طلب سفير باكستان بالأمم المتحدة التحقيق في اتهامات لأثرياء في باكستان بتحويل مجرى الفيضانات بعيداَ عن أراضيهم.

إسلام آباد: دعا سفير باكستان لدى الامم المتحدة عبد الله حسين هارون لاجراء تحقيق في مزاعم تفيد بأن الأغنياء من مالكي الأراضي في باكستان قد حولوا مجرى المياه في اتجاه القرى غير المحمية خلال الفيضانات الأخيرة، وذلك لإنقاذ محاصيلهم الزراعية.

وقال هارون في حديث لـquot;هيئة الإذاعة البريطانيةquot; إن الفيضانات quot;لم تصب على مر السنين الأقوياء والأثرياءquot;، وأشار إلى اعتقاد بأنه quot;في بعض المناطق، فإن المحصنين سمح لهم وسمحوا بتحويل مسار المياه الى الجانب المقابل لجرها بعيداً. إذا كان هذا ما حصل، فعلى الحكومة فتح تحقيقquot; في الأمر.

وغطت الفيضانات عندما بلغت أوجها خمس مساحة باكستان، وهي رقعة بحجم دولة إيطاليا. وبدأت المياه بالتدفق في بحر العرب ما ادى لانخفاض منسوب الأنهار نسبيا في بعض المناطق، فيما تستمر فيضانات في إقليم السند.

في غضون ذلك، أعلنت الأمم المتحدة أن جهود الاغاثة لمنكوبي فيضانات باكستان quot;تراجعت بدرجة غير مسبوقةquot;. وعلى رغم أن المسار البطيء للمساعدات تحسن منذ زيارة الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون الى المناطق المتضررة، إلا أنها باتت quot;شبه مجمدةquot; منذ مطلع الأسبوع الماضي بحسب الأمم المتحدة، اذ لم تسجل التبرعات ارتفاعاً الا بنسبة ضيئلة، لتبلغ 291 مليون دولار بعدما كانت 274 مليوناً، وهو ثلث المبلغ المطلوب لسد حاجات المنكوبين.

ووجهت اللجنة الدولية للصليب الأحمر اليوم نداء لرفع ميزانيتها بقيمة 76 مليون دولار أميركي لزيادة حجم المساعدات التي تقدمها بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر الباكستاني الى المنكوبين.

وقال مدير عمليات اللجنة الدولية لجنوب آسيا جاك دي مايو في بيان quot;اننا نزيد من جهود الاغاثة لتوفير المواد الغذائية والمياه النظيفة والمساعدة الطبية الى نحو 1.4 مليون شخص ونتغلب مع الهلال الأحمر الباكستاني على التحديات اللوجستية الكبيرة من أجل تحقيق هذا الهدف المنشودquot;.

وأكد دو مايو وجود فجوة كبيرة بين حجم الحاجات المطلوبة وقدرات اللجنة على تلبيتها مضيفا انه رغم ذلك الا ان المرحلة الثانية من ستشمل توزيع البذور والأدوات التي سيستفيد منها أكثر من 300 ألف شخص فقدوا كل شيء.

وقال أن اللجنة الدولية ستصلح أو ستعيد بناء نظم المياه ومرافق الرعاية الصحية في المناطق الأكثر تضررا من الفيضانات. وأكد على جهود اللجنة الدولية وفرعها في باكستان للمساعدة على احتواء انتشار حالات الاسهال الحاد وغيرها من حالات الأمراض المنقولة بالمياه والملاريا واصفا الأمر بأنه quot;سباق مع الزمنquot;.

ويؤكد خبراء اللجنة الدولية أن الفيضانات لم تدمر المنازل فحسب بل قضت أيضا على موارد الرزق حيث تشكل الزراعة المصدر الرئيسي لدعم قرابة 80 في المئة من الأشخاص المتضررين من الفيضانات الذين فقدوا الآن كل ممتلكاتهم فيما وقعت الكارثة في وقت حرج قبيل موسم حصاد الأرز والذرة وقصب السكر وموسم زرع القمح لفصل الشتاء.