقعدا. والكابوس الذي يراه المحافظون هو ان هذا الوضع يمكن ان يسمح لحزب العمال بالتمسك بالسلطة من خلال تشكيل ائتلاف مع الديمقراطيين الاحرار.
من جهته، قال نِك كليغ، زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار إن حزب العمال الحاكم quot;يصبح على نحو متزايد لا علاقة له بما يجري من حولهquot;، ويشير إلى أن الناخبين قد يجدون أنفسهم في نهاية المطاف بين خيارين اثنين: إما حزبه أو المحافظين.
ففي مقابلة مع برنامج أندرو مار في بي بي سي قال كليج إن الأمر سيكون منافيا للعقل إذا جاء حزب العمال في المركز الثالث في الانتخابات ولكن زعيمه تمكن من تشكيل الحكومة.
وأضاف أنه بصرف النظر عمن سيشكل الحكومة القادمة فإن عليه أن يتعامل مع مع قضية إصلاح النظام الانتخابي وهو ما طالب به حزب الديمقراطيين الأحرار.
نِك كليغ زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار |
وقال كليغ إنه سيكون ضرب من الخبل أن يحصل العمال على أقل الأصوات ويتركهم الملايين من الناخبين ثم يتمكنون من تشكيل الحكومة.
وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة quot;الصنداي تايمزquot; ونشرتها في عددها الصادر الإثنين، وصف كليغ إمكانية أن يفوز العمال بحصة أصغر من أصوات الناخبين مقارنة بما قد تحصل عليه الأحزاب الأخرى، ومع ذلك يظلون يحظون بعدد أكبر من المقاعد في البرلمان، بأنها quot;هراء كاملquot;.
وقال ديفيد كاميرون زعيم حزب المحافظين ان حزبه اضاف 20 اسما جديدا الى قائمة المقاعد المستهدفة التي يأمل في الفوز بها من حزب العمال الذي يتزعمه رئيس الوزراء غوردون براون، مشيرا الى ان هذا قد يرجح كفة الميزان ويعطي للمحافظين أغلبية.
وقال في مؤتمر صحافي quot;ما شاهدناه بسبب التراجع في حملة حزب العمال يمثل فرصة للعمل بجدية أكبر في مقاعد معينة كانت ... مقاعد امنة تماما للعمال لكنها لم تعد كذلكquot;، وقال quot;اننا نهدف الى حكومة اغلبية. وهذا هو السبب في اننا وسعنا ارض المعركة.quot;
في غضون ذلك، حذر اللورد بيتر ماندلسون، وزير شؤون الأعمال في الحكومة العمالية الحالية، الناخبين العماليين أنه من شأن التحول إلى تأييد الديمقراطيين الأحرار أن يؤدي إلى تسليم الفوز إلى المحافظين على طبق من ذهب.
تأتي هذه التطورات في الوقت الذي تشير فيه نتائج أربعة استطلاعات للرأي إلى استمرار تقدم حزب المحافظين، وذلك على الرغم من أنه لم يصل إلى مستوى احتمال الفوز بأغلبية المقاعد في البرلمان المقبل.
بدوره، قام زعيم حزب المحافظين بجولة انتخابية في يوركشير ركز فيها على مهاجمة على سياسة العماليين في مجال التعليم والصحة التي يقول إن الحكومة تعتزم إجراء تخفيضات سرية في ميزانيتها.
ونفى كاميرون تلميحات بأن هذا يعني ان المحافظين يشعرون الان بالتشاؤم بشأن المقاعد المستهدفة التي يشغلها الديمقراطيون الاحرار.
رئيس الحكومة وزعيم حزب العمال غوردن براون
ورفض دوغلاس الكسندر منسق الانتخابات لحزب العمال تصريحات كاميرون وقال انه لا توجد أدلة تذكر على ان حزب الديمقراطيين الاحرار كسب مشجعي حزب العمال الى جانبه.
وقد استبق رئيس الحكومة وزعيم حزب العمال، غوردن براون، الهجوم المتوقع لكاميرون، واصفا خطط المحافظين بأنها quot;أخلاقيا خاطئةquot;.
ففي كلمة ألقاها أمام مجموعة من أنصار حزبه، قال براون: quot;سيجري المحافضون تخفيضات في ميزانيات المدارس ومراكز الأطفال ودور الحضانة، وذلك في الوقت نفسه الذي يرفعون فيه عتبة ضريبة الوراثةquot;.
كما يميط كل من حزب الديمقراطيين الأحرار والعمال الأحد اللثام عن سياستيهما في مجال البيئة، إذ يتوجه الحزبان إلى مغازلة الناخبين الذين يدلون بأصواتهم للمرة الأولى.
أمَّا الحزب القومي الاسكتلندي، فقد أعلن أنه يسعى عبر السبل القانونية المتاحة إلى ضمان تمثيله في المناظرة التلفزيونية الثالثة التي تجمع بين زعماء أكبر الأحزاب في البلاد، والتي ستُبثُّ يوم الخميس المقبل.
ووفقا للنظام الانتخابي في بريطانيا فان الفوز لا يتوقف فقط على عدد الاصوات التي يفوز بها الحزب على مستوى البلاد وانما على عدد المقاعد البرلمانية التي يفوز بها الحزب. وتستهدف الاحزاب عادة المقاعد التي يمكن ان تتغير فيها النتيجة بتغير رأي عدد صغير من الناخبين.
ويقول كاميرون ان أي برلمان معلق سيكون بداية فترة من عدم الاستقرار حيث ستتشاحن الاحزاب على المناصب السياسية وسياسات كسب التأييد بدلا من معالجة العجز القياسي في ميزانية بريطانيا.
التعليقات