رأى محلل سياسي انه من المهم تنفيذ الاتفاقيات السورية اللبنانية التي وقعت الاحد في مواعيدها.

دمشق: رأى محلل سياسي سوري أن الاتفاقيات الجديدة بين دمشق وبيروت التي تم توقيعها بحضور رئيسي وزراء البلدين في دمشق quot;لم تتخلص من إرث الماضي رغم ما تحمله من جديد وهامquot; على مستوى العلاقة بين البلدين.

وكانت سوريا ولبنان وقعتا الأحد ثمانية عشر اتفاقية ومذكرة تفاهم وبروتوكول تعاون معظمها ذات طابع اقتصادي وخدمي، وذلك في ختام اجتماع هيئة المتابعة والتنسيق بين البلدين برئاسة رئيس الوزراء السوري محمد ناجي عطري ونظيره اللبناني سعد الحريري.

واعتبر المحلل السياسي عمر كوش توقيع الاتفاقيات المعنية quot;خطوة هامة في طريق مأسسة العلاقات السورية اللبنانية وتحويلها إلى شراكة بين البلدين في الجانبين الاقتصادي والخدميquot;، وأضاف quot;لكن الأمر مرهون بتنفيذ هذه الاتفاقيات وبأن يكون مردودها لصالح الشعبين اللبناني والسوري وليس لصالح الفئات المتنفذةquot;.

وتابع كوش quot;يلاحظ أن هذه الاتفاقيات وُقعت تحت مظلة المجلس اللبناني السوري الأعلى ومعاهدة الأخوة والتنسيق والتعاون مع وجود هيئة المتابعة والتنسيق، وهذا الأمر يشي بوجود أشياء جديدة وأخرى قديمة في العلاقة الثنائية، بمعنى أنه لم يتم التخلص من إرث الماضي، مع وجود جديد في طريقة تناول مسار هذه العلاقةquot;.

وأضاف quot;كما نلاحظ أن مذكرات التفاهم والاتفاقيات ابتعدت تماماً عن الجانب الأمني وعن جانب التنسيق في السياسات الخارجية، واعتبرت هذه الجوانب بحكم المؤجلة عن طريق تكليف وزيري الخارجية والدفاع في البلدين ببحث هذه الشؤون، وهذا ما يُقلل بنظر المراقبين من أهمية الاتفاقيات الموقعة على الرغم من أن البيان الذي صدر أكّد على تصميم البلدين على السير قدماً بتعزيز العلاقات الثنائيةquot;.

وتابع quot;هناك ملاحظة أخرى هي أن البيان الختامي أكد على التزام الدولتين بالثوابت الاستراتيجية المشتركة والعمل على ترسيخ علاقات ترتكز على سيادة واستقلال كل منهما، وهذا الكلام جديدquot;.

وكان العطري والحريري أعربا عقب الاجتماعات عن quot;الارتياح للنتائج الإيجابية والأجواء الأخوية التي سادتquot; اجتماع هيئة المتابعة والتنسيق السورية اللبنانية، مشيرين إلى أن الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها ستعطي علاقات التعاون بين البلدين قوة دفع إضافية.

وحول مستقبل العلاقة قال كوش quot;من الصعب القول إن العلاقات السورية اللبنانية أخذت منحى جديدا تماماً، خصوصاً أن هناك خلافات بين بعض الفرقاء اللبنانيين مع القيادة السوريةquot;، وأضاف منوها quot;الأهم هو أن تنفّذ هذه الاتفاقيات في مواعيدها، وأن تأخذ شكل بناء شبكة مصالح بين الشعبين، وهذا ما سيجعل العلاقات السورية اللبنانية مميزة كما يحلو للبعض قول ذلكquot;.