قطار المفاوضات الفلسطينيّة الإسرائيليّة ينطلق على سكة ضبابيّة

فرضت المفاوضات المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينين التي انطلق أمس برعاية أميركيّة نفسها على لبنان. فالموقف الرسمي يقف بين نظرة كل من سليمان والحريري، حيث أكد الأول عدم تغطية لبنان لهذه المفاوضات فيما أعلن الثاني ترحيبه بها.

أي موقف للبنان الرسمي من المفاوضات المباشرة التي انطلقت بين السلطة الفلسطينية والحكومة الاسرائيلية في واشنطن أمس برعاية من الرئيس الاميركي باراك أوباما ومباركة كل من الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني.

سؤال طرحته أوساط سياسية متابعة وقيادات حزبية ودينية قبل وبعد جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت أول من أمس في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وحضور رئيس الحكومة سعد الحريري والوزراء خصوصاً بعد ان تبين ان موضوع المفاوضات لم يؤتَ على ذكره في الجلسة المذكورة ولم يصر بالتالي الى ازالة الخلاف القائم في نظرة كل من سليمان والحريري اليه حيث ابلغ الاول مجلس نقابة محرري الصحافة اللبنانية خلال استقباله له يوم الاثنين قبل الماضي عدم تغطية لبنان لهذه المفاوضات او مباركته لها مبديًا شكوكه حولها فيما اعلن الثاني في خطاب القاه في افطار دار الايتام الاسلامية الذي اقيم الاسبوع الماضي ترحيبه بها.

هذا ونقلت جريدة quot;السفيرquot; في عددها الصادر أمس عمن وصفته بمصدر رسمي مقرب من رئيس الجمهورية quot;ان موقف لبنان من التفاوض الفلسطيني ndash; الاسرائيلي تعبر عنه هذه الحكومة مجتمعةquot;، مشيرًا الى انه quot;يجب عدم تحميل كلام رئيس الحكومة سعد الحريري اكثر مما يحتمل فهو تصريح شخصي وليس قرارًا متخذًا في مجلس الوزراء، ذلك ان موقف لبنان من الثوابت الوطنية يعبر عنه الرئيس ميشال سليمان بقوله : ان لبنان لن يوافق على أي حل قد يتم التوصل اليه في اطار انهاء الصراع العربي الاسرائيلي اذا ما حصل بمعزل عنه او بصورة متعارضة مع مصالحه الوطنية العليا، وفي مقدمة هذه المصالح رفض توطين الفلسطينيين على أرضquot;.

وفيما لم يصدر عن الرئيس الحريري أي تصويب أو توضيح بشأن موقفه المرحب بالمفاوضات قال وزير الدولة الدكتور عدنان السيد حسين، الذي يعتبر واحدًا من الوزراء الاربعة المحسوبين من حصة رئيس الجمهورية الوزارية، ان ما قاله رئيس الحكومة سعد الحريري لا يعكس موقف الحكومة اللبنانية طالما ان مجلس الوزراء لم يبحث في هذا الأمر ولم يصدر عنه اي شيء بهذا الخصوص.

وابلغ الوزير السيد حسين quot;إيلافquot; في رد على سؤال عن سبب عدم تطرق جلسة الوزراء الأخيرة لهذا الموضوع quot;ان ضغط الاحداث والملفات الداخلية، خصوصًا ما جرى في منطقة quot;برج أبي حيدرquot; من اشتباكات بين عناصر من حزب الله وآخرين من جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية (الأحباش)، حال دون طرح هذه القضية متوقعًا حصول ذلك في الجلسة المقبلة التي تنعقد يوم الثلاثاءquot;.

واوضح الوزير عدنان السيد حسين ان quot;الاتجاه العام لدى الحكومة هو عدم تغطية أي مفاوضات نظرًا للتجارب المريرة التي مرت بها في السابق واخفاقها في تحقيق اي تقدم يذكر على هذا الصعيد. كما انه مع وجود الحكومة الاسرائيلة الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو لا أمل في حصول الفلسطينيين على ادنى الحقوق المشروعة لهم فكيف بالسلام العادل والشامل، خصوصًا ان هذه الحكومة وغيرها سبق ان رفضت مبادرة السلام العربيةquot;.

واذ تساءل الوزير السيد حسين اذا ماكان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يرضى بالتخلي عن القدس الشرقية او القبول بالاستيطان وكذلك بتوطين اللاجئين الفلسطينيين قال quot;ان الامتحان الأكبر للمفاوضات ومصيرها سيكون في السادس والعشرين من شهر سبتمبر ndash; ايلول الجاري يوم تنتهي المدة المحددة لتجميد بناء المستوطنات ويعرف عندها بالتالي ما يعتزم نتنياهو فعله بهذا الشأن وهو واحد من خيارين اما الابقاء على التجميد او الغاؤه مع ما يعني ذلك من اطاحة للمفاوضات نفسهاquot;.

هذا وكان quot;حزب اللهquot; وعلى لسان عدد من نوابه ومسؤوليه قد حمل على موقف الحريري من المفاوضات المباشرة متسائلاً quot;من منحه التفويض للترحيب بهاquot;. اما مجلس المطارنة الموارنة الذي عقد اجتماعه الدوري اول من امس برئاسة البطريرك مار نصر الله بطرس صفير فقد quot;امل بان يصل المتفاوضون الى حل عادل وشامل ينهي مأساة الشعب الفلسطيني المزمنةquot;، لافتًا في الوقت نفسه الى quot;ان لبنان معني مباشرة بهذه القضية ولا سيما معضلة اللاجئين الفلسطينيين الذين يحرمون حق العودة او يجبرون على التوطين في البلدان التي يعيشون فيها وهذا ما يرفضه جميع اللبنانيين لانه يتناقض مع الدستور اللبناني ويشكل اكبر خطر على لبنان دولة ومجتمعًا وكيانًاquot;.

وما ذكره المطارنة الموارنة على صعيد التخوف من التوطين سبقهم اليه رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون الذي طالب عقب اجتماع كتلته يوم الثلاثاء الماضي الدولة بمواكبة هذه المفاوضات عن كثب محذرًا بدوره مما وصفه بـ quot;مؤامرة التوطينquot; وما قد تجر من انعكاسات سلبية على لبنان.