أعلن رئيس الوزراء البريطاني دايفيد كامرون أنّه ينظر في إمكان تخلّي البلاد عن العمل بتوقيت غرينتش.

لندن: أعلن رئيس الوزراء البريطاني دايفيد كامرون أنّه ينظر في إمكان تخلّي البلاد نهائيًّا عن العمل بتوقيت غرينتش، والركون فقط لما يعرف باسم quot;توقيت بريطانيا الصّيفيquot;.

ويذكر أنّ التوقيت الصيفي يتقدّم على غرينتش بستّين دقيقة ويعمل به في الفترة من 28 مارس -آذار حتى 31 أكتوبر- تشرين الأوّل عندما تكون ساعات الضياء أطول منها في بقيّة أشهر السنة.

وقال كامرون إنّه ينظر في هذا الاحتمال مدفوعًا بالرغبة في أن يستفيد الناس من أمسيات أطول ونزولاً على رغبة عدد من نواب البرلمان الذين يقولون إنّ الأسر بحاجة الى التمتّع بساعة إضافيّة في الأمسيات، مع أنّ هذا يعني خسارة ساعة إضافيّة من النّوم في الصباح. وفي حين لا تشكّل هذه الخسارة مشكلة حقيقية في انكلترا، فإنّ الأمر نفسه لا ينطبق في اسكتلندا حيث الشتاء القارس يعني الاستيقاظ في الظلام الدامس.

ومن هنا ينطلق منتقدو المشروع الذين يقولون إنّ اعتماد توقيت بريطانيا الصيفي في المناطق الشماليّة سيجبر التلاميذ، على سبيل المثال، على التوجّه الى مدارسهم في الظلام، وهو ما يعني تكاثر الحوادث المروريّة على أقلّ تقدير.
وقد عبّر النواب في البرلمان الاسكتلندي عن الغضب إزاء مشروع رئيس الوزراء الذي يبدأ السبت عطلته الصيفية في جنوب انكلترا المشمس نسبيًّا.

ونقلت صحيفة التابلويد الشعبية quot;ديلي ميلquot; عن آنغاس مكنيل، النائب عن ويست آيلز (الجزر الغربية) قوله: quot;على دايفيد كامرون أن يستيقظ من هذا الحلم السخيف. عليه أن يدرك حجم الآثار السلبية التي سيأتي بها مشروعه الى الناس في اسكتلندا. من غير المقبول على الإطلاق أن يغرق دندي (الاسكتلندية) في الظلام من أجل أن ينعش السياحة في توركي (جنوب غرب انكلترا)quot;.

ويمضي قائلا: quot;هذا التوجّه يخالف المشروع المسمى quot;الاحترامquot; والذي طرحه رئيس الوزراء نفسه. هناك الكثير من البدائل التي تتيح موازنة المصالح بالنسبة إلى جميع الذين يسكنون هذه الجزيرة (بريطانيا). ومن هذه تشجيع الناس في الجنوب على الاستيقاظ باكرًا للاستمتاع بضوء الشمس في الصباحquot;.

ويذكر أن الجدل حول توقيتي غرينتش والصيفي وأيّ منهما أفضل ظلّ يستعر على مدى عقود في بريطانيا. فالمسؤولون عن السياحة يسعون إلى موازاة البلاد بتوقيت معظم الدول الأوروبيّة قائلين إنّ تقديم الساعة ستين دقيقة سيطيل فترات الأمسيات وينعش السياحة وقطاع الخدمات الترفيهية.

وتبعًا لتقرير صدر العام الماضي عن لجنة المواصلات البرلمانيّة فإنّ 80 شخصًا يقتلون سنويًّا نتيجة حوادث مرورية مع عودة البلاد الى توقيت غرينتش. لكنّ هذا الوضع لا ينطبق على اسكتلندا المفتقرة كثيرًا الى ضوء الشمس.

ويذكر أيضًا أنّ عدّة محاولات برلمانية سابقة لاعتماد التوقيت الصيفي طوال السنة باءت بالفشل.

لكن دايفيد كامرون يقول الآن إنّ حكومته تنظر في الأمر بجديّة. وعلى الرّغم من أنّ الكثير من الأصوات ارتفعت بالقول إن الحل البسيط لهذه المشكلة هو استثناء اسكتلندا من المشروع، يصرّ كامرون على أنّ أي تغيير في هذا المجال يجب أن يعمّ سائر بريطانيا. وقال: quot;نحن مملكة متّحدة، ويتعيّن تاليًا أن يكون لنا توقيت موحّد. الأمسيات الأطول تصبّ لصالح الجميع وفوائدها تزيد كثيرًا على الأمسيات الأقصر. أعتقد أنّنا بحاجة حقيقيّة لرمي توقيت غرينتش في مزبلة التاريخquot;.