International Atomic Energy Agency IAEA Director General Mohamed ...

اكد مسؤولون أميركيون رفيعو المستوى ان قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية يعكس quot;نفاذ صبر دوليquot; مع ايران معتبرين ان الاقتراح النووي لا يزال على الطاولة لتوافق عليه طهران. وقد دانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الجمعة إيران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل وطالبتها بتعليق بناء موقع نووي جديد، وسيحال هذا القرار على مجلس الامن الدولي الذي سيكون عليه ان يستخلص منه العبر وان يقرر، على الارجح، فرض عقوبات جديدة على ايران تضاف الى سلسلة العقوبات التي سبق للمجلس وان فرضها بحق الجمهورية الاسلامية في ثلاثة من قراراته ولكنها لم تؤت نتيجة. وتسعى الدول الكبرى، ومعها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الى التحقق من طبيعة البرنامج النووي الايراني حيث يشتبه الغرب في ان طهران تخفي خلف الطابع المدني لهذا البرنامج شقا عسكريا، الامر الذي تنفيه الجمهورية الاسلامية. وكان مجلس محافظي الوكالة وافق على قرار يدين ايران بموافقة 25 مقابل 3 وامتناع 6 وهو القرار الاول من نوعه منذ اربع سنوات يحصل على دعم روسيا والصين، بعد امتناع طهران الرد على اقتراح بنقل اليورانيوم الى روسيا او الصين لمزيد من التخصيب قبل اعادته الى ايران.


واشنطن، عواصم:
قال احد المسؤلين فضل عدم الكشف عن هويته والاكتفاء بأنه يعمل بوزارة الخارجية في مؤتمر صحافي عبر الهاتف ان هذا القرار quot;يرسل مؤشرا قويا من المجتمع الدولي مفاده ان ايران لا تلعب في اطار القوانين الدوليةquot; وquot;يدل على نفاذ صبر دولي متزايدquot; حول برنامج ايران النووي.

Satellite image of Iran's suspected nuclear facility near ...
صورة من الأقمار الاصطناعية تظهر موقعا جديدا قرب مدينة قم

وأضاف ان هذا القرار quot;يؤكد وحدةquot; اطراف مجموعة (خمسة زائد واحد ) - تضم الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن بالاضافة الى ألمانيا التي تحاور طهران حول برنامجها النووي - كما أنه نتيجة quot;جهود دبلوماسية أميركية مكثفة وعالية المستوىquot; قادها كل من الرئيس باراك اوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون.

وكان مجلس المحافظين في الوكالة قد وافق على قرار يدين ايران بتصويت 25 مقابل 3 مع امتناع 6 اعضاء عن التصويت وهو القرار الاول من نوعه منذ اربع سنوات يصحل على دعم روسيا والصين بعد امتناع طهران عن الرد على اقتراح نووي بنقل اليورانيوم الى روسيا او فرنسا لمزيد من التخصيب قبل اعادته الى ايران.

واكد المسؤول الأميركي ان الولايات المتحدة تبقى ملتزمة بالانخراط الدبلوماسي مع ايران وتبقي طرحها النووي على الطاولة quot;لكن الوقت ينفدquot; مشيرا الى ان طهران لم تعرض حلول quot;خلاقة وعادلةquot; على الطاولة لاثبات الغايات السلمية لبرنامجها النووي.

ولفت الى ان مطالب وكالة الطاقة من ايران كانت واضحة منذ الاجتماع الاخير في الاول من اكتوبر الماضي وهي تسهيل وصول المفتشين الى منشآة (قم) ومفاعل طهران للابحاث.

وامتنع المسؤول الأميركي عن التحدث نيابة عن روسيا او الصين مؤكدا ان لدى البلدين quot;التزاما كاملا بسياسة المسارين فكلاهما كان واضحا جدا في التعبير عن قلقه من عدم امتثال ايران وكلاهما كانا داعمين جدا لقرار وكالة الطاقة وقد ارسلا اشارة قوية ليس في مجلس المحافظين فقط بل ابعد من هذاquot;.

وجدد المسؤول الأميركي التأكيد على تحفظ ادارة اوباما على اي قرار احادي من الكونغرس بفرض عقوبات على ايران مشيرا الى ان الضغط المتعدد الاطراف يبقى الاكثر فعالية للتوصل الى الهدف المشترك بالتشاور مع الكونغرس.

فيما حث مسؤول أميركي اخر شارك في المؤتمر الصحافي ايران quot;على الامتثال الكامل بدون تأخيرquot; مع وكالة الطاقة مشيرا الى ان قرار وكالة الطاقة كان quot;قويا نسبيا بموافقة 25 صوتاquot;.

