انتقدت صحيفة الاندبندنت البريطانيةبشدةالطريقة التي تغادر فيها الولايات المتحدة الأميركية العراق.

بغداد: قالت صحيفة الاندبندنت البريطانية أن الولايات المتحدة الأميركية تغادر العراق وقد تركت فيه بصمة التعذيب والفساد والحرب الأهلية.

وتحدثن الصحيفة في تقرير على صدر صفحتها الأولى للكاتب روبرت فيسك عن قصة مختصرة حول أول جندي دخل بغداد في بداية الحرب ويدعى ديفيد بريز وهو عريف بالفرقة الرابعة لمشاة البحرية الأميركية ويشرح الكاتب كيف كانت تغمر هذا الجندي عندما كان في الصفوف الأمامية للقوات التي اجتاحت بغداد مشاعر الحماس و الفخر لما يقوم به.

وتنقل شبكة quot;بي بي سيquot; في موقعها عن الكاتب في الصحيفة قوله إنه quot;علم أن العريف بريز لم يتحدث إلى والدته منذ شهرين فعرض عليه أن يستخدم هاتفه المحمول لإجراء الاتصال الذي تضمن جملة أثارت انتباه الكاتب وهي عندما قال الجندي quot; أنا بخير، لا تقلقي فالحرب ستنتهي خلال أيام قليلةquot;.

ويسخر الكاتب من أن هذه الجملة سمعها كثيرا فالجميع قال quot; الحرب ستنتهي قريباquot; ولكن الذين رددوا هذه الكلمات لم يضعوا في الحسبان ما في انتظارهم، البداية كانت عملية انتحارية نفذها ضابط شرطة ثم عملية انتحارية نفذها سيدتان ثم توالت هذه العمليات وووقع منها المئات وسيقع المزيد حتى في المستقبل.

ويضيف فيسك أن هناك بعض التصرفات quot; الصبيانيةquot; على حد وصفه صدرت من قبل بعض الجنود المراهقين في طريقهم إلى الحدود الكويتية خلال انسحاب آخر وحدة قتالية أميركية من العراق حيث هتف هؤلاء quot;الصبيةquot; لقد انتصرنا. هؤلاء لم يدركوا أنهم انسحبوا تاركين خلفهم 50 ألف جندي آخر سيتعرضون لمزيد من الهجمات.

ويرى الكاتب أن المهمة المعلنة لهذه القوات هي تدريب الجيش العراقي الذي يتكون من عناصر ضعيفة لا تستطيع تولى المسؤولية إلا بعد عشر سنوات ولكن المهمة الحقيقية لهذه القوات هي حماية مصالح واشنطن في العراق.
ويطالب الكاتب الولايات المتحدة بأن تعلن صراحة بأنها quot; لن تغادر العراقquot;.

ويقول فيسك إن الجنود الأميركيين الذين انسحبوا جلبوا quot; الطاعونquot; إلى العراق ويقصد بذلك القاعدة ومسلحيه بل وعززوا الفساد بين العراقيين فضلا عن عمليات التعذيب التي جرت في سجون العراق على أياديهم.

وقد انسحبت أمس آخر كتيبة أميركية مقاتلة من العراق، وبقي نحو 56 ألف جندي أميركي مكلفين بتأهيل الجيش العراقي، في حدث وصفته واشنطن باللحظة التاريخية على الرغم من أن الحرب كلفت واشنطن 4400 قتيل و1000 مليار دولار.

وقال ناطق باسم الجيش الأميركي اللفتنانت كولونيل اريك بلوم إن آخر العناصر عبروا الحدود (الكويتية). وأضاف laquo;إنها آخر كتيبة قتالية لكن هذا لا يعني انه لم تعد هناك قوات قتالية في العراقraquo;. والوحدات التي انسحبت هي كتيبة سترايكر الرابعة من فرقة المشاة الثانية. وكانت هذه الكتيبة متمركزة في أبوغريب (25 كلم غرب بغداد) احدى أكثر المناطق خطورة في العراق.

وقال اللفتنانت كولونيل بلوم ان نصف الجنود غادروا جوا والنصف الآخر برا. بقي أمامهم بضعة ايام لتنظيف التجهيزات وإعدادها ليتمكنوا من ارسالها ثم يرحل آخر الجنود. وأوضح الضابط الاميركي انه بقي في العراق 56 الف جندي أميركي في العراق بعد انسحاب هذه الكتيبة.

ومن المقرر بقاء 50 الف عسكري اميركي في البلاد بعد 31 أغسطس، الموعد الذي حددته الولايات المتحدة لإنهاء مهمتها القتالية في العراق، وسيتولى هؤلاء مهام تدريبية واستشارية. ويفترض ان تغادر كل القوات الأميركية العراق قبل نهاية 2011 بموجب اتفاق أبرم مع بغداد، في الوقت الذي يصر فيه الرئيس الاميركي باراك أوباما على احترام هذا الجدول الزمني.

من حانبها تناولت quot;الغارديان quot;موضوع انسحاب القوات القتالية الأميركية من العراق ولكن من زاوية أخرى حيث نشرت مقالا يتحدث عن المهمة الشاقة التي ستواجه السياسيين الأميركيين في العراق بعد انسحاب القوات الأميركية.

وأشارت الصحيفة الى أن آلاف المدنيين الأميركيين الذين سيتولون المسؤولية في العراق بعد انسحاب القوات الأميركية القتالية سيواجهون مصاعب جمة في طريق ما وصفته الصحيفة بـ quot;بناء أمةquot;. وتعدد الصحيفة هذه العقبات ما بين خفض الميزانية وتخفيض الحراسة وفشل العراقيين في تشكيل حكومتهم.

ولفتت الغارديان إلى أن وزارة الخارجية الأميركية لم تواجه في تاريخها مثل هذا التحدي وهو تولى المسؤولية خلفا للقيادة العسكرية ومع انتهاء مهمة القوات الأميركية التي حملت اسم quot; حرية العراقquot; مع بداية الغزو ستبدأ الشهر المقبل مهمة أخرى للخارجية الأميركية وهي quot; الفجر الجديدquot;.

وذكر المقال أن القوات المتواجدة في العراق لتدريب الجيش الأميركي لن تقوم بحماية المدنيين الأميركيين الذين يعملون في العراق في مشاريع البنية التحتية وبالتالي فإن الخارجية الأميركية ستضطر إلى استئجار شركات حراسة خاصة وتحمل تكاليف هذه الشركات التي ستقوم بحماية المدنيين ولكن هذه الشركات ستعيد الأذهان للمشاكل التي سببتها شركة الحراسة الخاصة quot;بلاك ووترquot; في السابق. وستسعى الخارجية الأميركية للضغط على البنتاغون للحصول على معدات حديثة ومروحيات خاصة ولكن بصورة منح حيث تتعرض الخارجية الأميركية الآن لضغوط من أجل ترشيد النفقات.