خلال جلسة أمس من الحوار الوطني - دالاتي ونهرا

أكّدت هيئة الحوار الوطني اللبناني على ضرورة ترسيخ الاستقرار السياسي والأمني في البلاد، مشيرة إلى نيّتها quot;الاسترشاد بالدروس المستفادة من الاشتباكات التي وقعت قبل أكثر من أسبوعين بين الجيشين اللبناني والإسرائيلي على الحدود بين البلدينquot;. ويتمسّك quot;حزب اللهquot; بالاحتفاظ بسلاحه في مواجهة اسرائيل، في المقابل، تدعو قوى 14 آذار (اكثرية) الى ان تصبح ترسانة الحزب التي تضمّ كمية كبيرة من الصواريخ، جزءًا من منظومة الجيش.

بيروت: قرّرت هيئة الحوار الوطني اللبناني إثر اجتماع عقدته الخميس quot;الاسترشاد من الدروس المستفادةquot; من الاشتباكات الحدودية الدامية التي وقعت قبل اكثر من اسبوعين بين الجيشين اللبناني والاسرائيلي خلال بحثها في استراتيجية دفاعية للبلاد.

وافاد بيان صادر عن المجتمعين في قصر بيت الدين المقرّ الصيفي لرئيس الجمهورية، انهتمّ الاتفاق على quot;مواصلة البحث في الاستراتيجية الوطنية الدفاعية واستكمال تقديم الدراسات الخاصة بهذا الموضوع والاسترشاد في هذا المجال من الدروس المستفادة من واقعة العديسةquot;.

ووقع في الثالث من آب - اغسطس اشتباك حدودي بين الجيشين اللبناني والاسرائيلي تسبّب بمقتل جنديين وصحافي في الجانب اللبناني وضابط اسرائيلي في مواجهة عسكرية هي الاخطر منذ حرب تموز - يوليو 2006 بين اسرائيل وquot;حزب اللهquot;، والاولى من نوعها بين الجيشين منذ عقود.

واطلق رئيس الجمهورية ميشال سليمان في السابع من آب - اغسطس من موقع الاشتباك قرب قرية العديسة اللبنانية الحدودية quot;حملة وطنية وعربية ودولية لتسليح الجيش اللبنانيquot;.

وبحسب بيان اليوم الخميس، نوّه سليمان في افتتاح جلسة الحوار quot;بالتصدي البطولي للجيش اللبناني في مواجهة العدوانية الاسرائيلية وبموقف المقاومة التي وضعت نفسها بتصرف الجيشquot;، في اشارة الى quot;حزب اللهquot;.

واكد سليمان quot;اهمية تسليح الجيش وتوفير العناصر اللازمة لوضع خطة تسليحه موضع التنفيذquot;.

وقد اعلن وزير الدفاع الياس المر السبت انشاء صندوق لدعم الجيش لدى مصرف لبنان لتلقي الهبات المخصصة لتمويل تجهيز الجيش.

ويعاني الجيش اللبناني الذي يضم ستين ألف عنصر على الاقل، من نقص في العتاد والتجهيزات، ولا يملك منظومة عسكرية جوية تستطيع التصدي لسلاح الجو الاسرائيلي الذي يخترق الاجواء اللبنانية بشكل شبه يومي.

وعقدت جلسة الحوار التي تضم القيادات اللبنانية الممثلة لكلّ الاطراف والاحزاب السياسية برعاية سليمان وفي حضور رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس البرلمان نبيه بري، وغياب وزير الدفاع الياس المر quot;بدواع صحيةquot; والزعيم المسيحي ميشال عون الذي يقود التيار الوطني الحر.

وعقدت القيادات اللبنانية حتى الآن احدى عشر جلسة حوار تستهدف في الاساس البحث في استراتيجية دفاعية للبلاد ومن ضمنها سلاح quot;حزب اللهquot;.

ويتمسك quot;حزب اللهquot;، ابرز اركان قوى 8 آذار الممثلة بالاقلية النيابية، بالاحتفاظ بسلاحه في مواجهة اسرائيل. ويشير حلفاؤه الى عدم امتلاك الجيش اللبناني القدرات اللازمة لهذه المواجهة، للدفاع عن سلاح الحزب.

في المقابل، تدعو قوى 14 آذار (اكثرية) الى ان تصبح ترسانة الحزب التي تضم كمية كبيرة من الصواريخ، جزءًا من منظومة الجيش.

