أعلن رئيس كوريا الجنوبيةلي ميونغ باكأن بلادهستجعل كوريا الشمالية تدفع ثمن غرق البارجة،وستطلب من مجلس الأمن الدولي فرض عقوبات جديدةعلى بيونغ يانغ،متوعدًاايضًا بالردّ على أيّهجوم تتعرض له سيول في المستقبل.

سيول: أعلن الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك الاثنين أنّ بلاده ستطلب من مجلس الأمن الدولي فرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية وستردّ بنفسها فورًا على أي هجوم من بيونغ يانغ في المستقبل، ردًّا على غرق البارجة تشيونان إثر إصابتها بطوربيد كوري شمالي.

وأعلن لي في كلمة تلفزيونية ان سيول ستضع حدًّا لعلاقاتها التجارية مع كوريا الشمالية وستمنع السفن التجارية من الشمال بسلوك ممرات الملاحة في مياهها الاقليمية. وكان وزير الدفاع الكوري الجنوبي كيم تاي يونغ اعلن الجمعة ان سيول ستجعل كوريا الشمالية quot;تدفع ثمنquot; غرق البارجة في حادث اوقع 46 قتيلاً.

وكانت لجنة تحقيق دولية برئاسة كوريا الجنوبية قد خلصت الخميس الى وجود ادلة تثبت بان طوربيدا كوريا شماليا أدى الى انشطار البارجة البالغة زنتها 1200 طن في 26 اذار/مارس في البحر الاصفر.

من جهتها، اتهمت بيونغ يانغ سيول بquot;فبركةquot; الادلة مؤكدة أن البلدين باتا quot;على شفير الحربquot;.

كما عبر الرئيس الاميركي باراك اوباما الاثنين عن دعمه الكامل لسيول وامر الجيش الاميركي بالعمل بشكل وثيق مع العسكريين الكوريين الجنوبيين quot;لردع عدوان جديدquot; من قبل كوريا الشمالية المتهمة باغراق بارجة كورية جنوبية في آذار/مارس. وامر اوباما حكومته بمراجعة السياسة الاميركية تجاه كوريا الشمالية ورأى ان العقوبات التي فرضتها سيول على جارتها الشمالية quot;مناسبة تماماquot;.

الا ان وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون اكدت في بكين ان الولايات المتحدة quot;تبذل جهودا شاقة لتجنب تصعيدquot; في شبه الجزيرة الكورية.

وقالت ان quot;الكوريين الشماليين يخلقون وضعا هشا جدا في المنطقة، يدرك كل بلد مجاور او قريب من كوريا الشمالية ضرورة تطويقهquot;. واكد الناطق باسم البيت الابيض روبرت غيبس في بيان الاثنين ان quot;التزام الولايات المتحدة الدفاع عن كوريا الجنوبية لا لبس فيهquot;.

واضاف ان اوباما quot;امر القادة العسكريين بالتنسيق بشكل وثيق مع نظرائهم في كوريا الجنوبية ليكونوا على استعداد لردع اي اعتداء في المستقبلquot;. وتابع quot;سنبني على اسس قوية اصلا وتعاون ممتاز بين عسكريينا وندرس امكانية تعزيز وضعنا في شبه الجزيرة في اطار الحوار الجاري بينناquot;.

وتنشر القوات الاميركية قوات قوامها 28 الفا و500 رجل في كوريا الجنوبية التي اكد وزير دفاعها كيم تاي يونغ ان بحريتي البلدين ستقومان بتدريب لغواصات قبالة السواحل في اطار الرد على كوريا الشمالية.

وتابع غيبس انه quot;ردا على ميل كوريا الشمالية الى الاستفزاز وانتهاك القانون الدولي، امر الرئيس اجهزة الحكومة الاميركية بمراجعة السياسات القائمة المتعلقة بالجمهورية الشعبية الديموقراطية الكورية (كوريا الشمالية)quot;.

واضاف ان quot;اجراءات حكومة الجمهورية الكورية (الجنوبية) ضرورية ومناسبة تماماquot;، مؤكدا ان quot;جمهورية كوريا يمكنها الاعتماد على دعم الولايات المتحدة الكاملquot;. وستزور كلينتون سيول الاربعاء للقاء الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك وكبار المسؤولين.

وقال البيت الابيض ان وزير الدفاع روبرت غيتس على اتصال مع نظيره الكوري الجنوبي وسيلتقيه في سنغافورة بين الرابع والسادس من حزيران/يونيو مع نظرائه الآسيويين. كما اتفق اوباما والرئيس لي على الاجتماع في كندا على هامش قمة العشرين.

في هذه الاثناء، أعلنت اليابان اليوم مساندتها لقرار حكومة كوريا الجنوبية اللجوء إلى مجلس الأمن الدولي لبحث قضية اغراق كوريا الشمالية لسفينة حربية جنوبية في شهر مارس الماضي. وقال كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني هيروفونمي هيرانو الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي بعد إعلان الرئيس الكوري الجنوبي أن بلاده سترفع القضية إلى مجلس الأمن الدولي: لست متأكدًا بشأن أخذ زمام المبادرة، ولكنني اعتقد أننا سنؤيد بقوة كوريا الجنوبية.

