بينما واصل الدكتور محمد البرادعي المدير السابق لوكالة الدولية للطاقة الذرية نشاطه من أجل تعديل الدستور في منزله بلقائه في اليوم الثاني على التوالي وفدًا مكوّنًا من ناشطات مصريات وعدد من شباب المدونين والحركات الاجتماعية الراهنة. وقد بدأ رجال الحزب الوطني نشاطًا مكثفًا على الجانب الآخر تأييدًا للرئيس مبارك ونجله، فيما اختفت بعض اللافتات المؤيدة للبرادعي من الميادين .

القاهرة: علمت إيلاف من مصادر مطلعة ان المرشح المحتمل للرئاسة محمد البرادعياستقبل صباح أمس وفدًا مختلطًا، غلب عليه التمثيل النسائي في منزلهبمزرعة جرانه على طريق القاهرة ndash; إسكندرية الصحراوي، وضمّ الوفد قيادات نسائية وناشطات وعددًا من شباب المدونين والمدونات. وتطرق الاجتماع الى ما وصفته المصادر بآليات تغيير الدستور. وتعديل المواد المثيرة للجدل التي تتعلق بالترشيح على الرئاسة.

ولا يبدو ان مضمون هذا الاجتماع قد إختلف عن مضمون الاجتماع الذي عقده مساء أمس الأول مع 30 شخصية من ممثلي القوى السياسية والنشطاء البارزين في صفوف المعارضة. والذي تطرق إلى بحث آليات تنفيذ تعديلات في الدستور الحالي وضمان نزاهة الانتخابات القادمة ووضع دستور جديد لمصر. وأسفر عن اعلان تأسيس quot;جبهة وطنية للتغيير quot; تهدف الى تنفيذ الإصلاحات السياسية والدستورية من خلال جمع تفويضات شعبية .

حضر الاجتماع الذي استمر حوالى ساعة ونصف الدكتورة عواطف عبد الرحمن استاذ الصحافة فى كلية إعلام القاهرة والدكتورة نادية مغيث الباحثة الاجتماعية والكاتبة الحفية نور الهدى والإعلامية بثينة كامل. وأكد فيه البرادعى على البدء بتعديل بعض مواد الدستور تمهيدًا لوضع دستور جديد .

ويعتبر الدكتور الحائز على جائزة نوبل فى السلام عام 2005 ان quot;ما يحدث في المادة 76 من الدستور غير عقلاني بالمرة، مما يؤكد أن الدستور مخالف للاتفاقية الحقوق المدنية والسياسية quot;.

ووضعت هذه المادة وفق التعديلات الأخيرة التي أجريت عليها، شروطًا تعجيزية على حد وصف المعارضة أمام المرشحين المستقلين للرئاسة، حيث تشترط أن يحصل المرشح المستقل على تأييد 250 من الأعضاء المنتخبين في مجلسي الشعب والشورى وفي مجالس المحافظات.

ورفض البرادعي الانضمام الى احد الأحزاب التي عرضت عليه الانضمام الى هيئتها العليا حتى يستطيع ان يخوض الانتخابات، و اعتذر عن هذه العروض وأصر ان يخوض الانتخابات مستقلاً في حال طلب الشعب منه ذلك وتعديل الدستور.

بيد ان مراقبين يشككون في نجاح مهمته في تعديل الدستور الحالي او تغييره، محذرين من المغالاة في الآمال المعقودة عليه وشكك نظرًا لصعوبة استجابة نظام الرئيس مبارك لهذه الدعوة، على حد قولهم.

ويؤكد البرادعي في تصريحاته انه جاء الى مصر لإحداث نقلة نوعية في الحياة السياسية والاجتماعية، بيد ان بعض القوى السياسية تعلق عليه امالاً لخوض انتخابات الرئاسة .

ومن جهة اخرى، تزامن مع quot; النشاط السياسي quot; الذي جرى في منزله على مدار اليومين الماضيين،نشاط على الجانب الآخر في الشوارع من قبل شباب الحزب الوطني تأييدًا ودعمًا للرئيس مبارك ونجله أمين لجنة السياسات بالحزب الوطني الحاكم، وعلق مواطنون لافتات في الشوارع ببعض المحافظات أعلنوا من خلالها رفضهم للبرادعي، وتأييدهم للرئيس حسني مبارك و نجله .

تضاف الى ذلك مجموعات وحملات، قام شباب من الحزب الوطني بتدشينها على شبكة الإنترنت لتأييد الرئيس مبارك ونجله في مواجهة البرادعي تحت شعارات quot;لا للبرادعى رئيسًا للجمهوريةquot;، لا للبرادعي وأيمن نور وعملاء اميركا... ونعم لمبارك ابن مصر quot;, وغيرها من الشعارات .

وكشف مواطنون من محافظة السويس عن اختفاء لافتات الترحيب التي قامت بتعليقها بعض القوى السياسية في ميدان النمسا احد اكبر الميادين في المدينة . واعرب المواطنون عن سخطهم من نزع اللافتات التي تعبر عن تأييد ودعم البرادعي مرشحًا للرئاسة .