في الوقت الذي يعد فيه النقاب من أكثر المواضيع جدلاً في أوروبا، نقلت وزارة التربية السورية نحو 1200 مدّرسة منقبة إلى وزارة الإدارة المحليّة بهدف إبعاد المنقبات عن المدارس في سوريا، وقد لاقى القرار ردود فعل واسعة.
مازالت أصداء القرار الذي اصدرته وزارة التربية تتفاعل في سوريا. وكانت الوزارة اصدرت في الأسبوع الثاني من الشهر الجاري قرارًا يقضي بإبعاد حوالي 1200 مدرّسة منقبة إلى وزارة الإدارة المحليَّة وتحديدًا إلى البلديَّات. إجراء سوريا الهادف إلى وقف نمو التيَّار الديني المتشدد لديها يتناغم مع توجّهات أوروبيَّة تقضي الى منع النقاب في الأماكن العامَّة في بلجيكا وفرنسا.
فبلجيكا تستعد لمنع النقاب في جميع الاماكن العامة بعد ان اقر مجلس النواب في نيسان/ابريل الماضي مشروع قانون في هذا الشان ينتظر ان يقره مجلس الشيوخ، كما من المقرر عرض مشروع قانون مشابه على البرلمان الفرنسي في تموز/يوليو المقبل.
وقد طال قرار وزارة التربية السوريَّة مئات المدرسات في بعض المحافظات مثل ريف دمشق وحلب وريفها حيث وصل الرقم الى نحو 300 مدرسة في كل منها، بينما لم يتعد الرقم بضعة مدرسات في محافظة دمشق، وخلت محافظات أخرى من أية حالة كما في القنيطرة.
ونقلت صحيفة الوطن السورية عن وزير التربية علي سعد الإشارة إلى أن quot;إبعاد 1000 منقبة من السلك التربوي نصفهن من المتعاقدات بساعات خارج الملاك كان أمراً لا بد منه، لأن العملية التعليمية تسير نحو العمل العلماني الممنهج والموضوعي. وهذا الأمر لا يتوافق مع متطلبات الواقع التربوي لتتكامل الإيماءات والحركات وتعابير الوجه وإيصال المعلومة للطلبة. وسيُنظر بجميع الإعتراضات المقدمة من المعلمات مع حفظ الحقوق لهنquot;، على أن تتبعها خطوات مماثلة في وزارات أخرى.
ومع تخوف الشارع من نمو ظاهرة التطرف، لملمت الخطوة السوريَّة التي تسعى لحفظ العمل quot;العلماني الممنهجquot; ملاحظات متباينة، وبينها أنَّه كان بالإمكان الترويّ قبل اتخاذ الاجراء تفاديا لنتيجة معاكسة للغاية التي صدر من أجلها من جهة، وافساحًا في المجال لرجال دين معروفين بالإعتدال لإقناع المنقبات بالإكتفاء بالحجاب المعروف بدلا من نقاب يغطي كامل الوجه، وبالتالي حصر القرار بعدد محدود وخفض الرقم الى اقل من مئة.
من جانب آخر، رحب موقع quot;نساء سورياquot; الإلكتروني بالخطوة، ونشر مقالاً افتتاحياً تحت عنوان quot;نعم لتوجه وزارة التربية إلى إخراج العاريات من التدريسquot;.
يذكر أن الريف السوري في معظمه ملتزم دينيًا، ورغم ذلك فإن النقاب ظل إلى فترة قريبة غير موجود فيه، ثم بدأت النساء المنتقبات يظهرن بداية بحالات فردية، كنوع من التقليد لنساء المجتمع المخملي في المدن، ومن ثم نساء الطبقات الوسطى، إلى أن بدأت الحالة بالنمو، لكن لم تتحول بعد إلى ظاهرة.
وتواجه المنقبات في عدة بلدان عربية عراقيل كثيرة، حيث منعت وزارة التعليم العالي في مصر المنقبات من اداء الإمتحانات، كما منعت من استقبالهن في المدن الجامعية.
وفي وقت سابق من هذا الشهر وصف وزير الشؤون الدينية الجزائري أبو عبد الله غلام الله خلال مشاركته في فعاليات المؤتمر الثاني للأئمة والدعاة في فرنسا المنقبات بـquot;العارياتquot;، مؤيدا قرار السلطات الفرنسية حظر النقاب في الأماكن العامة، مما أثار غضب الأحزاب الإسلامية في الجزائر وطالبوه بالاستقالة.
التعليقات