وخلال جلسة اليوم، طرح سمير جعجع، رئيس الهيئة التنفيذية لحزب القوات اللبنانية الذي ينتمي الى قوى 14 آذار، على المجتمعين quot;مداخلة دفاعية موضوعية ومرحلية على اثر حادثة العديسة، وذلك حتى التوصل إلى حلّ لسلاح حزب اللهquot;.

وجاء في مداخلة جعجع التي اطلعت عليها quot;فرانس برسquot;: quot;يطلب من حزب الله ان يضع مجموعاته واسلحته في امرة الجيش وان لم يطلعه على نقاط تمركزها ووجودهاquot;.

وعلق النائب عن quot;حزب اللهquot; الذي شارك في الجلسة محمد رعد بالقول للصحافيين عقب الجلسة الحوارية ان مداخلة جعجع quot;لم تكن ايجابية ولا مشجّعةquot;.

وردّ رئيس كتلة quot;الوفاء للمقاومةquot; النائب محمد رعد معلّقاً على أن quot;الهدف الذي تقدّم ليس الدفاع عن لبنان إنما التخلّص من حزب الله وسلاحهquot;، مضيفًا: quot;إذا كنتم تفكّرون بطرح موضوع السلاح فهذا أمر تخطّاه الزمن، وأنتم تصفونا أحياناً بأننا شركاء في الوطن وأحياناً أخرى تقولون عنّا إننا إيرانيونquot;.

وقد أيّد كلام جعجع كلّ من وزير الدولة لشؤون مجلس النواب ميشال فرعون ووزير الدولة جان أوغاسبيان ونائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري الذي وصف الورقة بـquot;المتوازنةquot;، داعياً إلى quot;وضعها ضمن الإستراتيجية الدفاعية والأخذ في الإعتبار قيام الدولة بالسرعة الممكنةquot;. وهنا قدّم النائب أسعد حردان مداخلةً مطوّلة دافع فيها عن المقاومة، مستغرباً quot;الإستمرار بحملة التشكيكquot;.

وابلغ احد المشاركين في الاجتماع quot;فرانس برسquot; ان سليمان quot;ضبط الوضع خلال الحوار، وتدخل لإنهاء سجال بسيط بين جعجع ورعدquot;.

وحدد المجتمعون في بيت الدين الثلاثاء الواقع في 19 تشرين الاول - اكتوبر موعدًا لانعقاد الجلسة المقبلة في القصر الجمهوري في بعبدا قرب بيروت.

واكد البيان الصادر عن الاجتماع ايضًا quot;اهمية الوفاق الوطني وترسيخ الاستقرار السياسي والامني (...) والاستمرار بنهج التهدئة الاعلامية والسياسيةquot;. كما اعلن quot;المضي في الحملة الوطنية الهادفة لتأكيد حق العودة ورفض التوطينquot;.

وانعقد الاجتماع الذي وصفه بري بـquot;الهادئ بنسبة 70 في المئةquot;، في وقت يختبر لبنان وقع التطورات المرتبطة بقضية اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري والقرار الظني المتوقع صدوره عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي تحقق في الجريمة.

ويخشى quot;حزب اللهquot; تضمين القرار الظني اتّهاما له بالتورط في الاغتيال.

لكن المصدر المشارك في الاجتماع الذي رفض الكشف عن اسمه قال انه quot;لم يتم التطرق الى موضوع المحكمة خلال جلسة الحوار، ولم يتحدث احد عنهاquot; تماشيًا مع التهدئة السياسية القائمة.

من جهته، حذّر السنيورة من تكرار ماحدث في صيف 2006، مشدداً على ضرورة أن quot;يكون قرار الحرب والسلم بيد الدولةquot;. فردّ إرسلان قائلاً: quot;هل هناك من تشكيك بنوايا اسرائيل العدوانية فهي تريد تدمير لبنان بذريعة أو من دونهاquot;. فتدخّل الحريري محاولاً ترطيب الأجواء وقال: quot;لكل واحد منّا رأيه وواجب علينا أن نحترم آراء بعضنا البعضquot;، داعياً إلى quot;وقف سياسة التخوين والإتهامquot;.

واغتيل الحريري في انفجار شاحنة مفخخة في الرابع عشر من شباط - فبراير 2005، وقتل معه 22 شخصًا آخرين.

وكلف مجلس الوزراء اللبناني الاربعاء وزير العدل اعداد ملف عن شهود زور محتملين في القضية بناء على طلب من quot;حزب اللهquot;، الذي سلم القضاء اللبناني الثلاثاء مستندات طلبها مدعي عام المحكمة الخاصة بلبنان وتتعلق باتهام الحزب لاسرائيل بالتورط في الجريمة.