رضا الرضا الامين العام للهيئة العراقية للشيعة الجعفرية
الرضا: هدفنا تخليص العراق من محاولات إيران لجعله فارسيا

حذر الأمين العام للهيئة العراقيّة للشيعة الجعفرية من إشعال إيران حربًا طائفيّة في العراق فيما إذا لم تشكل قوى موالية لها حكومة العراق الجديدة ودعا واشنطن إلى عدم إكمال انسحابها من العراق إلا بعد تصفية ساحته من التدخل والوجود الإيراني السافر وقال إن الولايات المتحدة تعاملت مع إيران على قاعدة quot;عدو عدوي صديقيquot; في مواجهة النظام العراقي السابق ونجحت في ذلك.



قال الأمين العام للهيئة العراقيّة للشيعة الجعفرية رضا الرضا في مقابلة مع quot;إيلافquot; انه في ظل الازمة السياسية في العراق الناتجة من عجز القوى السياسية عن تشكيل الحكومة الجديدة فإن عراقا جديدا يحتاج الى شخصيات تتمتع بالحكمة والاقتدار السياسي وتمتلك تصورات سليمة عن العراق وما يمكن أن يصير اليه مستقبله السياسي والإقتصادي والإجتماعي لتشكيل قيادات واعية ناجحة قادرة على احتضان مكونات الشعب العراقي كلها ليصطف تحت لوائها من اجل إنجاز المهمات الوطنية والقومية وملء الفراغ الأمني والسياسي الذي تعاني منه البلاد.

وكان الرضا قال في القسم الاول من هذه المقابلة امس إن من اول اهداف الهيئة هو تخليص العراق من محاولات حكام إيران بتفريسه وادخال المنطقة في فوضى واضطرابات طائفية لتتمكن من الهيمنة على مقدراتها وتقسيمها الى معسكرين طائفي ومعتدل واشار الى ان الهيئة تختلف مع الأحزاب الإسلامية الشيعية لانها أطراف مذهبية شمولية تخدم الأهداف التوسعية للنظام الإيراني لارتباط قادتها quot;بملالي قم وطهرانquot;.

وهنا ما جاء في القسم الثاني الاخير من المقابلة:

** تتخذون في طروحاتكم وأدبياتكم مواقف عدائية صارمة من إيران مع ان حسن العلاقات مع الجوار أمر مطلوب.. لماذا؟

.. نحن لا نعادي إيران وإنما نعادي النظام الإيراني الذي يقف ضد شعبنا وشعوب المنطقة في كل شيء وإذا عدت الى بياناتنا وأدبياتنا ترى بأننا لا ندين إيران كبلد وإنما ندين ما يرتكبه النظام الإيراني من جرائم ضد شعبنا العراقي وشعوب المنطقة وإن وقوفنا مع منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة خير دليل على وقوفنا مع الشعب الإيراني لأن المجاهدين هم رجال وقادة التغيير وبناء إيران الحديثة.

** ما هو تفسيركم للموقف الأميركي المهادن للنشاط الإيراني الواسع داخل العراقquot; وهل تعتقدون ان إيران ستعمل على ملء الفراغ الامني الذي يخلفه الانسحاب الاميركي من العراق؟

.. تعاملت أميركا مع إيران على قاعدة quot;عدو عدوي صديقيquot; في مواجهة النظام العراقي السابق ونجحت في ذلك نجاحًا كبيرًا بحيث جعلت من عملاء النظام الإيراني دروعًا بشريّة لقواتها وحملت معاولها لهدم مكونات دولة كانت قائمة على ركائز غير ديمقراطية لتبني على أنقاضها دولة حديثة بالمعنى الصحيح. ومن يعتقد أن إيران ستملأ الفراغ الذي سيخلفه الإنسحاب الأميركي في المستقبل القريب فهو واهم. ومن يرى صفحة أميركا سوداء في العراق فعليه أن يرى أيضًا ما تحتويه هذه الصفحة من نقاط بيضاء والتي من الممكن جدًا وبالتنسيق مع القوى الوطنية الحقيقية أن تتوسع مساحاتها يوما بعد آخر حتى تتحول إلى تقدم وتغيير نحو الاحسن كما في اليابان وألمانيا وإيطاليا وفيتنام الشمالية أخيرًا.

