اكدت أزهار عبد الكريم عبد الوهاب الشيخلي وزيرة المرأة العراقية سابقا أن المرأة في العراق تقف خلف الرجل ويصعب جدا ان توجه سير مفاوضات أو إدارة نقاشات جدية لاعتبار السيادة دائما للرجال، معتبرة أنها تصلح لرئاسة الوزراء.

قالت د. أزهار عبد الكريم عبد الوهاب الشيخلي وزيرة المرأة السابقة، والمرشحة عن القائمة العراقية، والحاصلة على دكتوراه قانون دستوري 1998 ان فشل المرشحات في الوصول للبرلمان كان بسبب عدم امتلاكهن مشروعًا يدافعن عنه ويتوجهن به لفئة معينة من الناس.
وأضافت رئيسة منظمة مهنيات أن أسماء برزت لنساء قبيل الانتخابات لم نسمع بهن حتى نحن الذين نعتبر على مقربة من العملية السياسية. وبخصوص عدم وجود مفاوضة مع أقرانها الرجال الذين يتفاوضون لتشكيل الحكومة قالت الشيخلي: المرأة في العراق تقف خلف الرجل. ويصعب جدا ان توجه سير مفاوضات أو إدارة نقاشات جدية.

لماذا فشلت شخصيات نسائية كنّ يملأن الإعلام طولا وعرضا في الحصول على أصوات كافية لإيصالهن للبرلمان مثل صفية السهيل، ميسون الدملوجي، عالية نصيف، مريم الريس، فيروز حاتم وغيرهن؟

أولا: بعض الاسماء استطاعت ان تصل الى المقعد البرلماني لكن عن طريق الكوتا، وهذا استحقاق دستوري لا غبار عليه. اما الاخريات فأعتقد ان هناك عوامل عديدة اسهمت في عدم حصولهن على شيء فالدعاية الانتخابية قبيل الانتخابات ليست كافية. كان عليهن ان يعملن خلال السنوات الاربع السابقة للانتخابات، وان يكون لهن مشروع يدافعن عنه و فئة يتوجهن اليها. فهناك اسماء برزت فجأه لم نسمع بها حتى نحن الذين على مقربة من العملية السياسية. ولم يكن لهن نشاط معروف، هذا لا ينفي وجودهن على ارض الواقع. لكن كان لابد من إلقاء الضوء على وجودهن ونشاطاتهن واهتماماتهن، وهذا ما لم يحصل.

كيف كانت تجربة الانتخابات بالنسبة لك ؟
كانت اختباراً حقيقياً لقدرتي على تحمل نتائج الانتخابات ايا كانت، كما أنها سباق مع الوقت ومنافسة مع العديد من الاشخاص. كانت مواجهة لطرق كثيرة في الدعاية الانتخابية لم نعرفها او نخبرها. حاولت ان اتوسل بطرق اخرى اكثر هدوءاً، تعبر عن طريقة تفكيري فوزعنا ورودا مثلا. وكانت الاحتمالات متعددة، لكني دربت نفسي وهيأت نفسي وكادر العمل على أسوأ الاحتمالات، الا وهي الفشل في الحصول على نتيجة ايجابية.

لماذا لا نرى نساء في المفاوضات الجارية لتشكيل الحكومة؟ هل يعقل الا نجد امرأة يمكن أن تشارك فيها؟

السبب واضح، هناك ثغرة في العلاقة بين الرجل والمرأة تبلغ أشدها على المستوى السياسي، فالرجل يرى ان عالم السياسة عالمه الخاص، والمرأة يمكنها ان تكون طبيبة، مهندسة، معلمة وحتى وزيرة، تتلقى توجيهاتها من رئاسة الوزراء، لكن ان تدخل في مفاوضات ومناقشات، فهذا يحتاج الى عمل طويل وزرع ثقة في نفس الرجل.إننا قادرات على المشاركة ويمكن ان يكون لنا دور ايجابي، لا استثني من ذلك أي قائمة، فالمرأة تقف خلف الرجل، وهي في افضل حال ناطقة باسم الكتلة، لكن ان توجه سير مفاوضات او تدير مناقشات هذا صعب جداً، واللطيف في بعض الاحيان إيقاف المرأة على المنصة، ليستعرض فيها قادة الكتل عضلاتهم السياسية، كشيء جميل كمزهرية توضع على مائدة طعام. لم تكن النساء في مواقع قيادية، لم يكن بينهن قيادية تصرح كما يصرح القادة من القوائم، لا أنكر وجود عضوات من قوائم مختلفة، نَراهنّ على شاشات التلفاز ويصرحن نيابة عن كتلهن، ولكن السيادة تبقى للرجل.


