يبدو أن الهاتف المحمول لوزير الخارجية المصري أحمد ابو الغيط على موعد مع المعاكسات، فلم يمر ستة أشهر على واقعة تعرضه لاتصالات تليفونية مزعجة بعد منتصف الليل تبين أن فلاح من بني سويف يقوم بها، حتى تكررت المحاولة من قبل هاتفين جديدين.

القاهرة: قدّم مكتب وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط بلاغاً إلى النيابة العامة، يشكو فيه تلقي الوزير quot;معاكساتquot; هاتفية، من أرقام مجهولة، تطلبه بعد منتصف الليل. وكشفت التحريات أن أحد الأرقام الذي كرر quot;إزعاجquot; الوزير المصري يعود لسيدة من الصعيد، تبلغ من العمر 66 عاما تدعى (ز) من مركز ملوي في محافظة المنيا (نحو 241 كلم جنوب القاهرة)، أما الرقم الثاني فيخص رجلا يدعى (إ) ويبلغ من العمر 33 سنة ويعمل في المجال الفني بمصنع يقع في مدينة السادس من أكتوبر (نحو 30 كلم غرب القاهرة).

ونقلت صحيفة quot;الشرق الأوسطquot;، عن مصادر التحقيقات أن السيدة لا تجيد القراءة ولا الكتابة. وبسؤال ابنها، قال إنه سبق واشترى لها خط هاتف جوال لكي يطمئن على والدته أثناء عمله خارج البلاد، مشيرا إلى أن والدته ليست لديها أي خبرة بإدخال رقم أي هاتف إلى الجهاز الجوال، وأنه لا توجد أرقام مخزنة على جهازها سوى رقمه هو. وتعتقد السلطات المختصة أن أحد أقارب السيدة كان يعبث بهاتفها واتصل بهاتف الوزير على سبيل الخطأ.

أما العامل فقال أثناء التحقيق معه إنه يعود من عمله كل يوم إلى حيث يقيم في ضاحية العمرانية المجاورة، موضحا أنه لم يقم بأي معاكسات عبر هاتفه. وعن تفسيره لوجود أرقام مسجلة باسمه ترن على هاتف الوزير ليلا، أقر بأنه سبق واشترى عدة خطوط اتصالات من موزع خطوط باستخدام بطاقة هويته الشخصية، ثم قام ببيعها لآخرين لا يعرفهم، وأن من ضمن هذه الخطوط الخط المتهم بمداومة الاتصال برقم الوزير أبو الغيط. وقررت نيابة بولاق أبو العلا إخلاء سبيل السيدة والعامل، واستكمال البحث عن جذور المشكلة وأسبابها.

وكانت المرة الأولى التي تعرض فيها هاتف ابو الغيط لمعاكسات في ديسمبر/كانون الأول الماضي عندما تقدم مدير مكتب الوزير ببلاغ عن تعرضه لمعاكسات هاتفية وتبين من التحقيقات أن الفاعل فلاح من بني سويف. وكانت شركات لخطوط هواتف جوالة بمصر أوقفت مئات الآلاف من الخطوط التي ليس لها بيانات مسجلة بها. ويبلغ عدد مستخدمي الهواتف الجوالة في البلاد 56 مليون مشترك، وتقول الشركات الموفرة لهذه الخدمة إن تعليقها لنحو 700 ألف خط منذ الشهر قبل الماضي يرجع لكثرة الشكاوى التي تلقتها من كثير من المواطنين الذين تعرضوا لمعاكسات من خطوط هاتفية مجهولة.