هل تكون زيارة القادة العرب لتخفيف مفاعيل القرار الظني؟

خوجة لـ quot;إيلافquot; : توقعوا نتائج طيبة لجولة الملك عبد الله العربية

علوش: لهجة نصرالله ذاتها وتتحدث عن قلب الطاولة

تكثر التكهنات والتوقعات عما سيتضمنه المؤتمر الصحافي الذي يعقده الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله مساء يوم الاثنين المقبل من معلومات تتعلق بضلوع إسرائيل في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

أعلن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في خطابه الأخير الذي ألقاه يوم الثلاثاء الماضي في ذكرى الانتصار على اسرائيل في حرب يوليو (تموز) العام 2006 انه سيقدم في المؤتمر الصحافي وقائع وأدلة وإثباتات تعزز من فرضية مشاركة اسرائيل في الحادثة المذكورة، والتي أغفلتها المحكمة الدولية الخاصة بلبنان على حد قوله.

وأوضح نصر الله سبب إحجامه عن عرض ما لديه في هذا الموضوع خلال الخطاب الأخير لحاجته الى شاشة عرض ومعدات ستتوفر في المؤتمر الصحافي المرتقب، لافتاً الى انه سيضطر وللمرة الأولى إلى الكشف عن وثائق سرية متوقفاً بصورة خاصة عند احدى العمليات العسكرية التي قامت بها المقاومة ضد القوات الاسرائيلية.

وفيما تساءل المراقبون عن علاقة هذه العملية بقضية اغتيال الرئيس الحريري ودور اسرائيل فيها، راحت اوساط قريبة من حزب الله تتداول ابرز العمليات التي قامت بها المقاومة ابان احتلال اسرائيل لقسم واسع في جنوب لبنان، حيث برزت الى الصدارة العملية التي شهدتها بلدة الانصارية في العام 1997 يوم حاولت فرقة كوماندوس اسرائيلية مهاجمة موقع للمقاومة بمحاذاة الشاطئ وأسر عدد من قيادييها فإذ بالقنابل والرصاص تنهال عليها من كل حدب وصوب بعد ان وقعت في كمين أعد لها بالتعاون مع الجيش اللبناني وقد أسفرت العملية عن مصرع أكثر من سبعة عشر جندياً اسرائيلياً وتركت أشلاء عدد منهم على أرض المعركة.

وتذّكر الاوساط السياسية المتابعة بما جرى تداوله بشأن هذه العملية الموفقة التي زعزعت نظرية quot;الجيش الذي لا يقهرquot; إذ كثرت التفسيرات والتحليلات عن كيفية معرفة المقاومة بما كان الكوماندوس الاسرائيلي يعتزم القيام به.

ونشر في هذا الاطار ان المخابرات الاميركية ابلغت قيادة الجيش اللبناني بالأمر مسبقاً والذي بدوره زوّد المقاومة بما حصل عليه من معلومات، كما تردد ان ما حمل الجانب الأميركي على افشاء هذا السر العسكري الخطر والقبول بتلقي الجيش الاسرائيلي ضربة موجعة كان لها أثرها في اتخاذ quot;تل أبيبquot; قرار الانسحاب من جنوب لبنان فيما بعد، هو الاقتصاص من الحكومة الاسرائيلية التي رفضت الاستجابة لمساعي وجهود الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون الهادفة الى إحراز تقدم في عملية السلام.

واذا كان الأمين العام لحزب الله، وفي معرض تناوله لعملية الانصارية امتنع قبل سنوات عن الخوض في تفاصيلها قائلاً انه سيأتي اليوم الذي يجري فيه الكشف عنها، فان السؤال الذي يطرحه مسلطو الضوء عليها يبحث عن الرابط بينها وبين جريمة اغتيال الحريري في حال كانت هي المقصودة في كلام نصر الله الذي يملك وحده الاجابة عنه وعن غيره من الاسئلة التي تشغل بال الداخل اللبناني وخارجه أيضاً.

هذا واعلن السيد نصر الله وللمرة الثانية افساح المجال امام الجهود العربية العاملة على معالجة الوضع المضطرب في لبنان والذي خلفته التسريبات والمعلومات القائلة بتضمن القرار الظني المتوقع صدوره عن المحكمة الدولية الناظرة في جريمة اغتيال الحريري اتهاماً لافراد من حزب الله بالمشاركة فيها، وهو ما ينفيه الحزب بشدة ويرفضه محذراً من حصول فتنة مذهبية جراءه.

وقد اشار نصر الله في خطابه الأخير إلى انه سيرجئ الحديث عن الشق الثاني المتعلق بأمور داخلية بحتة مكتفياً بالتركيز على الدور الاسرائيلي في الجريمة المذكورة، علماً انه سبق له في خطابه قبل الأخير ان ابدى استجابة لطلب رئيس الجمهورية ميشال سليمان اعتماد التهدئة عشية استقبال لبنان للعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الأسد وأمير دولة قطر حمد بن خليفة آل ثاني وهذا ما حصل، حيث عُدِّل تاريخ الاحتفال بذكرى النصر الذي كان مقرراً يوم الجمعة الماضي بالتزامن مع وصول القادة العرب الثلاثة الى يوم الثلاثاء الماضي أي بعد مغادرتهم لبنان بأيام.

وفي هذا الاطار رفضت أوساط قريبة من حزب الله البحث في ما يجري تداوله من اقتراح يفيد بقيام العاهل السعودي بمساعٍ لإرجاء صدور القرار الظني او إجراء تعديلات عليه، معتبرة ان في ذلك اساءة للحزب واعترافاً غير مباشر منه بعلاقته في اغتيال الحريري، فيما استغربت مصادر رسمية لبنانية وأخرى عربية ما يتردد بهذا الشأن لافتة الى ان مطلقي هذا النوع من الاخبار يجهلون القيم والمبادئ التي تقوم عليها شخصية العاهل السعودي الذي يرفض حتى السماع بمثل هذا المقترح.