كابول: احيت افغانستان الاربعاء ذكرى الاطاحة بالنظام الذي كان مدعوما من الاتحاد السوفياتي عام 1992 والذي ادى الى حرب اهلية دامية وظهور حركة طالبان في الوقت الذي تخضع العاصمة كابول لاجراءات امنية مشددة. وحلقت المروحيات في سماء المدينة في الوقت الذي اطلق الجيش الافغاني 21 طلقة في ستاد رياضي وسط كابول كان يستخدمه نظام طالبان (1996-2001) لتنفيذ الاعدامات.

وهذه اول مرة ينظم فيها احتفال علني للاطاحة بالنظام المدعوم من الاتحاد السوفياتي في 1992، منذ محاولة مسلحين وانتحاريين اغتيال الرئيس الافغاني حميد كرزاي اثناء الاحتفال الذي اقيم عام 2008. وفي كلمة امام الاف الشخصيات التي تجمعت منذ الفجر للمرور بالاجراءات الامنية، قال وزير الدفاع عبد الرحيم وراداك الذي كان يرتدي زيه العسكري quot;في هذا اليوم، انتصر المجاهدون على شر الشيوعيةquot;. وانتقد الوزير المجتمع الدولي- الذي ساعد على ابقاء الرئيس حميد كرزاي في السلطة- لعدم اخذه تهديد طالبان على محمل الجد بعد اطاحة القوات التي تقودها الولايات المتحدة بنظام طالبان عام 2001.

وفقد اعادت الميليشيا الاسلامية تجميع صفوفها بعد ذلك وتشن منذ ذلك الوقت تمردا دمويا دخل عامه التاسع. ولم يشارك كرزاي في الاحتفالات نظرا لمشاركته في قمة دول جنوب اسيا التي تعقد في مملكة بوتان. وفيما جلس نواب كرزاي وكبار وزراءه للاستماع للكلمات ومشاهدة العروض العسكرية، انتشرت قوات الشرطة والجيش في انحاء كابول وقامت بتفتيش العربات ونصبت الحواجز الامنية لمنع وقوع اية هجمات. وشارك في الاحتفال الاف من رجال الشرطة والجيش الذين يتوقع ان يتولوا المسؤولية الامنية من القوات الاجنبية البالغ عددها 126 الف عنصر، الى جانب ضحايا الحرب ومن بينهم نساء.

وادى قارعو الطبول والراقصون رقصة الحرب التقليدية التي يشتهر بها الباشتون. وحضر العرض عبد الله عبد الله الذي خسر الانتخابات الرئاسية والذي كان من المجاهدين السابقين واليد اليمنى لزعيم المجاهدين الراحل احمد شاه مسعود. واحتلت صور مسعود، قائد المجاهدين الذي قتله تنظيم القاعدة قبل يومين من هجمات 11 ايلول/سبتمبر على الولايات المتحدة، وصور الملوك السابقين وابطال الحرب خلفية العرض. ودعا المارشال محمد قاسم فهيم، النائب الاول للرئيس والمقاتل السابق مع المجاهدين الى quot;الوحدة السياسيةquot; لمواجهة طالبان.

وكان انتصار المجاهدين على النظام الموالي لموسكو في 1992، بداية حرب اهلية ادت الى ظهور نظام طالبان الذي ملأ الفراغ الامني في البلاد. وانطلقت حركة طالبان من قاعدتها في مدينة قندهار الجنوبية، التي تعتبر الان من اخطر المناطق في افغانستان ومعقل تمرد طالبان الذي يهدف الى الاطاحة بالحكومة. وبدأ متمردو طالبان في اللجوء الى الاغتيالات اضافة الى الهجمات الانتحارية والعبوات الناسفة المصنعة يدويا. وتكثف القوات الاميركية وقوات حلف الاطلسي عملياتها العسكرية في مدينة قندهار في اطار هجوم واسع يهدف الى القضاء على تهديد المسلحين والسماح للقوات الاميركية ببدء الانسحاب مطلع العام المقبل.