يثير الموقف التركي من طهران والإتفاق الثلاثي الأخير حفيظة مسؤولين أميركيين ما ينبأ بتوتر علاقة البلدين.

واشنطن: أثار دور الوساطة، الذي قامت بها تركيا إزاء الأزمة النووية الإيرانية والخروج باتفاق تركي إيراني برازيلي لمبادلة اليورانيوم منخفض التخصيب، غضبا شديدا لدى المسؤولين الأميركيين، في ظل خشية واشنطن من عدم حصولها على إجماع في مجلس الأمن الدولي لفرض عقوبات ضد طهران.

وفي حين أشارت واشنطن بوست إلى تصريحات للرئيس الأميركي باراك أوباما العام الماضي قال فيها إن الولايات المتحدة وتركيا يجب أن quot;تعملا معا للتغلب على التحديات الراهنةquot; مضت الصحيفة الأميركية إلى أن سحابة كثيفة قد تغطي أجواء علاقات البلدين إذا ما سعت أنقرة لإحباط السعي الأميركي لفرض حزمة من العقوبات القاسية ضد إيران.

وتعتبر تركيا بوصفها من أعضاء حلف شمال الأطلسي (ناتو) أحد حلفاء الولايات المتحدة المسلمين الهامين، في ظل ما سمتها الصحيفة الجهود الأميركية من أجل استقرار الأوضاع في العراق وأفغانستان.

وبينما قال مسؤول كبير بإدارة أوباما إن بلاده وتركيا ستمضيان في التعاون بشأن بعض القضايا الدولية الهامة، أضاف أن الآمر قد يختلف عندما تكون القضية حساسة جدا بالنسبة لواشنطن، وأنها بالتأكيد ستؤثر على الطريقة التي سيتفاعل فيها كل من الأميركيين والكونغرس والرئيس الأميركي مع تركيا.

والشحناء الحديثة بين أنقرة وواشنطن لا تتعلق فقط بكيفية إيجاد حل للبرنامج النووي الإيراني فحسب، ولكنها تأتي في سياق الدور الذي تضطلع به تركيا والتي تسعى لأن تكون لاعبا فاعلا واثقا على المستوى الإقليمي.

وما إن مر يوم واحد على الإعلان عن الاتفاق الإيراني مع البرازيل وتركيا بشأن مبادلة اليورانيوم الإيراني منخفض التخصيب، حتى بادرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بالإعلان عن اتفاق الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن على التصويت لصالح فرض جولة رابعة من العقوبات ضد إيران، في خطوة أثارت تركيا العضو غير الدائم بالمجلس، وما شكل صفعة في وجه أنقرة بشأن الجهود الدبلوماسية التركية.

وأشارت واشنطن بوست إلى أن أوباما أمضى الأربعاء الماضي أكثر من ساعة من الزمن في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء التركي طيب رجب أردوغان، وهو يحاول أن يوضح له مدى ما وصفته الصحيفة بتنافر الخطوة التركية إزاء إيران مع المساعي الأميركية لفرض عزلة على طهران عبر العقوبات القاسية بشأن برنامجها النووي.

وبينما يتهم البيت الأبيض طهران بفشلها في المضي إزاء التزاماتها الدولية بشأن برنامجها النووي، قام أوباما بإخبار أردوغان أن الزخم لفرض عقوبات ضد طهران سوف يتواصل بالرغم من موقف تركيا المعارض لفرض مثل تلك العقوبات.

وفي حين وافقت طهران على تسليم 1200 كلغ يورانيوم منخفض التخصيب لمبادلته بوقود نووي من اليورانيوم عالي التخصيب واستخدامه في مفاعل لأغراض طبية وسلمية، تتهم واشنطن طهران بكونها لم توقف عمليات تخصيب اليورانيوم وبكونها لم تزل تملك يورانيوم منخفض التخصيب يكفي لصناعة قنبلة نووية.