حسين الفلوجي |
إتهم حسين الفلوجي، القيادي في الكتلة العراقية الفائزة في الإنتخابات التشريعية الأخيرة، إيران بالحيلولة دون وصول الكتلة الى رئاسة الحكومة على الرغم من مباركة الدول العربية لتوليها الحكومة، وقال ان توجه الكتل السياسية الى خارج البلاد طلبًا للمساعدة قد جوبه بنقمة شعبية كبيرة، وعليه لا بد لهذه الكتل من أن تتعود على فكرة الاختلاف وتبحث عن المشركات وتضييق الفجوة فيما بينها في القضايا الخلافية، وعدم الذهاب الى الاخرين وتعقيد المشهد السياسي.
أكد الفلوجي، عضو مجلس النواب المنتهية ولايته في حديث مع quot;إيلافquot;، أن العراقية هي صاحبة الإستحقاق الدستوري ويجب أن تمنح الفرصة لتشكيل الحكومة، وأوضح ان مقترح تقسيم رئاسات البلاد على أساس مكونات الشعب العراقي فكرة مقبولة وتطمئن الأطراف التي تشعر بخوف من الإقصاء اوالتهميش. رافضًا إستئثار قوى سياسية على السلطة بحجة أنها تمثل الأكثرية، وإعتبر أن العراق مازال محتلاً حيث تمارس الولايات المتحدة دورين فيه الأول: المساهمة الفاعلة في تعقيد المشهد السياسي العراقي، والثاني: مواكبة العملية السياسية لأجندة خاصة بها...
وهنا نص المقابلة :
** كيف ترد على من يعترض على تدويل القضية العراقية ويعتبرها شأنًا داخليًا؟
انا مع قضية أن تبذل المكونات السياسية المنخرطة في العملية السياسية جهودًا كمكونات إجتماعية او مذهبية، خير من أن تتجه الى الخارج، وإن كانت الاطراف العربية حسنة النية في مساعدتنا، لكن يبقى جلوس الكتل وجهًا لوجه وطرح وجهات النظر مباشرة يسهم بتذويب الكثير من الخلافات. الأمر الذي جوبه بنقمة شعبية عارمة، ولابد أن نتعود على فكرة الإختلاف ونبقي الثوابت ونبحث عن المشاركات او نحاول أن نضيق الفجوة في القضايا الخلافية، لا ان نذهب الى الاخرين ونعقد المشهد السياسي على انفسنا.
** هناك من يتهم العراقية بمحاولة إستحواذها على منصب رئاسة الوزراء؟
هذا الإستحقاق دستوري وهو حق كفله الدستور الى العراقية بصفتها الفائزة رقم واحد، انا ادافع عن خيارات العراقية لانها صاحبة الإمتياز الدستوري والسياسي، سواء كانت هناك كتلة نيابية تم تشكيلها الآن او سوف يتم تشكيلها مستقبلاً، ولا بد من اعطاء العراقية حق تشكيل الحكومة، واذا استطاعت انجاز هذه المهمة خلال السقف الزمني المعدّ لها فسيكون الامر جيدًا وان فشلت فيكلف مرشح من كتلة اخرى طبقًا لإستحقاقات المرحلة في ذلك الوقت.
** ما هو موقفكم بالتحالف المعلن بين ائتلافي الوطني ودولة القانون ؟
اللوم يقع على المحكمة الاتحادية واعترض على حكمها في تقرير أصدرته يشير الىان اندماج اي كتلتين يحق لهما تشكيل الحكومة، وكان من الاجدر بها أن تحسم الكثير من القضايا التي هي الان محط اختلاف بين الكتل السياسية وان تكون أكثر وضوحًا وجرأة فهي لم تأت بشئ جديد والأزمة تدور حول نفسها وبالتالي فالمشهد السياسي يزداد تعقيدًا، ونحن ضدان تتشكل كتلة نيابية بنية سحب البساط عن التكليف الدستوري والاستحقاقي للقائمة العراقية، ويجب أن نخلق مؤسسات دستورية صحيحة ممكن أن تشيد عليها العملية السياسية لعشرات السنين القادمة، ولا نأتي بأسلوب عمل ممكن أن يعرقل في المستقبل العملية السياسية فالعراقية هي صاحبة الاستحقاق الدستوري ويجب أن تكلف وتعطى الفرصة وعليها ان تبذل جهدها خلال السقف الزمني الدستوري وإن فشلت فيجب أن تتقبل الامر بروح رياضية.
