دمشق: اكد رئيس مجلس الوزراء السوري محمد ناجي عطري اليوم ان العلاقة السورية التركية لم تعد تعبر عن مصلحة سوريا وتركيا فحسب بل اصبحت تعبر عن مصلحة دول المنطقة بشكل عام ومصالح الدول العربية بشكل خاص.
وقال عطري ان ما يفسر ان العلاقات مع تركيا اصبحت تعبر عن مصلحة دول المنطقة والدول العربية هو الخطوات واللقاءات العربية التركية على المستويات السياسية والاقتصادية ومنها الاعلان خلال انعقاد الاجتماع الثالث لمنتدى التعاون السوري التركي في اسطنبول عن تأسيس مجلس التعاون الرباعي عالي المستوى بين سوريا وتركيا والاردن ولبنان والذي يهدف الى تطوير شراكة استراتيجية طويلة الامد بين هذه البلدان وتحقيق تكامل اقتصادي فيما بينها من خلال بناء منطقة تسمح بحرية انتقال الافراد والاشخاص.
واكد ان العلاقات المتميزة بين سوريا وتركيا وما شهدته خلال السنوات القليلة الماضية من تطور كانت ثمرة جهود كبيرة وضعت العلاقة بين البلدين في اطارها الطبيعي المعبر عن مصالح البلدين الجارين والشعبين. وقال ان المحطة المفصلية في تطور العلاقات السورية التركية كانت الزيارة التاريخية للرئيس السوري بشار الاسد الى تركيا عام 2004 والتي وضعت الاساس المتين لانطلاقة جديدة بين قيادتي البلدين عمقت ابعادها اللقاءات والمباحثات التي تواصلت تارة في دمشق واخرى في انقرة واسطنبول بين الرئيس بشار الاسد والرئيس عبدالله غول ورئيس الوزراء رجب طيب اردوغان.
واوضح ان هذه اللقاءات ارست جسورا متينة من الثقة المتبادلة التي اكدت الحاجة للاندفاع بهذه العلاقات الى افاق اوسع واشمل تنطلق من الروابط والصلات الثقافية والتاريخية وعلاقات الجوار والمصالح الاقتصادية لكل من سوريا وتركيا.
يذكر ان سوريا وتركيا اتخذا قرارا بالغاء سمات الدخول بين مواطني البلدين الذي جرى تطبيقه منذ شهر سبتمبر 2009 واعلنا عن تأسيس مجلس تعاون استراتيجي عالي المستوى بينهما والذي عقد اجتماعه الاول في دمشق اواخر عام 2009 حيث تمخض عنه توقيع ما يقارب من 51 اتفاقية ووثيقة اعطت قوة دفع لعلاقات التعاون بين سوريا وتركيا على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والتنموية.
وقال رئيس مجلس الوزراء السوري quot;ان تطوير علاقات التعاون بين بلدينا يتطلب منا جميعا متابعات حثيثة ومستمرة وقرارات جريئة واجراءات سريعة لمعالجة أي عوائق قد تعترضها وعلينا في هذا المجال ان نعمل على توسيع هذه العلاقات وان ننزل بها من المستويات الرسمية الى المستويات الشعبية لنزيدها قوة ومتانة والا تقتصر على قطاع دون اخر بل تمتد لتشمل القطاعات الاقتصادية والثقافية والتعليمية والاعلامية وهذه مسؤولية عامة تقع على عاتق الاشخاص والمؤسسات الرسمية والهيئات الشعبيةquot;.
من جانب اخر اعرب عطري عن تقدير بلاده لمواقف تركيا الرسمية والشعبية المساندة للقضايا العادلة والتي تجلت من خلال رفض انقرة مرور القوات الامريكية لغزو العراق عام 2003 ووقوفها الحازم تجاه العدوان الاسرائيلي على لبنان عام 2006 وادانتها العدوان الاسرائيلي على غزة وجهودها لكسر هذا الحصار من خلال سفن الحرية. كما اعرب عن تقدير بلاده للدور التركي quot;النزيهquot; في مباحثات السلام غير المباشرة بين سوريا واسرائيل وكشف القيادة التركية للعالم حقيقة ان اسرائيل هي الطرف الذي يعطل جهود السلام في المنطقة.
التعليقات