وامتنع المسؤولان الأميركيان عن التعليق على فرض عقوبات محتملة على ايران في هذه المرحلة قائلين quot;نعتزم اتخاذ الامر خطوة خطوة...انه امر سننظر اليه بجدية ولا نريد ان نستبق الامورquot; واضافا quot;فيما نقترب من نهاية العام سيجري اتخاذ قرارات وسنستكشف خيارات اخرى من هلال التشاورquot; مع اعضاء (مجموعة الخمسة زائد واحد) مشيرين الى ان quot;لا شيء ننظر فيه يهدف الى الحاق ضرر بالشعب الايرانيquot;.

A graphic on the process of enriching uranium to convert it ...
رسم توضيحي تظهر تقنية تحويل اليورانيوم المخصب الى وقود نووي

فرنسا ترحب بالادانة الدولية لإيران

من جهته، رحب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اليوم بإدانة الوكالة الدولية للطاقة الذرية إيران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل، معربا عن ارتياحه لتصويت الصين وروسيا لمصلحة الإدانة.

وأكد ساركوزي على هامش قمة الكومنولث التي شارك فيها في بورت اوف سيبين (ترينيداد وتوباغو)، أهمية تصويت مجلس ادارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية على قرار سينقله الى مجلس الأمن الدولي مما يمهد الطريق لاتخاذ عقوبات ضد طهرانquot;.

واضاف ان quot;الصين وروسيا قد صوتتا على هذا المشروع وهذا يعني ان التوافق يحصل تدريجياquot; 0ولم يكن هذان البلدان يؤيدان تشديد العقوبات على إيران التي تتهمها الدول الغربية بالسعي لحيازة السلاح النووي لكن طهران تنفي ذلك.

ايران: القرار quot;غير مجدquot;

الى ذلك، اعتبرت وزارة الخارجية الايرانية الجمعة ان قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يدين طهران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل quot;غير مجدquot;، بحسب ما ذكرت وكالة الانباء الايرانية الرسمية.

Iranian Ambassador to the International Atomic Energy Agency ...
علي أصغر سلطانية

وقال المتحدث باسم الخارجية الايرانية رامين مهمنبرست ان quot;التصويت على هذا القرار (...) كان مهزلة تهدف الى الضغط على ايرانquot;، معتبرا ان quot;هذا الموقف غير مجدquot;، بحسب الوكالة.

واضاف quot;لا نعتبر ان الوفاء الكامل بالتزاماتنا حيال الوكالة امر ضروري اذا لم يتم احترام الحقوق البديهية لايران بوصفها عضوا في معاهدة حظر الانتشار النوويquot;.

ويحض القرار الذي تقدمت به مجموعة الدول الست (الولايات المتحدة وبريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والمانيا) ايران على quot;الوقف الفوريquot; لبناء موقعها الجديد لتخصيب اليورانيوم الواقع في جبل فردو قرب مدينة قم المقدسة والذي لم تكشف طهران وجوده الا في ايلول/سبتمبر الفائت.

كذلك، طلبت الوكالة الذرية من ايران تزويدها معلومات عن اهداف هذا الموقع والجدول الزمني لانشائه.

ويطالب القرار ايران بان quot;تؤكدquot; انها quot;لم تصدر اي قرار يتعلق ببناء او الترخيص ببناء اي منشأة نووية من اي نوع كان لم يتم ابلاغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية عنهاquot;.

وكانت ايران اعطت في ايلول/سبتمبر الوكالة الذرية ضمانات مشابهة، الا انها ما لبثت ان كشفت بعد عام واحد النقاب عن منشأة فردو التي بوشرت اعمال بنائها

A view of the Atomic Energy Agency IAEA board of governors meeting ...
بحسب طهران في منتصف 2007. واضطرت ايران الى الكشف عن هذه المنشأة بعدما اكتشفت امرها الاستخبارات الاميركية.

وفسر التصويت لصالح القرار من جانب كل من الصين وروسيا اللتين ظلتا مترددتين حيال ادانة ايران، على انه تعبير عن استياء المجتمع الدولي من رفض ايران التعاون. وحظى القرار بتأييد كل الدول الغربية، وصوتت ضده كوبا وماليزيا وفنزويلا وهي دول لها مكانة في كتلة من الدول النامية تشمل إيران، فيما امتنعت عن التصويت أفغانستان والبرازيل ومصر وباكستان وجنوب أفريقيا وتركيا. ولم تشارك أذربيجان في التصويت.

وبعد صدور القرار، اعتبر مندوب ايران لدى الوكالة الذرية علي اصغر سلطانية ان هذا القرار quot;يقوض الاجواء المؤاتيةquot; للمفاوضات، مؤكدا ان بلاده ستدرس quot;خيارات اخرىquot; غير مشروع الاتفاق الذي اقترحته الوكالة الذرية ووافقت عليه الدول الكبرى والذي ينص على حصول طهران على الوقود النووي اللازم لمفاعل الابحاث في طهران مقابل تخصيب اليورانيوم الايراني في الخارج.