**هل تؤيد العراقية تولي شخصية كردية لرئاسة الجمهورية ؟
العراق ما بعد 2003 له خصوصية عن العراق قبل 2003 حيث كانت المكونات أمام خيارين إما أن تتمزق أو تنكمش حول نفسها كمكونات إجتماعية وطائفية ومذهبية او ان تبحث عن وسيلة لإعادة صياغة العلاقة فيما بينها على أساس الرضى والتفاهم او التوافق.. وفكرة تقسيم الرئاسة على أساس مكونات الشعب العراقي فكرة مقبولة ووسيلة لإطمئنان هذه المكونات والإنطلاق نحو المستقبل، خاصة إذا ما كانت الظروف السياسية تسسير بإتجاه ديمقراطي صحيح، فلايحق لمكون أن يستأثر بالسلطة على حساب مكون آخر بزعم الديمقراطية اوالاكثرية.. ولابد ان يراعى التوازن في مكونات الشعب العراقي على اساس من التفاهمية وألا يكون الاستئثار لحساب مكون على حساب اخر وهذه العملية ستشعر بعض المتخوفين من التهميش بالاطمئنان.
** الى اي مدى تتوقعون حصول تقارب بين العراقية وائتلاف دولة القانون؟
التقارب بين العراقية ودولة القانون ليس صعبًا وهناك الكثير من المفاوضات، لكنها تعرضت لصعوبات لأسباب غير معلومة قد تكون مفتعلة، ويبقى التقارب والتفاهم بين الجانبين سهلاً ويجب ان تستمر الإتصالات حتى يتم الخروج بنتائج مثمرة.
**هل تعتقدون أن هناك قوى اقليمية تحول دون صعود العراقية لرئاسة الحكومة ؟
لا شك في ذلك، لأن إيران لها دور كبير في العراق ولها أجندة خاصة، أما باقي الدول فليس لها إعتراض على أن تكون العراقية على رأس الحكومة فهي تؤيد تشكيل الحكومة من قبل القائمة العراقية ،إلا أن أيران تؤدي دورًا في بلد ممزق مثل العراق لاتزال تتحكم فيه أجندات دولية وإقليمية اضف الى ذلك أن روح التفاهم والتضامن ضعيفة بين الكتل السياسية والنتيجة لابد ان يكون المشهد السياسي بهذا التعقيد.. ومن هنا ادعو جميع المنخرطين في العملية السياسية واصحاب القرار الى تقبل بعضهم البعض لأن العراق ما زال تحت سيطرة الاحتلال والقوى الخارجية وتدخلاتها تعصف به، فمن المستغرب ألا تتقارب القوى السياسية وتتفاهم وسط هذه الظروف لمصلحتها ومن اجل ضرب التأثير الاجنبي على امور البلاد.
**كيف ترى ان العراق ما زال محتلاً مع وجود دستور وانتخابات وحكومة منتخبة ومجلس نواب ؟
العراق بلد محتل هذه حقيقة لا بد ان نقرها ولا ننكرها.. ولأميركا دورين الأول المساهمة الفاعلة في تعقيد المشهد السياسي العراقي، والدور الثاني هو مواكبتها للعملية السياسية لأجندة خاصة بها.
** هل تعتقدون أن واشنطن تبارك التحالف الجديد بين الوطني ودولة القانون؟
أميركا تتعامل مع كل الاطراف ليس لانها تميل لطرف دون آخر، فهي أكبر من أن تؤيد هذا الطرف أو ذاك.. فقد تساعد طرف معين لدرجة معينة أما اذا فرض عليها خيار سوف تتعامل مع الخيار المفروض أو ما يسمى سياسة التكيف، فهي تنظر للعراق بمجمل مكوناته فإن فاز طرف ما ستخلق له سياسة جديدة وخاصة بالتعامل معه، وهي أكبر من ان تتقاطع مع اي طرف في العملية السياسية العراقية.
**يؤخذ على القائمة العراقية أنها تضم اعضاء بعثيين كثيرين.. كيف تردون على ذلك ؟
في واقع الامر ارى ان خصوم العراقية يمتازون بقصر النظر لانهم يذبحون المشروع الوطني ولا يتحلون بروح المسامحة التي لا بد ان تتحلى بها كل الكتل، فيجب على هذه المكونات ألا تتقاطع مع العراقية لأنها مكون سياسي وشعبي وهي القائمة الفائزة في الانتخابات. والقائمة العراقية لاتمثل حزب البعث وعلى القوى السياسية ان تتحلى بالموضوعية وتعمل لانجاز مصالحة وطنية حقيقية والتفاهم والعفو عما سلف، والبحث عن المشتركات خير للعراق بجميع مكوناته واطيافه.
التعليقات