بعد هزيمة المحافظين في مجالس الولايات المحليّة إنتخابات الرئاسة الألمانيّة تضع ميركل في إختبار صعب |
فاز مرشح تحالف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في انتخابات الرئاسة بعد ثلاث جولات من التصويت حيث امتنع المتمردون في التحالف الحاكم عن إعطاء مرشحها الأغلبية المطلقة التي كانت تحتاج لها لتعزيز مركزها السياسي، وتمكن مرشح ميركل للمنصب كريستيان فولف من هزيمة يواكيم غاوك المدافع عن الحقوق المدنية بعد ثلاث جولات من الانتخابات. وهي المرة الثالثة التي تشهدها الساحة السياسية الألمانية منذ الحرب العالمية الثانية على هذا المنصب الشرفي.
قرابة عشر ساعات إستغرقتها انتخابات الرئاسة الألمانية التي شدت أنفاس النخبة السياسية الألمانية، انتخابات ستخلف العديد من الأسئلة حول مستقبل تحالف برلين الحاكم. ففي الوقت الذي كان محسومًا انتخاب التحالف حسابيًا حيث يتوفر التحالف على أكثر من الأغلبية المطلقة.إلاأن كريستيان فولف احتاج إلى ثلاث دورات ليتم انتخابه في الدورة الثالثة بالأغلبية المطلقة في الوقت الذي كان يحتاج فيه فقط للأغلبية النسبية.
وقد أسفر الدور الأول على حصول 600 صوت أقل من تتطلبه الأغلبية المطلقة 623، وهو ما شكل صدمة كبيرة لميركل التي كان يجلس بجانبها مرشحها فولف. في حين حصل مرشح المعارضة على 499 صوت، وحصلت مرشحة حزب اليسار على 130 صوت. وهو ما تطلب اجراء دورة ثالثة حيث هو الآخر لم يفرز فائزا بالأغلبية المطلقة. وينص الدستور الألماني على أن الدورة الثالثة يعتمد فيها فقط على الأغلبية النسبية. وهكذا اضطرت الجمعية العمومية إلى دور ثالث، حيث سحبت مرشحة حزب اليسار ترشيحها وأعلن رئيس الحزب غيسي أن أعضاء ومندوبيه لن يصوتوا على أي مرشح.
فبحضور أعضاء الجمعية العامة 1244 والمرشحين الأربعة لمنصب الرئاسة ألقى رئيس البندستاغ كلمة استمرت ربع ساعة تناول فيها أهمية منصب الرئاسة في المشهد السياسي الألماني الذي وإن كان منصبا فخريا فإنه يحمل من الدلالات السياسية ما تجعله يختلف عن دور الرئيس في عدد من الديموقراطيات العريقة.
وتأتي هذه الانتخابات بعد استقالة الرئيس هورست كولر الشهر الماضي في أعقاب تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها حول المهمة الدولية في أفغانستان.
تاريخيا ارتبطت انتخابات الرئاسة الألمانية بتاريخ 23أيار/مايو وهو تاريخ تصويت البندستاغ الألماني قبل 60 عاما على اعتماد النظام الأساسي كدستور للبلاد بعد هزيمة ألمانيا النازية وتأسيس جمهورية ألمانية الغربية. وتغيير هذا التاريخ هذه المرة مرتبط بالدستور الألماني الذي حدد مدة شهر لانتخاب رئيس جديد في حالة استقالة الرئيس أو بروز ما من شأنه أن يمنع الرئيس من الاستمرار في مهامه، وتتميز انتخابات هذه السنة بمرور 20 سنة على وحدة ألمانيا.
ويختلف منصب الرئيس في ألماني عن نظيره في الديموقراطيات العريقة، بحيث أن منصب رئيس ألمانيا هو دور فخري. ويُعزى سبب الحدّ من صلاحيات الرئيس إلى التجربة المرة التي مرت منها ألمانيا في ثلاثينات القرن الماضي حين عيّن رئيس الرايخ بأول هيندنبورغ أدولف هتلر مستشارا للبلاد ووافق على اقتراح الأخير بحل البرلمان الذي كان يعرف ب quot;برلمان جمهورية فايمرquot;، ما مكّن هتلر من إجراء انتخابات أدت إلى سيطرة حزبه النازي عليه وعلى الدولة.
من دون شك أن انتخابات الرئاسة الألمانية خلفت عدد منالأسئلة بين التحالف الحاكم الذي صارع أطرافه إلى القاء اللوم على الطرف الآخر. أسئلة وإن كانت ستجمد أثناء العطلة الصيفية فإنها تضرب موعدًا للساسة الألمان في الدخول السياسي في الخريف القادم.
يذكر في الأخير أن اليمين المتطرف هو الآخر قدم مرشحا لمنصب الرئيس غير أنه لم يحضى سوى بثلاثة أصوات وهي أصوات ممثليه في الجميعة العمومية.
التعليقات