تعادل الليبراليون والعماليون الاربعاء في الانتخابات التشريعية المبكرة في هولندا وتلاهما اليمين المتطرف بزعامة غيرت فيلدرز محرزا نتيجة مفاجئة، وفق استطلاع للرأي جرى لدى الخروج من مكاتب التصويت.
لاهاى: اعلن رئيس الوزراء المنتهية ولايته يان بيتر بالكنيندي تخليه عن زعامة الحزب المسيحي الديموقراطي وعدوله عن النيابة، مقرا بهزيمة حزبه الذي حل في المرتبة الرابعة.
وحصل الحزب المسيحي الديموقراطي المشارك في جميع الائتلافات الحكومية تقريبا التي تعاقبت في هولندا منذ الحرب العالمية الثانية والذي كان الحزب الرئيسي في مجلس النواب، على 21 مقعدا مقابل 41 سابقا، وفق استطلاع الرأي.
وتقدم عليه حزب الحرية بزعامة غيرت فيلدز الذي حصل على 22 مقعدا مقابل 9 في البرلمان المنتهية ولايته، ما يخول الحزب المناهض للاسلام المشاركة في حكومة ائتلافية مع الليبراليين او العماليين الذين حصل كل منهما على 31 مقعدا.
وقال فيلدرز مبديا ارتياحه quot;حصل المستحيل. نحن اليوم الرابح الاكبرquot; واضاف مخاطبا ناشطيه quot;ليس هذا يوما رائعا لحزب الحرية فحسب بل يوما مجيدا لهولندا بكاملهاquot;.
وقال النائب البالغ من العمر 46 عاما الذي يسعى حزبه لحظر الهجرة القادمة من الدول الاسلامية، امام هتافات مناصريه quot;ان هولندا اختارت المزيد من الامن، واقل قدر من الاجرام واقل قدر من الهجرة واقل قدر من الاسلامquot;.
وكان الليبراليون بزعامة مارك روتي (43 عاما) المؤيدون لخفض النفقات العامة ولتشديد سياسة الهجرة، يشغلون 21 مقعدا في البرلمان المنتهية ولايته، وكانت استطلاعات الرأي تتوقع منذ اسابيع فوزهم.
واعلن الليبراليون بصورة خاصة عزمهم على سد العجز في الميزانية العامة (5,3% من اجمالي الناتج الداخلي عام 2009) وخفض النفقات السنوية للدولة بحوالى 10% (20 مليار يورو) بحلول 2015.
اما العماليون بزعامة رئيس بلدية امستردام السابق جوب كوهن (62 عاما)، فخسروا مقعدين بالنسبة الى العام 2006، وقد اكد كوهن طوال الحملة الانتخابية انه يستبعد تشكيل اي ائتلاف مع فيلدرز.
وقال كوهن امام اعضاء حزبه المجتمعين في امستردام حيث بقي على رأس البلدية حتى اذار/مارس quot;انها امسية مليئة بالتشويقquot; مضيفا quot;نحن مسرورون، لكننا لا نعرف النتائجquot;.
واوضح quot;يهيأ لنا اننا فزنا بعدة مقاعد، لكن هناك اربعة احزاب اخرى فازت ايضاquot; وتابع quot;لقد سجل حزب الحرية فوزا هائلا ولو اننا لا نتفق معهquot;.
ولم يحصل اي من الاحزاب ال18 المتنافسة على اصوات كافية لتولي الحكم بمفرده، وبالتالي فان الحزب الذي سيحل في الطليعة سيقود المفاوضات لتشكيل ائتلاف.
وحصل الحزب الاشتراكي ذو الجذور الماوية على 16 مقعدا مقابل 25 في البرلمان المنتهية ولايته، متقدما على انصار البيئة من حزب غروينلينكس (11 مقعدا مقابل سبعة في البرلمان المنتهية ولايته)، وحزب ديموقراطيي 66 (10 مقاعد مقابل ثلاثة) وحزب الاتحاد المسيحي الصغير (5 مقاعد مقابل 6).
وهيمنت المسائل الاقتصادية على اول انتخابات نيابية تجري في منطقة اليورو منذ الازمة المالية اليونانية التي هزت الاتحاد الاوروبي، وقد طغت على مسألة الهجرة.
وسقطت حكومة وسط اليسار التي ضمت منذ 2007 المسيحيين الديمقراطيين والعماليين والاتحاد المسيحي في 20 شباط/فبراير بسبب خلافات حول ابقاء القوات الهولندية في افغانستان.
التعليقات