ذكرت مجلة دير شبيغل أن الموساد يقف وراء اغتيالرئيس اللجنة النووية السوريةمحمد سليمان عام 2008.

برلين:كشفت مجلة quot;دير شبيغلquot; الألمانية أن الموساد الإسرائيلي كان وراء اغتيال رئيس اللجنة النووية السورية العميد محمد سليمان في 2008. وأوضحت أن الحادث كان في العام التالي لتدمير الطيران الحربي الإسرائيلي ما يردد مسؤولون إسرائيليون أنها منشأة نووية سرية سورية.

وأشارت المجلة الى أنه quot;في عام 2008 أطلق قناص من على سطح يخت في مياه البحر المتوسط رصاصة من بندقية كاتمة للصوت على رئيس اللجنة النووية السورية بينما كان على الشاطئ فأرداه قتيلاquot;. واضافت: quot;جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد) تمكن عام 2006 من سرقة معلومات من شخصية سورية رفيعة المستوى زعم أنها تحتوي على مئات المستندات والصور المتعلقة بالمنشأة. وفي العام التالي نجحت عناصر من القوات الإسرائيلية الخاصة في التوغل داخل دمشق والحصول على عينات من التربة ثم استطاعت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي عام 2007 من شل قدرة محطة رادار سورية، وقصف المنشأة ودمرتها كلياًquot;.

وكان سليمان يلقب في دمشقبرجل الظل، واثيرت العديد من الروايات حين مقتله، إذ ذكرت تقارير إسرائيلية حينذاك أنه قد صفي بواسطة نار قناصة اطلقت عليه من البحر بينما كان ينزل في فندق quot;شاطيء رمال الذهبquot; في مدينة طرطوس الساحليةquot;. واعتبرت أوساط إسرائيلية سليمان الرجل المسؤول عن المشروع النووي السوري، وموته شكل ضربة قاسية للنظام في دمشق.

وبحسب التقديرات التي نشرتها وسائل الإعلام الإسرائيلية والتي حظيت القضية بتغطية واسعهة منها، فقد عمل الجنرال سليمان في منصب مستشار الامن القومي للرئيس بشار الاسد وكان واحدا من المستشارين المقربين من الرئيس غير أن اللقب البريء ظاهرا لم يؤثر على محافل الاستخبارات في الغرب والتي تابعت بدقة نشاطه وعلمت أن الرجل الذي يختبيء خلف الكواليس هو في واقع الامر مسؤول عما يسمى (المشاريع الخاصة) في سورياquot;، واشتبهت الاستخبارات الأمريكية بسليمان ايضا بانه مسؤول عن تهريب مواد القتال الكيماوية من العراق الى سوريا قبل حرب الخليج الثانية في العام 2003، وفي دوره الاخر للجنرال سليمان كان مسؤولا عن الملف اللبناني في مكتب الرئاسة السوريةquot;.

واستعرضت صحيفة يديعوت السيرة الذاتية للعميد سليمان وقالت quot;العميد سليمان كان خريج كلية الهندسة في جامعة دمشق وخلفه حياة مهنية لامعة في سوريا، وارتبط مصيره بعائلة الاسد منذ بداية طريقه السياسي والعسكري وكان ابن وردية ويد يمين باسل الاسد (ابن حافظ، الذي اعتبر خليفة له وقتل في حادث الكثيرون وفي الاستخبارات الاسرائيلية يعتقدون بان هذا كان تصفية في واقع الامر)، عمل كقائد لكتيبة في الحرس الجمهوري كان على رأسها باسل وكان مسؤولا ضمن امور اخرى عن امنهquot;.

وتابعت quot;قسم هام من تأهيله العسكري اكتسبه عندما كان في مهمة في الاتحاد السوفييتي، حيث اختص بوسائل القتال للدبابات وتطوير وسائل القتال المدفعية وعند عودته من مهمته عين رئيس مكتب باسل الاسد ومستشاره العسكري وكان عضوا في اللجنة المسؤولة عن شراء وتطور الوسائل القتالية. وبعد موت باسل عين سليمان رئيس مكتب بشار وتلقى قيادة اللواء 41 من الحرس الجمهوري، والذي يعتبر جزءا من quot;قوات الصدمةquot;، الوحدات الخاصة العاملة على المرابطة في مقدمة الجبهة في حالة الحرب مع اسرائيل وعند موت حافظ الاسد عمل مدير غرفة العمليات الخاصة التي اقامها بشار حيث يتم الإشراف على كل أجهزة الامن، وكان مسؤولا عن تعيين اعضاء حزب البعث السوري وعن تعيينات مركزية في الجيش والمؤسسة الأمنية السورية

كما كان المدرب المباشر لبشار في دورة الضباط السريعة، وعندما خلف بشار أبيه عين سليمان رئيسا لمكتبه في المواضيع العسكرية والمشاريع الخاصة، وبفضل منصبه هذا كان مسؤولا عن الوحدة السورية الموازية لرفائيل (سلطة تطوير الوسائل القتالية) كل هذه المناصب أطلعته بالطبع على المعلومات الحساسة والأكثر سرية، بما في ذلك المعلومات الشخصية عن كبار المسؤولين في القيادة السورية، وبعد ترقيعه الى رتبة عميد كلف بالملفات المرتبطة بالتنسيق بين القصر الرئاسي من جهة والجيش، هيئة الاركان، اجهزة المخابرات (بما فيها المخابرات الداخلية) ووزارة الدفاع من جهة اخرىquot;.

وقال مصدر إسرائيلي رفيع للصحيفة quot;لا يغير في الامر من شيء من صفى سليمان، بالنسبة لدولة تباهت دوما بالاستقرار الداخلي وبأجهزة فرض القانون، حفظ النظام والاستخبارات المتشددة والأكثر نجاحا، كنت أقول بان الواقع يتفكك للاسد ورجاله من بين أيديهمquot;.