قال الصحافي والكاتب العراقي هادي جلو مرعي، المدير التنفيذي لمرصد الحريات الصحافية في العراق، إن على السياسيين والمشرعين العراقيين ان يؤمنوا قوانين تكفل حماية ارواح الصحافيين العراقيين الذين يتعرضون لأخطر المواجهات والظروف الصعبة، وكذلك تمكنهم من الوصول الى المعلومة بحرية من اجل كشف الكثير من الحقائق الى المواطنين والمساهمة في مواجهة الارهاب والفساد.
أكدهادي جلو مرعي في مقابلة مع quot;ايلافquot; ان الصحافيين العراقيون مصرون على حقهم الذي كفله الدستور لهم في ممارسة عملهم بحرية ودون مضايقات. وشدد على ان حرية التعبير يجب ان تكون مضمونة، وقال ان الذين يتبجحون بأنهم دعاة للديمقراطية في هذا البلد، عليهم الالتزام بمعايير العمل الديمقراطي التي تضمن حرية الصحافة كشرط اساسي لإستمرار الديمقراطية. وطالب مرعي سلطات كردستان بالكشف عن ملابسات مقتل الصحافي الكردي سردشت عثمان في اربيل مؤخرًا.. وهنا نص المقابلة:
*الى اين وصل قانون حماية الصحافيين، ولماذا لا تؤيدون إقراره من قبل مجلس النواب؟
نحن لسنا جهة مانعة او ممانعة انما نؤمن بأن دورنا في حماية الصحافيين ليس استهلاكًا موقتًا او حالة عبثية أو مزايدات في وسائل الاعلام. دعونا نعود في البداية الى قوانين الشفافية التي تضمن حرية التعبير وحق الوصول الى المعلومة عبر اعداد صياغات ملائمة توفر لهم الحماية.. لقد انتهى عهد الوصاية على الصحافة، وغدا سيتغير شكل الاستهداف الموجه ضد الصحافيين وهم بحاجة لقوانين تتيح لهم حق الوصول الى المعلومة.
*ما هو دوركم في حماية الصحافيين؟
نحن لسنا مخفر شرطةّ، والدور الذي يمكن ان نؤديه مرتبط بالضغط والوسائل التي تساعدنا في أن تكون عوامل ضغط على مختلف الجهات، حتى الاعلامية التي لا تحترم العاملين فيها، وكذلك الحكومة ومؤسساتها والاجهزة الامنية وحمايات المسؤولين والدوائر التي تمنع الصحافيين من التغطية والوصول الى اماكن الحدث. عدا عن ذلك، فإننا لا نغفل ابدًا عن أي إعتداء يطال الصحافيين العراقيين ونوثقه، ونمارس عمل الشراكة مع المؤسسات الدولية والمنظمات المعنية عبر العالم لتوثيق الاعتداءات وتوفير عناصر الامن للصحافيين المهددين.
*هل تجدون إستجابة من السلطات لمناشداتكم او بياناتكم التي تدعو لضمان حماية الصحافيين؟
في احيان متعددة نجد الاستجابة، خصوصًا أن الاعلام في العراق ليس بالضعف الذي يمكن ان يدفع لليأس، فهنالك مسؤولون يسارعون الى الاعتذار حين يبدر سلوك سيئ من عناصر حمايات تابعين لهم او في حال إساءة تبدر من موظف بمعيتهم، ولكن بالمجمل فإن الاستجابة لا تلبي الطموح خصوصًا حين يمنع صحافيون من تغطية حدث ما.
*ما هو نوع الشراكة التي تربط مرصدكم مع المنظمات الدولية ومدى جديتها في حماية الصحافيين؟
نحن لا نعمل وفق مبدأ الربح والخسارة، ولذلك نعمل ثم ننتظر النتائج.. كما اننا نجد من المنظمات الدولية تعاطفًا، وفي احيان كثيرة يسألوننا ما الذي يمكن ان يقدموه لنا، خصوصًا أنّ امكاناتهم ليست متاحة لدعم الصحافيين في العراق على الدوام.هم يقيّيمون عملنا لذلك كان مرصد الحريات الصحافية المنظمة الصحافية الأولى في تاريخ الاعلام العراقي التي حصل على جائزة احسن منظمة في العالم لعام 2007 في مجال الدفاع عن حرية الصحافة، وكان لمنظمة مراسلون بلا حدود السبق في اختيارنا.
*هل يختلف حادث اختطاف الصحافي الكردي سردشت عثمان عن مئات الحوادث التي طالت الصحافيين العراقيين طوال السنوات السبع الماضية، وما تاثير ذلك إذا كان مختلفًا على مستقبل الصحافة في العراق؟
كردستان كانت الملاذ الامن لكل العراقيين كلما اشتدت اعمال العنف في الوسط الصحافي، ولذلك احدث اغتيال سردشت صدمة لدى شرائح واسعة من الصحافيين وعامة الناس الذين يرتادون الاقليم بين حين وآخر.
*هناك إقصاء لعشرات الصحافيين من وسائل اعلام عراقية خلال الايام الماضية، فهل تابعتم قضياياهم وهل اتخذتم اجراءات ما بهذا الصدد؟
نعم وللاسف، هنا في مرصد الحريات الصحافية جاء زملاء كثر يطلبون المساعدة وآخرون عبر الهاتف والبريد الالكتروني وهم يشتكون من إقصاء جماعي.. وبعضهم اتصل حتى من بلاد اخرى يعمل في مكاتب قنوات فضائية عراقية في الخارج تعرض فيها الى الاقصاء.. سألنا عن الموضوع والسبب فكان جواب وسائل الاعلام ان الامر مرتبط بالتمويل والامكانات المالية. مع العلم أنه هناك قنوات فضائية لم تمنح رواتب للعاملين فيها منذ ثلاثة أشهر.. نعتقد ان التمويل الخارجي هو السبب لأن معظم القنوات الفضائية تمول من بلدان وجهات اخرى!
*ما هي الرسالة التي تريدون ايصالها من خلال التظاهرة التي اقمتموها عصر اليوم الخميس للتنديد بإغتيال الزميل سردشت؟
اردنا القول ان حرية التعبير يجب ان تكون مضمونة والذين يتبجحون انهم دعاة الديمقراطية في هذا البلد يترتب عليهم الالتزام بمعايير العمل الديمقراطي التي تضمن حرية الصحافة كشرط اساسي لاستمرار الديمقراطية في العراق.. نطالب ايضًا بكشف واضح لملابسات الحادث الاثيم الذي أدى الى فقدان الزميل سردشت عثمان.
التعليقات