وأضاف هيرانو: بالطبع، الشرط المسبق لهذا سيكون التعاون الوثيق بين اليابان والولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الجنوبية . واستطرد قائلا: لو حدث ذلك، فإننا نود أن نقوم بدور، لو اتيحت الفرصة، لكسب اعتراف الصين بالموقف ذاته.

كما حثت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الصين اليوم على التعاون مع الولايات المتحدة الأميركية لمواجهة التحدي الذي شكله اغراق كوريا الشمالية للبارجة. والقيام برد منسق على ذلك. في إشارة إلى رغبة واشنطن في انضمام بكين إلى حملة الادانة الدولية للحادث.

وقالت كلينتونالتي كانت تتحدث في بداية محادثات أميركية ـ صينية رفيعة المستوى تستمر يومين في بكينإنه يتعين تحميل كوريا الشمالية المسؤولية عن الحادث الذي قرر محققون دوليون أنه حدث بسبب إطلاق توربيد من غواصة كورية شمالية على السفنية الحربية الكورية الجنوبية.

وتجنّبت الصين التعليق علانية على حادث اغراق السفينة الكورية الجنوبية، وأعربت بدلاً من ذلك عن تعاطفها مع الكوريين الجنوبيين الذين قتلوا في الحادث، وحثت جميع الأطراف على التحلي بضبط النفس.

ووصفت كلينتون الوضع مع كوريا الشمالية بأنه quot;مسألة ملحة مقلقة quot;.. وقالت quot;اليوم نواجه تحدٍ خطر آخر ناجم عن اغراق السفينة الكورية الجنوبية. ولذا يتعين علينا العمل معًا لمعالجة هذا التحدي، وتعزيز أهدافنا المشتركة لتحقيق السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية quot;.

وأضافت وزيرة الخارجية الأميركية قائلة quot; نطلب من كوريا الشمالية وقف سلوكها الاستفزازي ووقف سياسة التهديد والعداء لجيرانها واتخاذ خطوات لا رجعة فيها للوفاء بالتزاماتها بنزع السلاح النووي والامتثال للقانون الدوليquot;.

وقال مسؤول أميركي رفيع للصحافيين في بكين أمسحيث تجري كلينتون محادثات رفيعة المستوى هذا الاسبوع quot;قمنا بالتنسيق بشكل وثيق وسوف ندعم كافة الخطوات التي تعلن عنها كوريا الجنوبية غدًاquot;.

ولن يكون من السهل أبدًا كسب تأييد الصين التي ترعى الاقتصاد الكوري الشمالي المتهالك والتي ابتعدت حتى الان عن المشاركة في الجدل حول هوية من اغرق السفينة. وكانت واشنطن قد دعت الى quot;رد فعل دوليquot; على غرق السفينة دون تحديد الشكل الذي قد يتخذه رد الفعل.

وقال مسؤول اميركي ان كلينتون ناقشت الامر مع عضو مجلس الدولة الصيني داي بينغ قوه على العشاء يوم الاحد وقال ان الصين أظهرت في بعض الاوقات quot;سخطًاquot; على كوريا الشمالية لكنها لا ترغب في اثارة الاضطراب في شبه الجزيرة الكورية.

وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته quot;نريد من الصين أن تعرف الجدية التي ننظر بها الى الموقف... نريد منهم أن يتخذوا بعض الخطوات على ( الساحة) الدولية لتأكيد... ذلك وتجنبت بكين التعليق علانية على حادث اغراق السفينة واعربت بدلاً من ذلك عن تعاطفها مع الكوريين الجنوبيين الذين قتلوا وحثت جميع الاطراف على التحلي بضبط النفس.

واثارت الصين غضب كوريا الجنوبية في وقت سابق من الشهر الجاري باستضافتها الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج ايل خلال زيارة نادرة للخارج. واتهمت كوريا الشمالية قبل ايتام سيول quot;بفبركةquot; ادلة لاتهامها بإغراق البارجة.

وقال متحدث باسم لجنة اعادة التوحيد السلمي لكوريا في بيان ان كوريا الجنوبية quot;لم تقدم ك+ادلة+ سوى شظايا وقطع المنيوم غير معروفة المصدرquot;. واضاف البيان ان حكومة سيول تسعى الى استعادة شعبية في الانتخابات المحلية المرتقبة في 2 حزيران/يونيو وquot;تبحث عن ذريعة للذهاب الى حرب ضدquot; كوريا الشمالية quot;بالتعاون مع قوى اجنبيةquot;.

وتابع ان quot;المجموعة الدمية (حكومة سيول) خلقت وضعًا خطرًا للغاية في شبه الجزيرة الكورية الى حد ان حربًا يمكن ان تندلع اعتبارًا من الانquot;. وهدد البيان بالرد على اي اجراءات مضادة من قبل سيول quot;عبر التجميد التامquot; للعلاقات بين الكوريتين والغاء ميثاق عدم الاعتداء والوقف التام لأي تعاون بين البلدين.