دمشق: انطلقت في دمشق اليوم الجولة الاولى من الحوار البرلماني العربي التركي لبحث مستقبل العلاقات العربية التركية وسبل تطويرها في كافة مجالات التعاون السياسي والاقتصادي والثقافي اضافة الى تطورات الاوضاع في العراق ولبنان وفلسطين وافغانستان اضافة الى الملف النووي الايراني والصراع العربي - الاسرائيلي.

واكد رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العربي محمد ابو هديب في كلمة له اهمية الحوار العربي - التركي بالنسبة للبرلمان العربي ولشعوب الامتين العربية والتركية معربا عن الامل في ان يكون هذا الحوار بداية جادة لتوثيق العلاقات الثنائية وفتح الافاق الواسعة لتطويرها في مختلف المجالات.

وقال ان تركيا تشكل عمقا استراتيجيا للعرب كما يشكل العرب في المقابل عمقا استراتيجيا لتركيا متمنيا ان يكون الحوار العربي - التركي فاتحة خير على الامتين العربية والتركية وان يكتب النجاح لهذا الحوار.

واوضح ان الممارسة العملية باتجاه تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين تركيا والعالم العربي تترسخ يوما بعد يوم في ضوء التطور النوعي الذي تشهده هذه العلاقات التي شهدت في الفترة الاخيرة تحولا استراتيجيا في مختلف المجالات وبصفة خاصة على الصعيد السياسي.
ودعا ابوهديب الى فتح صفحة جديدة في العلاقات بين الامتين العربية والتركية مشيرا الى ان الاجتماع الحالي سيضع اطارا تنسيقيا لاجتماع قادم تستضيفه الكويت قبل نهاية العام الجاري يدخل في صلب القضايا بعمق ويضع المحاور الرئيسة التي تساعد في ارساء علاقة برلمانية قوية وحوار دائم بين الجانبين.

وقال ان quot; ما نقوم به حاليا هو استجابة لرغبة شعوبنا وقد اتخذ قرار في القمة العربية الاخيرة على اعلى المستويات لتوثيق العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافيةquot;.

من جهته اعرب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان التركي مراد مرجان في كلمة له عن ثقته بأن هذا اللقاء الاخوي والودي سينعكس ايجابيا على السلام والامن العالميين مؤكدا ضرورة التركيز على القضايا ذات الاهتمام المشترك وفي مقدمتها المسألة الفلسطينية والصراع العربي - الاسرائيلي والوضع في العراق ولبنان وافغانستان والملف النووي الايراني.

وشدد على ضرورة العمل على ايجاد الحلول المناسبة لهذه القضايا بما ينعكس ايجابا على الجميع معتبرا وجود مراقب تركي في اجتماعات جامعة الدول العربية ومراقب من الجامعة العربية في البرلمان التركي تطورا مهما يساعد في تعزيز وتوثيق العلاقات بين الحكومات العربية وتركيا .
ودعا مرجان الى تأسيس علاقات تامة بين البرلمان العربي والبرلمان التركي الذي له تجارب جيدة مع البرلمانات الدولية وخاصة الاوروبية متمنيا ان يتم وضع أسس جيدة للحوار العربي - التركي .

واقترح في هذا الصدد وجود مراقب تركي في اجتماعات البرلمان العربي وكذلك انشاء لجان سياسية وثقافية واقتصادية مشتركة تجتمع مرتين على الاقل سنويا للخروج بتقارير تصدر باللغتين العربية والتركية اضافة الى اللغة الانجليزية وتعكس اراءنا المشتركة ووجهة نظرنا.
بدوره تحدث الامين العام للبرلمان العربي عدنان عمران في كلمة له عن مراحل تأسيس البرلمان العربي واهدافه مؤكدا انه يمثل الامة العربية وان قرار تأسيسه صدر بقرار من القمة العربية.

وقال ان البرلمان العربي يمثل النظرة المستقبلية للتطور السياسي العربي بهدف دعم وتعزيز العمل العربي المشترك نحو التكامل مضيفا ان quot;القمة العربية بدأت تعتمد على البرلمان العربي في تقديم الرؤى العربية ومن اهمها استراتيجية الامن القومي العربي ومشروع التكامل الاتحاديquot; الذي جرى بحثه في القمة العربية الاخيرة التي عقدت في مدينة سرت الليبية على ان يتم متابعة هذا المشروع في القمة الاستثنئاية التي ستعقد في اكتوبر المقبل في ليبيا.

واشار عمران الى ان مشروع جدول اعمال الحوار العربي - التركي جرى وضعه استجابة لمقترح تركي لقراءته بصورة مشتركة وتعديله بالطريقة التي تناسب كلا الطرفين.

ويشارك في الجولة الاولى من الحوار العربي - التركي خمسة اعضاء من البرلمان العربي وخمسة من اعضاء البرلمان التركي يمثلون حزب العدالة والتنمية الحاكم وحزب الشعب الجمهوري وذلك لمناقشة المحاور الرئيسة المدرجة على جدول الاعمال والمتعلقة بالعلاقات العربية - التركية والتعاون البرلماني العربي - التركي والامن الاقليمي والقضايا ذات الاهتمام المشترك.

كما سيناقش الحوار الاحتلال الاسرائيلي للاراضي العربية والمسألة النووية في الشرق الاوسط والمشكلة القبرصية اضافة الى افاق التعاون الاقتصادي العربي - التركي في المجالات الرسمية والقطاع الخاص والمياه والبيئة والطاقة والتراث الحضاري العربي - التركي المشترك وكذلك التعاون الثقافي .

ويمثل دولة الكويت في الحوار العربي - التركي رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الامة النائب مرزوق الغانم.