إن موقفنا نحن الهيئة العراقية من الولايات المتحدة بالذات إيجابي ونأمل من مكونات شعبنا الوطنية أن تتعامل معها بصفتها دولة محتلة يهمها خلق قيادات جديدة مؤهلة لاستلام السيادة منها والسير بالبلاد نحو الأمن والإستقرار والحرية والديمقراطية والسلام في المنطقة، قيادات لا تشكل خطرًا على مصالحها في الشرق الأوسط الجديد والعالم، مقابل حمايتها لمصالحنا الوطنية والقومية. وهناك للعراق حاجة لما هو أكثر من ذلك وهي خلق وتعزيز صداقة دائمة بين شعبنا والشعب الأميركي ونأمل منها أن تكمل إنسحابها من العراق بعد تصفية ساحته من كل محاور الشر والإرهاب أو بعد تغيير نظام الملالي في إيران. إن الولايات المتحدة بكل تأكيد تنتظر تسليم سيادة العراق لمكونات عراقية وطنية لا تشكل خطرًا على مصالحها الإستراتيجية وقادرة على حمايتها في منطقة الشرق الأوسط الجديد.

** كيف تنظرون لنشاطات الجماعات المسلحة وعملياتها.. وهل تؤيدون طروحاتها حول المقاومة والتحرير؟

.. نحن نريد مقاومة وطنية (لا مقامرة إقليمية غبية كما يرسم خارطتها النظام الإيراني بالتنسيق مع عصابات بن لادن الإرهابية في العراق وفي لبنان من خلال حسن نصر الله). نريدها مقاومة وطنية مغروسة روحها في نفوس أبناء شعبنا العراقي لمجابهة مؤامرات النظام الإيراني قبل أي شيء آخر.

** ما هو موقفكم من الأزمة السياسية الحالية الناتجة من تأخر تشكيل الحكومة العراقية.. من المسؤول عن ذلك؟ وما هو الحل لها؟

.. إن هذه الأزمة لن تنتهي إلا بعد انتهاء الحرب الأهلية كما رسم خارطتها ولي الفقيه في طهران علي خامنئي وسيأمر بإشعالها إذا كلفت القائمة العراقية بتشكيل الحكومة المقبلة لأن تدخل النظام الإيراني في شؤون العراق الهدف الإستراتيجي منه القيام بمهمة تفريس العراق طائفيًا تمهيدًا لافتراسه والقائمة العراقية تقف بالضد من هذه الأهداف الخطرة على مستقبل العراق و دول المنطقة لذلك نرى إن عراقًا جديدًا يحتاج الى شخصيات عراقية معطاءة ذات حكمة واقتدار سياسي تمتلك تصورات سليمة عن العراق وما يمكن أن يصير اليه مستقبله السياسي والإقتصادي والإجتماعي لتشكيل قيادات واعية ناجحة قادرة على احتضان مكونات الشعب العراقي كلها ليصطف تحت لوائها واضعين خطة عمل متكاملة على ضوء متطلبات المرحلة وتصوراتها الإستراتيجية لإنجاز المهمات الوطنية والقومية بصدق وهدوء واتساق بهدف ملء الفراغ الأمني والسياسي الذي تعاني منه البلاد.

** كيف ترون الى الحلول المطلوبة لتحسين الاوضاع السياسية والأمنية والخدمية الحالية في العراق؟

.. لا يمكن البدء بتحسين الأوضاع السياسية والأمنية والخدمية وهناك المزيد من الفساد الإداري ونهب وهدر أموال البلاد، وفي ظل قضاء مسيس وحكومة تابعة لأحزاب مرتبطة بالنظام الإيراني لا يهمها سوى مصالحها وأطماعها الدنيئة.

إن تحسين الاوضاع السياسية والأمنية والخدمية بحاجة الى صرخة عاقلة وحكيمة ضد كل أشكال الفساد في إدارات الدولة.. صرخة ترفض كافة الشعارات الإرهابية وتطهير ساحات البلاد من الرموز الطائفية الممقوتة لتحل محلها أسماء وطنية وعلمية وفنية وتراثية وأن يعيد الشعب النظر بتبعية المتاجرين باسم الدين وإرتباطاتهم بالنظام الإيراني وأن يرفض رفضاً قاطعا قبوله بأن يكون العراق مصدرًا للإرهاب مثل إيران اليوم وكذلك أخذ الحيطة والحذر من إستدراجه لحرب طائفية تحت مسميات قد رسمت إيران أبعادها التوسعية في العراق ولبنان وسوريا اليوم.. ودول الخليج العربي غدًا.