يصفونك انك المراة الحديدية وانك تقفين وراء بروز الدكتور رافع العيساوي للاضواء، هل يزعجك ذلك؟

لو كان هذا صحيحاً لما ازعجني، احترم شخصية الدكتور رافع العيساوي واجد بيني وبين شخصيته الكثير من اوجه التشابه: فالخطاب المعتدل والقبول من الاطراف الاخرى، الثقافة، الروح الاجتماعية المساعدة للجميع. و لا انكر اني انتهز كل الفرص كي اعلن عن انتمائي الى التجمع الذي يرأسه الدكتور رافع، ولم يحصل ولا مرة ان يكون رد الفعل سلبياً. د. رافع رجل سياسة بكل ما للكلمة من معنى، اتمنى بصدق ان يحصل على ما يستحقه بعيداً عن استحقاقات القوائم والطوائف. فقد اثبت رجولته السياسية، وليس سراً إذاقلت ان خطابه المعتدل وتوجهه الوطني كان الدافع الرئيس وراء انتمائي إلى تجمع المستقبل الوطني الذي أتمنى ان يختط لنفسه مساراً متميزا بين كل القوى السياسية.

يبلغ عدد الأرامل أكثر من مليون أرملة وكنت وزيرة للمرأة ثم تبعتك أكثر من وزيرة للمرأة لكن ظلت الأرامل من دون سكن ومصدر رزق لماذا؟

- اولا لا يوجد عدد حقيقي للارامل واضيف لماذا للأرامل فحسب، بل للمطلقات والمهجورات وغير المتزوجات. فليس هناك تصنيف جغرافي للمناطق التي تكثر فيها هذه الفئات، وليس هناك تصنيف لهن على أساس العمر والمهنة والشهادة وعدد الأطفال، فلابد من تضافر جهات متعددة: وزارة التخطيط للمرأة، العمل، التربية وغيرها من اجل وضع لا أقول استراتيجية عمل لأننا شبعنا من الاستراتيجيات بل خطة عمل. علينا الا ننسى دور القطاعين العام والخاص في حالة تفعيله وضرورة أن تكون هناك نسبة خاصة للنساء لإشغال مناصب في هذه الدوائر.

-لماذا لا تثق المرأة العراقية بمثيلتها ولماذا لا تفرح لها مثلا او تدعمها في المجال السياسي؟

-المرأة لا تثق بالمرأة، وهي مضطهدة لها (ام الزوج واضطهادها لزوجة ابنها) على انها كانت ايضا زوجة. هذا استلاب المجتمع للانثى منطلق من استلاب المجتمع للفرد الذي يبدو مضاعفا على المرأة، فتنطلق عوامل الغيرة والحسد ولكنها ليست حكرا على النساء. فالمجال لايكون مفتوحا لجميع النساء وهناك الكثيرات ممن لهن القدرات الكبيرة تجدهن محرومات من ممارسة هذه القدرات لكونهن نساء يحرم عليهن ما يسمح به للرجل. فتجدهن كتبن شعرا، كتبنه باسم مستعار. ولا يستطعن التعبير عن أفكارهن بصوت عال وهذا ما يؤدي الى الإخلال بالثقة وعدم ثقة المرأة بالمرأة.

