بيت سيرا:سيتمكن سكان قرية بيت سيرا مجددا من استخدام احدى الطرق الرئيسية التي تربط بين القدس وتل ابيب تسمى quot;طريق الفصل العنصريquot; لانهم كانوا ممنوعين من استخدامه منذ العام 2000، لكن هذا الاجراء يثير خوف الاسرائيليين.

وستفتح quot;الطريق 443quot; التي تصل القرية بباقي انحاء الضفة الغربية، مرة اخرى امام الفلسطينيين بعد ان امرت محكمة اسرائيلية عليا الجيش برفع الحظر بنهاية ايار/مايو الحالي. وبالنسبة لسكان بيت سيرا وغيرها من القرى على طول 15 كلم من الطريق التي تمر عبر الضفة الغربية، تعني حرية المرور بسياراتهم تخفيفا لمشاعر الاحباط المستمرة منذ عشر سنوات.

فقد كانت الرحلة التي لا تستغرق سوى عشرين دقيقة من القرية الى مدينة رام الله، تتطلب ساعات من المرور في متاهة من الطرق الالتفافية. وذكر احد سكان بيت سيرا قال ان اسمه ابراهيم اثناء تخطيه الحواجز quot;بنوا (الطريق) على اراضي الفلسطينيين وعلى اراضي المزارعين ومنعونا من استخدامهاquot;. واضاف ان quot;اغلاق الطريق اضر بالعديد من الناس وامل ان تظل الطريق مفتوحة دائماquot;.

لكن بالنسبة لالاف الاسرائيليين الذين يعتبرون هذه الطريق صلة مهمة بين تل ابيب والقدس، فان قرار فتحها يثير مخاوف من عودة حوادث اطلاق النار والقاء القنابل الحارقة والرشق بالحجارة التي ادت الى اغلاق الطريق في بداية الانتفاضة الفلسطينية الاخيرة في تشرين الاول/اكتوبر 2000.

ومنحت المحكمة الاسرائيلية الجيش خمسة اشهر للعثور على حل يسمح للفلسطينيين باستخدام الطريق ويضمن الامن للاسرائيليين. ويعد هذا احدث تطور تشهده quot;الطريق 443quot;. ففي العقود الاخيرة تغيرت هذه الطريق من طريق باتجاه واحد تمر عبر التلال الصخرية التي تنتشر على سفحها اشجار الزيتون، الى طريق سريع كبير ورمز واضح للنزاع الاسرائيلي الفلسطيني.

وبالنسبة لاسرائيل التي استولت على الضفة الغربية في حرب عام 1967، وفرت هذه الطريق بديلا ضروريا للربط بين القدس والمناطق الساحلية الاسرائيلية. وفي الثمانينات صادرت اسرائيل اراض فلسطينية لتوسعة الطريق لتصبح باربعة مسارات.

وبعد ذلك وفي 2000 وبعد مقتل واصابة عدد من السائقين الاسرائيليين في هجمات على ذلك الطريق، تم منع السيارات الفلسطينية من استخدامها بينما سمح الجيش للسيارات الاسرائيلية بالاستمرار في ذلك. وصرح الميجور بيتر ليبنر المتحدث باسم القيادة الوسطى في الجيش الاسرائيلي ان quot;الطريق 443 هي طريق استراتيجية بين تل ابيب والقدس وتمر منها نحو اربعين الف عربة يوميا في الاتجاهينquot;.

واضاف ان quot;هذا بالطبع يسبب قلقا لنا، عندما تكون هناك طريق واحدة اخرى فقط بين تل ابيب والقدس، ولهذا السبب حرصنا على ان تكون هذه الطريق مفتوحة دائماquot;. وتنتشر القواعد العسكرية الاسرائيلية على طول الطريق. كما تم تسييج وتسوير اجزاء حساسة من الطريق لمنع القناصة. واغلقت كافة الطرق الفرعية المؤدية الى القرى الفلسطينية على طول الطريق.

لكن ومع استمرار تدفق السيارات الاسرائيلية، فان منع الفلسطينيين من استخدام الطريق ادى الى ادانة شديدة، اذ شبه كثيرون هذه الاجراءات بسياسة الفصل العنصري في جنوب افريقيا. وتقدمت جمعية الحقوق المدنية في اسرائيل بشكوى امام المحكمة بشان منع الفلسطينيين من استخدام الطريق.

وقال دان ياكير المحامي عن الجمعية quot;نخشى ان تاخذ سياسة الفصل بين الاسرائيليين والفلسطينيين منحى رهيبا يثير المقارناتquot; بين ما يجري في اسرائيل وسياسة الفصل العنصري في جنوب افريقيا. وفي كانون الاول/ديسمبر 2009، قبلت المحكمة طلب الجمعية وحكمت بانه يجب السماح للفلسطينيين باستخدام الطريق التي بنيت على اراضيهم. وقال ياكير ان quot;الاسرائيليين ليس لهم الحق في دخول الضفة الغربية واستخدام هذه الطريق بينما يحق للفلسطينيين ذلكquot;. وتابع ان quot;الجيش قلب القانون والاخلاقيات راسا على عقب وسمح للاسرائيليين بالتنقل بحرية وحد من حركة الفلسطينيينquot;.

ومنذ ذلك الحين قام الجيش بتحصين الطريق 443 وبنى سلسلة من الحواجز على الطرق لتفتيش سيارات الفلسطينيين القادمين من القرى قبل السماح له بدخول الطريق السريع. كما اقام حاجزا كبيرا يضمن عدم مواصلتهم السير حتى دخول اسرائيل. اما القطاع المفتوح للفلسطينيين فقد تم تحصينه باسياج كثيفة من المعدن الحاد.

وقال ليرنر quot;نحن بلد ديموقراطي وسنطبق حكم المحكمة حرفيا. الجيش الاسرائيلي موجود هنا لضمان سلامة كافة المسافرين على هذه الطريقquot;. الا ان ذلك لم يهدىء مخاوف العديد من السائقين الاسرائيليين الذين يخشون تجدد الهجمات الدموية وكذلك يقلقون من احتمال ازدياد حركة السير على الطريق. وقال موشيه ساسون سائق الشاحنة الممنوع من استخدام الطريق الرئيسي بين القدس وتل ابيب بموجب قوانين منع الازدحام quot;ساستمر في استخدام هذه الطريق، فليس امامي خيار آخرquot;.

واضاف quot;لكنني لن ادع زوجتي واطفالي يستخدمونها خاصة في الليل لان الحجارة والزجاجات الحارقة ليست مزحةquot;. وقالت نيتزانا دارشان لايتنر المحامية التي قدمت طعنا في قرار فتح الطريق نيابة عن اكثر من الف شخص ان quot;معظم الاسرائيليين يخشون من عودة الهجمات الارهابية على الطريقquot;.

واضافت ان quot;قرار المحكمة بالسماح للفلسطينيين باستخدام الطريق 443 هو مثل لعب الروليت الروسي بارواح الاسرائيليينquot;. ويامل الفلسطينيين في ان يرفع قرار المحكم الظلم الواقع عليهم ويسهل حياتهم اليومية. ويقول ابراهيم quot;انشاء الله ستتحسن الامورquot;.