يخيم التشاؤم على الأوساط السياسية البلجيكية بعد الأمل بإمكانية نجاح الجهود بتشكيل حكومة جديدة.


بروكسل: لا تزال أجواء التشاؤم تخيم على الأوساط السياسية البلجيكية في ظل تضاؤل الأمل بإمكانية نجاح المنسق الملكي أيليو دي ريبو في جمع الأطراف المختلفة في البلاد حول تفاهمات تسمح بتشكيل حكومة جديدة بعد انتخابات الثالث عشر من حزيران/يونيو الماضي

وفي هذا الإطار، أعلن دي ريبو، وهو أيضاً رئيس الحزب الاشتراكي، الذي فاز بالانتخابات في جنوب البلاد (الناطق بالفرنسية) عن نيته استئناف محادثاته الثنائية مع مختلف الأطراف حتى يوم الثلاثاء القادم، فـquot;سأحاول بعد ذلك الانتقال إلى عقد جلسات علنية تجمع مختلف الأحزاب من شمال وجنوب البلاد في محاولة للتوصل إلى اتفاق على مكونات الائتلاف الحكومي القادم، وهو أمر لا يزال يتطلب المزيد من الجهودquot;، حسب تعبيره في بيان صدر عن مكتبه اليوم

ويجمع المراقبون هنا على القول أن مهمة المنسق الملكي تبدو quot;مستحيلةquot; في ظل استمرار تباعد المواقف بين أحزاب الجنوب المتمسكة بهياكل الدولة ووحدتها، وأحزاب الشمال (الناطق بالهولندية) والتي تدعو إلى إصلاح شامل للدولة يعطي المزيد من الصلاحيات للمناطق، بالإضافة إلى الخلاف بين الطائفتين حول الوضعية الإدارية لمدينة بروكسل وضواحيها

ويستبعد المراقبون أن يستطيع المنسق الملكي إنجاز مهمته قبل السادس عشر من الشهر الجاري، حيث من المنتظر أن يقدم تقريره النهائي للملك ألبير الثاني، في وقت تغيب فيه عن الساحة السياسية سيناريوهات بديلة تقي البلاد شر الانقسام

ويذكر أن انتخابات حزيران الماضي قد أسفرت عن فوز الحزب الاشتراكي في الجنوب وحزب التحالف الفلاماني الجديد (صاحب النزعة الاستقلالية) في الشمال، وهو الأمر الذي أدخل البلاد في فراغ مؤسساتي ودوامة مستمرة، إذ تتمحور الخلافات بين الطرفين حول قضايا جوهرية تتعلق بمستقبل الدولة وصلاحيات مؤسساتها، بالإضافة إلى معالجة الملف الاقتصادي- الاجتماعي ومشاكل الموازنة