أكَّد، محمد البرادعي، أنَّ المصريين بحاجة لأنّْ ينضجوا ويستوعبوا،لأنَّهم يعيشون في ثقافة اللامبالاة والخوف ويفتقدون للثقة في النفس، وفي قدرتهم على التغيير، مشيرًا إلى أنَّه يعمل للحصول على أرقام إنتخابيَّة تدعم مسيرة التغيير الذي حمل شعلتها.

القاهرة: تنشر صحيفة quot;لوس أنجلوس تايمزquot; الأميركيَّة في عددها الصادر اليوم تقريرًا مستفيضًا تبرز من خلاله تصريحات مثيرة للرئيس السابق للوكالة الدوليَّة للطاقة الذريَّة، محمد البرادعي، الذي تثار التكهنات حول احتمال ترشحه لإنتخابات الرئاسة المصريَّة المقبلة.

وفي حديث له عن التَّحوُّل الذي طرأ عليه من مفتش للأسلحة الذريَّة تتصدَّر أخباره كافة وسائل الإعلام، إلى شخصيَّة معارضة في دولة بوليسيَّة، حيث أكَّد: quot;لا أعرف ما يمكن توقُّعه، فأنا لست سياسيًّا محترفًا، كتب أحدهم قبل بضعة أيَّام أنَّني سياسي هجين مثل الرئيس أوباما، وفي كل مكان أذهب إليه أرى دعمًا هائلاً، وأنا أواظب على إخباره المصريين بأنَّ لا شيء سيتغيَّر في بلد مكوَّن من 80 مليون نسمة من خلال شخص واحد، فهذه خرافة، والتَّحدي هو إزالة الغموض عن تلك الخرافة، وأرى أنَّ المصريين بحاجة لأن ينضجوا ويستوعبواquot;.

وفي الوقت الذي رأت فيه الصحيفة أنَّ شهرة البرادعي منحت مصداقيَّة للجبهة الوطنيَّة للتغيير، إلاَّ أنَّها أشارت إلى أنَّ المنظَّمة الَّتي تضم زعماء المعارضة والطلاب والعمَّال والمشاهير أصبحت مقسَّمة.

وتنقل الصحيفة في السياق ذاته عن منتقدين قولهم إنَّ البرادعي، الذي يقوم بالعديد من الزيارات إلى الخارج بسبب ميله المفرط بالإلتزامات الدوليَّة، يمرُّ بحالة من العزلة والإحباط، كما تلفت إلى أنَّ الناشطين الشباب غير مؤمنين بإمتلاكه القدر الكافي من الجرأة، وأنَّ واحدًا من أبرز أفراد الجبهة هدَّد مؤخرًا بالإستقالة.

ثم تمضي الصحيفة لتقول إنَّ البرادعي، الحائز من قبل على جائزة نوبل، معتاد على الأجواء الأوروبيَّة وتلك الخاصَّة بالأمم المتحدة، في حين أنَّ السياسة المصريَّة ليست ذلك العالم الخاص بالدبلوماسيَّة والملفَّات النظيفة. وبعدها، تواصل الصحيفة الحديث لتؤكِّد على أنَّ الخلافات تشقُّ صفوف المعارضة بشأن الطريقة الَّتي يمكنهم من خلالها إلحاق الهزيمة بالرئيس مبارك على مدار ما يقرب من 30 عاماً.

كما أنَّها تحظى بقدر ضئيل من الدعم الشعبي حيث منحت للبرادعي مهمَّة إثارة حملة وطنيَّة لدى الفقراء والأثرياء على حد سواء لتحسين الأوضاع في بلد يعيش ثلث سكانه بدولارين يوميًّا.

وقالت الصحيفة إنَّ البرادعي شعر في حديثه عن الفساد في مصر والحياة تحت قيادة حسني مبارك وكأنَّه غادر منزلاً في حالة جيِّدة، ليفاجئ لدى عودته بعد مرور سنوات بأنَّه أصبح في حالة سيِّئة.

وتنقل عنه لوس أنجلوس تايمز في هذا السياق قوله: quot;يوم بعد الآخر، يبدو وكأن هناك ثقباً أسودًا في العديد من الأوجه، فلماذا لا نلحق بباقي دول العالم؟ يوجد 81 حيًّا فقيرًا في القاهرة، ونحن بحاجة إلى ديمقراطيَّة حقيقيَّة كأساس يُرتَكز عليه لتحقيق العدالة الإجتماعيَّة، وأنا دائمًا ما أقول إنَّ الفقر هو أكثر أسلحة الدمار الشامل فتكًاquot;.

وعن نجاح الجبهة الوطنيَّة للتغير في تجميع ما يقرب من 100 ألف توقيع منذ شهر شباط / فبراير الماضي على التماس يدعو لإجراء إصلاح دستوري للسماح بإجراء انتخابات نزيهة وشفافة، بما في ذلك فرض رقابة قضائيَّة وقواعد أقل تقييدًا على المرشحين المستقلين.

وأوضح البرادعي قائلاً: quot;هذه الأرقام ليست بالأرقام الضخمة الحاسمة، فالمصريون يعيشون في ثقافة اللامبالاة والخوف، رغم تصدع حاجز الخوف قليلاً، كما يفتقدون للثقة في النفس الَّتي تمكنهم من تغيير الأشياء. وقد أخبرتهم بأن لا شيء سيتحقَّق إلاَّ إذا قمتم بإعطائي الدعمquot;.

ويضيف البرادعي :quot; لا تعرف المعارضة ما المقصود من وراء الديمقراطيَّة. فهذا الواقع الديمقراطي غائب عن البلاد منذ 60 عامًا، ولم يسبق أنّْ حظيت المعارضة مطلقًاً بأي سلطات، وإذا ما خاضت شخصيَّات من المعارضة انتخابات الرئاسة المزمع إجرائها في عام 2011 دون إجراء إصلاح دستوري، فإنَّهم سيلعبون في الشرعيَّة الكاذبة للحكومة، ويمكنني إخبارهم بأنَّهم يساهمون في ديكور النظامquot;.

ثم ختم في النهاية بالقول: quot;تحتاج إستراتيجيَّة الشوارع إلى أرقام، فلا يمكنك أنّْ تقوم بتظاهرة احتجاجيَّة قوامها 50 أو 100 شخص فقط، لكنك تصبح في لعبة مختلفة إذا ما شارك في تلك التظاهرة مائة ألف شخص، وإذا ما نجحنا في الحصول على 2 مليون توقيع خاص بالالتماس، فسيكون من المستحيل على النظام ألاَّ يستجيب. وأنا إذ أقوم الآن بدور عامل من عوامل التغيير، لكنك لِتُصبِح قائدًا للتغيير، فأنت بحاجة لأرقامquot;.