عضو مجلس الشورى الإسلامىفي إيران برفيز سرورى

في خطوة إيرانية جديدة ربما تثير حفيظة القاهرة وتزيد من حدة التوتر الذي يخيم على العلاقات المصرية الإيرانية، قال مسؤولون إيرانيون إن السلطات المصرية ترفض منح التأشيرات للوفد الايراني الذي يخطط للتوجه الى غزة بسبب ضغوط من الجانبين الأميركي والإسرائيلي .

القاهرة: ذكر مسؤولون إيرانيون أن السلطات المصرية ترفض منح التأشيرات اللازمة للوفد الايراني الذي يخطط للتوجه إلى غزة بسبب ضغوط من الجانبين الأميركي والإسرائيلي.

وكان وفد برلماني ايراني قد طلب تأشيرات مصرية للدخول إلى غزة عبر معبر رفح منذ أكثر من أسبوع، لكن لم تصدر تأشيراتهم من قبل مكتب رعاية المصالح المصرية في طهران حتى الآن دون إبداء أسباب، وفقا لما ذكرت وكالة فارس الإيرانية، في تقرير لها اليوم الخميس .

ونقلت الوكالة عمّا وصفه عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي برفيز سروري قوله إن quot;الولايات المتحدة وإسرائيل ضغطتا على الحكومة المصرية لمنع إصدار تأشيرات دخول إلى الوفد البرلماني الايراني الذي يخطط لزيارة غزة دعما لشعبهاquot;.

وأضاف أن quot; الحكومة المصرية كان من المقرر ان تصدر التأشيرات للوفد الثلاثاء الماضي، بيد انها قررت تأجيلها حتى انها لم تصدر الى الآن دون إبداء أسباب quot;.

وأشار سروري وهو احد أفراد الوفد إلى أن الوفد البرلماني أنهى كل ترتيباته و استعداداته الخاصة بالزيارة ، وينتظر فقط ان تصدر مصر التأشيرات .

وتابع ان quot;الولايات المتحدة وإسرائيل ضغطتا على القاهرة لمنع إصدار تأشيرات لهم لزيارة قطاع غزة المحاصرquot; .

ومن المقرر أن يقوم الوفد الإيراني بتقييم الوضع في غزة وإعداد تقرير لتقديمه إلى البرلمان الإيراني.

وكانت إسرائيل قد تعهدت إحباط أي محاولات إيرانية وعرقلة أي مساعدات دولية لكسر الحصار على قطاع غزة .

وقد اثارت حالة شديدة من الغضب مؤخرا بهجومها بقوات الكوماندوز على قافلة الحرية التي كانت تحمل مساعدات إنسانية وعددا من النشطاء الدوليين الى قطاع غزة، ما أدى الى مصرع عدد من النشطاء معظمهم من الأتراك وإصابة العشرات الآخرين .

وتأتي هذه الاتهامات الإيرانية الجديدة بعد فترة من الفتور خيمت على العلاقة بين البلدين فى الأشهر الأخيرة سبقتها فترة اتسمت بالملاسنات والمشاحنات الإعلامية بين مسؤولي البلدين وصلت إلى ذروتها في أعقاب الحرب الإسرائيلية على غزة .

وتعددت التصريحات الايجابية من جانب عدد من المسؤولين المصريين والإيرانيين بشأن إمكانية اعادة العلاقات الدبلوماسية المقطوعة بين البلدين في مناسبات عدة، الا ان ذلك لم يتبلور رسميا حتى هذه اللحظة .

وكانت إيران قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع مصر عام 1979 بعد قيام الثورة الإسلامية وإبرام مصر معاهدة السلام مع إسرائيل ، وقد زاد الطين بلة قيام ايران بتسمية احد شوارعها على اسم خالد الاسلامبولي قاتل الرئيس الراحل انور السادات و أخذت طهران على مصر منحها اللجوء للشاه الراحل محمد رضا بهلوي بعدما أطاحت به الثورة الإسلامية، ووقوفها الى جانب العراق خلال الحرب التي دارت رحاها بين البلدين في الفترة ما بين عامي 1980-1988.

ورغم ان العلاقات الدبلوماسية مقطوعة بين البلدين الا ان هناك تعاوناً قائماً بين البلدين في المجال الاقتصادي ، وكذلك بين المفكرين والمثقفين في البلدين .

ويرى محللون ان عودة العلاقات المصرية الإيرانية تبقى مرتهنة بحل مشكلات وهواجس داخلية من ناحية مصر لم تتغير منذ أكثر من ربع قرن .


ويذهب مراقبون متشائمون إلى أن إنجاز التطبيع الشامل للعلاقات قد يحتاج تغييرا أساسيا يشمل التركيبة السياسية والإيديولوجية للنظام الحاكم في طهران أو القاهرة.