-ماذا عن التوافقية السياسية التي تقود البلد، ألا ترين أنها خربت والتفت على مفهوم الديمقراطية وربما نسفته؟
- التوافقية السياسية او ما يسمى بالديمقراطية التوافقية أسلوب موجود طبّقه العديد من الدول سابقا. لكنه ليس لزاما علينا ان نبقى على هذا الاسلوب. ونحن بصدد تجربة انتخابات ثالثة أسفرت نتائجها عن صعود قوى جديدة. التوافق يعتمد التعدد، ولكن الى متى علينا ان نعتمد هذا التعدد الذي يتخذ اشكالا مختلفة: تعدد ديني، قومي، اثني، مذهبي، سياسي، لم لا يكون الأساسي هو الاستحقاق الانتخابي وثقة الناخب التي تبلورت في نتائج الانتخابات. لم لا يكون الاستحقاق وفقا لما حصلت عليه كل قائمة. لم يفترض ان يشارك الجميع في تشكيل الحكومة؟أينمفهوم المعارضة البرلمانية التي تولد من رحم البرلمان؟اعتقد أننا لم نتخط العتبة الاولى في الديمقراطية هذا اذا تبنيناها فعلا اسلوبا لبناء مجتمع وتطوير دولة وتأسيس نظام مؤهل لان يكون سباقا للتقدم والرقي.

لديك تجربة جيدة في مجال منظمات المجتمع المدني البعض الغالب يرى أنها منظمات تدفع لها أميركا أموالا هائلة لكن المنظمات لم تحقق شيئا ملموسا بخصوص حريات المرأة او الأرامل او حتى بناء مجتمع مدني؟

- الحقيقة ان الفترة الاولى بعد السقوط شهدت دعما كبيرا لكل من هب ودب. وادعى ان لديه منظمة مجتمع مدني. الوضع الان مختلف فهناك اولا اليات قانونية لا بد من المرور بها للحصول على اجازة المنظمة، وثانيا هناك منظمات دولية وهذا شيء لا يمكن نكرانه. ساعدت كثيرا في عملية تأهيل وتدريب في مجالات كثيرة لكن لايمكن ملاحظة هذه الجهود التي لا تزال محدودة قياسا لما تحتاجه فعلا في مجتمع.
فرض تلك الشروط التعجيزية من مقر وموظفين وأثاث الى آخره وأنا لا اتفق مع من يرى ان هذه المنظمات لم تفعل، شيئا بل العكس الا ان عملها كمثل من ينحت في الصخر.


-دكتورة أزهار هل ترين انك تصلحين لرئاسة الوزراء مثلا؟و لماذا لم يتم طرح او تداول اسم امرأة لتولي المنصب ولو على سبيل التجربة-أيعقل أن المرأة لا تصلح للقيادة؟
- سؤال صعب جدا اذا اجبت عليه بنعم وصفت بالغرور واذا اجبت عليه بلا وصفت بالضعف.
لكني اجد القدرة في نفسي على القيادة. أنا معتدلة لا تجاذبني أهواء المذاهب والقوميات. انتمي إلى شيء واحد هو العراق. لدي شهادة أكاديمية تؤهلني لمعرفة لا بأس بها على إدارة الدولة. قضيتي المجتمع كله. اكره المناوشات السياسية والنفاق السياسي. ولدي قدرة كبيرةعلى المباشرة. وعدم اللف والدوران. لدي موقف من كل دول الجوار التي يتسابق الساسة على خط دورها. لدي عائله وأصدقاء يساندوني، ولدي إيمان قوي أن القلب المخلص عليه ان يكون حوله اشخاص مخلصون. لا أتردد فعلا وليس هذا ترويجا إعلاميا. فهناك الكثير من يعرفني عن كثب. اجد لدي قدرة هائله على التواصل مع الناس. وفي لحظات الحسم. قراري قاطع كالسيف فماذا بعد ذلك. أما لماذا لم يتم تداول اسم امرأه؟السبب اكثر وضوحا. لا إيمان بقدرة المرأة :ثانيا نحن تربينا على الرموز من الرجال واحترامهم وتبجيلهم. النساء في الدرجة الثانية. ليس لديهن الفرصة الحقيقية لأن يتدربن على امتهان السياسة. لا أعني ان يكنّأعضاء في البرلمان او وزيرات في الحكومة. لكن أن تصبح المرأة ((رمزا)) مع اعتراضي الشديد على محو هذا المصطلح.