أبوظبي: قال ضباط بحرية اجتمعوا في ابوظبي هذا الاسبوع ان العمليات الدولية لمكافحة القرصنة في خليج عدن والمحيط الهندي لن تنجح في وضع حد لهذه الآفة اذا لم تترافق مع ارساء لاستقرار طويل الامد في الصومال.

وقال قائد البحرية البريطانية الاميرال بوب تارانت لوكالة فرانس برس على هامش المنتدى البحري للمحيط الهندي الذي انعقد في العاصمة الاماراتية واختتم الاربعاء ان مكافحة القرصنة كما تتم حاليا quot;لن توصلنا الى حل للمشكلة الاساسية اي سبب القرصنة، لان الحل متعلق بارساء الاستقرار في الصومالquot;.

من جهته قال قائد البحرية الاسترالية الاميرال راسل كرين ان quot;اعراض عدم الاستقرار في الصومال تظهر في عرض البحر لاسيما في خليج عدنquot; في اشارة الى اعمال القرصنة التي يقوم بها صوماليون مستفيدين من انعدام الاستقرار وغياب السلطة في اجزاء واسعة من البلاد.

واضاف quot;نحن نقوم فقط بمعالجة الاعراض ولا نعالج المرض الاساسيquot;. وبالرغم من هذا الاقرار بعدم القدرة على حسم الامر، الا ان 32 ضابطا من بحريات جيوش مختلفة اتفقوا في ابوظبي على ضرورة الاستمرار في عمليات مكافحة القرصنة في خليج عدن، وهي عمليات اطلقت على صعيد دولي في 2008 واتت في اعقاب ارتفاع كبير في عدد الهجمات التي يشنها القراصنة في البحر.

وقال الاميرال تارانت quot;ليس هناك خيار اخر في الوقت الراهنquot;. واضاف quot;اذا لم نتحرك فهناك تساؤلات كبرى حول تاثير ذلك على اسواق المواد الاولية المهمة وحول كلفة التامين البحري وعلى ثقة الناس بالحكومات بشكل عامquot;. وهناك عدد من العمليات البحرية المستمرة منذ اكثر من سنة الا ان نسبة الهجمات التي يشنها القراصنة لم تتراجع في الواقع.

ووصل عدد هذه الهجمات الى 217 هجوما في 2009 بحسب المكتب البحري الدولي. وبين كانون الثاني/يناير واذار/مارس من العام الحالي، سجل المكتب 35 هجوما للقراصنة، اي اقل بمقدار 27 هجوما مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. الا ان مدير المكتب البحري الدولي بتنغال موكوندان اعرب عن خشيته من ان يكون عدد الهجمات اكثر ارتفاعا هذه السنة لان القراصنة باتوا يعملون في عرض البحر.

وقال الاميرال الاسترالي كرين quot;في الواقع ان عدد الهجمات يرتفعquot; مشيرا الى انه مقتنع بان quot;التحرك الدولي ضد القرصنة والعدد الكبير من الدول المشاركة في نشاط مكافحة القرصنة سيؤديان الى السيطرة على هذه المشكلة ولكن في المستقبل البعيدquot;. واوضح الاميرال البريطاني تارانت ان القوات البحرية الدولية تعمل في quot;رقعة واسعة جداquot; والقراصنة quot;يبدون مزيدا من الشراسة والطموح اذ سجلنا هجمات على بعد الف ميل من السواحلquot;.

واضاف quot;بالرغم من الحضور الكبير للقوات البحرية من 28 دولة على ما اعتقد، فانه ليس من الممكن حماية كل شيءquot;. وتعمل قوة بحرية تقودها الولايات المتحدة واخرى واوروبية واخرى تحت لواء الحلف الاطلسي، في المحيط الهندي وخليج عدن لمكافحة القرصنة، وكذلك تعمل في هذا المجال قوات بحرية من روسيا والصين والهند وايران.

الا ان كل هذه القوات لا تعمل تحت قيادة موحدة. وقال الاميرال كرين quot;اعتقد ان النتيجة ستكون افضل اذا ما عملنا كلنا كفريق دولي واحدquot;. من جهته قال الاميرال الهندي المتقاعد ارون بركاش quot;اعتقد اننا سنكون بحاجة الى ثلث القطع البحرية العاملة حاليا اذا ما تحركنا في اطار واحدquot;. واسف بركاش لغياب اطار قانوني يسمح بمحاكمة القراصنة الذين يتم اعتقالهم.

واشار بركاش الى انه في حال تمت محاكمة القراصنة في بلدهم quot;فيجب تقديم شهود والتاكد بشكل قاطع من ضلوعهم وهذا امر صعب للغايةquot;. واضاف quot;اما اذا تمت محاكمتهم في بلد آخر فهناك خطر حصول انتهاك لحقوق الانسانquot;.