أجمع مراقبون أردنيون على اهمية خطاب الملك عبدالله الثاني بن الحسين كونه طرح قضايا يتم تناولها للمرة الأولى في الأردن، وكان خطابا شاملا عالج مختلف الملفات، وقد حذر الملك الأردني في خطاب من حل القضية الفلسطينية على حساب الأردن وأمنه.
عمان: أشاد مراقبون أردنيون بالخطاب الشامل العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين، لتطرقه لمختلف القضايا بوضوح، وطرح عناوين هامة خصوصا فيما يتعلق بالاوضاع الاقتصادية الصعبة للمواطن، وكذلك ورفض أي حلول للقضية الفلسطينية على حساب الأردن، وأيضا الحديث عن الواقع الداخلي للتعليم ودور المعلم، الى جانب الحديث عن ظاهرة العنف المجتمعي، وكذلك الواسطة والمحسوبية ، والالتزام باجراء الانتخابات النيابية في موعدها المقرر في الربع الاخير من العام وبحسب المراقبين فأن القضايا التي طرحها الملك عبدالله لم يجرؤ أي مسؤول سياسي على الحديث عنها بهذا الوضوح.
ويرى الكاتب السياسي الدكتور مهند مبيضين لـquot;إيلافquot; ان خطاب الملك عبدالله امام نخبة الأردنين يمكن اعتباره خطاب المراجعة الشاملة للقضايا الداخلية، مشيرا إلى أن أهمية هذا الخطاب تكمن في أن الملكquot; اطلق رؤية وتصورا ازاء ما يجري ويدور في الساحة الداخلية الاردنية quot;.
فيما وصف المحلل السياسي عريب الرنتاوي الخطاب بانه quot;نقطة تحولquot; داعيا الحكومة الحالية إلى التوقف عنده، وتحويله الى برنامج عمل لتأسيس مرحلة عمل جديدة ازاء القضايا الداخلية الاردنية خصوصا ان الخطاب شخّص حالة الفوضي والفلتان والتهديد والتطاول على هيبة الدولة .
وتطرق الخطاب الملكي للحديث عن قضايا داخلية مثل امور الفساد والوساطة والمحسوبية، حيث أكد الملك على ضرورة محاربة كل أشكال الفساد أو المحسوبية أو الوساطة، وتطبيق القانون بموضوعية، على كل من تثبت عليه تهمة الفساد، وبدون محاباة ولا تمييز، وبمنتهى الشفافية والنزاهة. ومشيرا إلى أن هذه الكلمات هي quot;توجيه للحكومة وكل مؤسسات الدولة، بضرورة تطبيق القانون علـى الجميع، لتحقيق العدالة بين الجميعquot;.
و يعتبر الرنتاوي ان على الحكومة ان تترجم الكلام الملكي وتؤكد أن لا احدا فوق القانون من خلال تطبيق مبدأ تكافؤ الفرص واحترام حقوق المواطنين ومنع التعدي على حق اي مواطن.
وجدد الملك عبدالله موقفه الرافض لحل القضية الفلسطينية على حساب الاردن، وأكد أنه لن يكون هناك دور اردني في الضفة الغربية لكنه في ذات الوقت اكد ان غير هذا الكلام هو ضغط على الاردن تمارسة جهات خارجية، وقال الملك عبدالله :quot;نجد ان من يروج عندنا في الداخل لفكرة الوطن البديل بقصد أو بغير قصد، وربما بعضهم موجود معنا الآن، ويجعل منه وسيلة للمزايدة، وتحقيق بعض المصالح الشخصية أو الشعبية العابرة، وخاصـة ونحـن على أبواب الانتخابات النيابيةquot;.
وأضاف:quot; لن نتخلى عن واجبنا ودورنا التاريخي، في دعم الأشقاء الفلسطينيين، حتى يقيموا دولتهم المستقلة على ترابهم الوطنيquot;.
ويعتقد كل من الرنتاوي ومبيضين أن تصريح الملك بخصوص أمن الأردن والدولة الفلسطينية جاء في وقته quot;لينسف اي شعبية رخصية لمراكز قوى اجتماعية اردنية تطلق تلك المخاوف لتنشر القلق وتستهدف السلم والاستقرار والوحدة الوطنية الذي يتمتع بها المواطن الاردنيquot;.
ويؤكد الرنتاوي أن خطاب العاهل الأردني تحدث في قضايا يتم تناولها لاول مرة مثل quot;مظاهر العنف الاجتماعي والمشاجرات وكيفية تفاعلها وتطورها والاعتداءات على رجال الامن وممتلكات الدولة quot;.
فيما اتفق مبيضين مع الرنتاوي ازاء القضايا الجديدة التي تطرق اليها الملك في حديثة خاصة في قضايا التعليم، عندما قال أن quot;المعلم هو بمكانة الأب، وهو صانع الأجيال وباني المستقبل، ويجب أن يحظى المعلم، بكل الدعم والاحترام والتقدير من قبل الجميعquot;.
فيما اعتبر الملك عبدالله الثاني العشيرة انها كانت على الدوام ركيزة أساسية في بناء هذا المجتمع، ورديفاً وسنداً للمؤسسات الرسمية والأمنية، في الحفاظ على الأمن والاستقرار، وقال:quot;هي دائماً رمزاً لكل القيم النبيلة، ورمز الانتماء لهذا الوطن، وأتمنى أن كل عشيرة، تحافظ على هذه الصورة الإيجابية المشرقة، التي نعتز بها، ولا تسمح لأحد، أن يسيء لهذه الصورة المشرقةquot;.
ويشدد الرنتاوي على أن تنفيذ ما جاء في خطاب الملك يقتضي إجراء تعديل على التشريعات والقوانين وكذللك سيادة القانون على الجميع لتحقيق العدالة.
التعليقات