عقب أيام قليلة من إطلاق حملة واسعة النطاق داخل السعودية للإفراج عن السجين حميدان التركي، تفاجأ المئات بوصول رسالة إلكترونية تزعم أنها من فريق التواصل في الخارجية الأميركية تبين عدة أسباب لعدم قدرة quot;أوباماquot; قانونيا على الإفراج عن quot;التركيquot;.

وجاء في الرسالة أن فيلم quot;أوباما.. أطلق حميدان quot; يتضمن أخطاء تاريخية وقانونية وقضائية وثقافية ومنطقية متعددة ويعاني فقرا معرفيا تاما لكثير من المبادئ الأساسية في الثقافة الأميركيةquot;. وأن هذا الفيلم سيترك انطباعا سيئا على الأميركيين ذوي الثقافة المتوسطة. وأوضحت الرسالة عددا من النقاط التي تم إيضاحها قانونيا على الرغم من نفي الخارجية الأميركية صلتها بها.

وتقول الرسالة في بعض من نقاطها التوضيحية إن quot;التركيquot; يعتبر مدانا في نظر القانون والمجتمع الأميركي لاقترافه جريمتي الاغتصاب والعبودية بحق خادمته، وهما جريمتان كبيرتان جدا ومرفوضتان تماما في المجتمع الأميركي ولا يحصل مرتكبهما على تعاطف من أي نوع من أفراد المجتمع.

وأوضحت الرسالة كذلك أن الرئيس الأميركي quot;أوباماquot; لايحق لهإصدار حكم على أحد المواطنين، مشددة الرسالة على أن النظام السياسي داخل الولايات المتحدة الأميركية على مبدأ فصل السلطات الثلاث: القضائية والتشريعية والتنفيذية، إضافة إلى أن الثقافة الأميركية تقوم على مبدأ المساواة في الحقوق بين الأفراد بغض النظر عن جنسياتهم وأجناسهم وأعراقهم وأحوالهم المادية .

وأضافت الرسالة أن العفو الرئاسي حق يمنحه الدستور للرئيس الأميركي للعفو عن المدانين في المحاكم الفيدرالية فقط، موضحا أن الهدف الأساسي من العفو هو محو الإدانة من السجل المدني للمدان . أما بالنسبة إلى الجرائم الداخلية على مستوى الولايات فإن دستور كل ولاية يعطي الحق لحاكم الولاية بالعفو. الرسالة حملت تفصيلا حين يشاهد المواطن الأميركي فيلم quot;أوباما .. أطلق حميدانquot; أولها أن خروج رجلي الدين السعوديين السني سلمان العودة والشيعي حسن الصفار دلالة على أن إذلال العاملات واستعبادهن واغتصابهن أمر مشروع في الإسلام بدلالة مشاركة رجلي دين ينتميان إلى مذهبين مختلفين ولكنهما يتفقان في المطالبة بالعفو عمّن مارس هذه الجرائم على الأراضي الأميركية حسب ما جاء في الرسالة.
وانتقدت الرسالة ما جاء على لسان رجل الدين حسن الصفارquot;إن هذا الإجراء إذا اتخذه الرئيس الأميركي -حسب صلاحياته الممكنة- سيترك أثرا وصدى طيبا في كافة أوساط الشعب السعودي بجميع شرائحه وطوائفهquot; كون هذا الفيلم جاء لإسعاد الشعب السعودي وجارحا لبلد الخادمةالمغتصبة، مؤكدة الرسالة أن القيم الأميركية مبنية على الفرد وليس على الجماعة ، والإدانة التي تمت بحق السجين السعودي إدانة شخصية له لا يقصد بها إهانة الشعب السعودي. وانتقدت الرسالة ما جاء على لسان عضو مجلس الشورى السعودي نجيب الزامل الذي قال quot;من الأفكار التي دارت في أذهان الآباء المؤسسين الذين أعدوا الدستور الأميركي كانت تدور حول صنع آفاق أعلى نحو مراتب إنسانية أعلى يسود فيها المحبة والعدل والنظام والعفوquot; معتبرة الرسالة أن هذه عبارة إنشائية ذات حدين كون أن العدل والنظام متعلقان بالدستور بشكل أساسي بينما تتعلق المحبة والعفو بالدستور بشكل ثانوي.

وعن حوادث العفو التي أصدرها الرؤساء الأميركيون السابقون وحملها الفيلم السعودي بين ثناياه أوضحت الرسالة أن هذه الأحداث تحمل أخطاء تاريخية فقد عفا الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الأب عن 75 مدانا خلال رئاسته ولم يكن quot;أورلاندو بَوشquot; أحدهم لأن التهم لم تثبت في حقه ، ولم يتلق عقوبات أو غرامات مالية والمتهم بريء حتى تثبت إدانته في القانون الأميركي.

وأكدت الرسالة أن ردة فعل المشاهد الأميركي لن تخلو من أحد أمرين quot;إما الاندهاش الشديد المؤدي إلى عدم تصديق جدية الرسالة التي حملها الفيلم، وإما الغضب من هذه المطالبة التي تستهتر بقيم الحرية والعدالة والقانون الأميركيquot;. مضيفة الرسالة أن المحاكم الأميركية لا تعتمد في إصدارها على المشاعر والدموع والعواطف وإنما تعتمد على القانون والأدلة فقط، معتبرة الرسالة أن إدمان المخدرات أخف ضررا من استعباد النساء واغتصابهن في مختلف الثقافات والأعراف.

الجدير بالذكر أن عددا من الناشطين السعوديين أطلقوا فيلم (أوباما أطلق حميدان) رسالة موجهة إلى الرئيس الأميركي quot;باراك أوباماquot; يناشدونه فيها أن يعفو عن السجين السعودي (حميدان التركي) المدان في القضاء الأميركي بعدة تهم منها الاغتصاب والعبودية بحق خادمته الاندونيسية والذي يقضي محكوميته (28 سنة) في سجن ولاية quot;كولورادوquot; ابتداء من آخر شهر أغسطس 2006م.