استنادا إلى رسائل نشرت في كتاب جديد، فإنّ أدولف هتلر كان laquo;وحيدا وجبانا ومحل سخريةraquo;.


هتلر (اليمين) مع اثنين من رفاقه في مستشفى عسكري

صلاح أحمد من لندن: تصور رسائل ويوميات نشرت في كتاب جديد أدولف هتلر على أنه كان laquo;وحيدا وجبانا ومحل سخريةraquo;.

وتعود تلك الرسائل واليوميات التي جمعت في كتاب Hitler's First War laquo;حرب هتلر الأولىraquo; لرفاق الزعيم النازي المستقبلي في احتياطي فوج المشاة 16 البافاري الذي كان أفراده ضمن قوات خطوط الجبهة إبان الحرب العالمية الأولى أو laquo;الحرب الكبيرةraquo; كما تسمى.

ويبدد الكتاب الاعتقاد السائد بأن هتلر كان في قلب فوج متماسك بشدة ومضى عدد كبير من أفراده لتشكيل نواة laquo;الحزب الاجتماعي القوميraquo; بزعامته.

ويكشف الدكتور توماس ويبير، المؤرخ المحاضر بجامعة أبردين الاسكتلندية ومؤلف الكتاب أن ماكينة الدعاية النازية ضخممت دور هتلر في الحرب العالمية الأولى.

ويبدد الكتاب أيضا الاعتقاد أن التجربة الوحشية التي تعرض لها هتلر خلال هذه الحرب هي التي أغرقته في الراديكالية وكانت السبب في كراهيته لبقية العالم.

ونقلت صحيفة laquo;ديلي تليغرافraquo; عن الدكتور ويبير قوله: laquo;المفهوم المختلق عن أن هتلر كان جنديا شجاعا وعن الروح الرفاقية في الخنادق كان أمرا لازما لماكينة الدعاية النازية حتى يستطيع الحزب اجتذاب عناصر خارج آيدلوجيته اليمينية المتطرفةraquo;.

ويضيف قوله: laquo;فعل النازيون المستحيل من ترسيخ ذلك المفهوم، لكن الحقيقة هي أن هوة شاسعة كانت تفصل بين هتلر وأغلبية رفاقه الجنود. وما قيل من أنه كان مكلفا المهمة الخطرة المتمثلة في الركض من خندق لآخر لنقل الرسائل، مجرد كذبة كبيرة. فقد كان دوره هو تسليم الرسائل بين المقر العام لفوجه والمقار العامة للأفواج والكتائب الأخرى، وليس للجنود كما ظل يزعم هو نفسه. وتبعا لهذا الوضع فقد كان بعيدا عن خطوط القتال الأمامية بما بين ثلاثة وخمسة كيلومتراتraquo;.

وحدت وظيفة هتلر تلك بأحد الجنود لوصفه بكلمة ettapenschwein الألمانية التي تعني laquo;خنزير المنطقة الخلفيةraquo;.

ويقول الدكتور ويبير إنه حصل على وسام الصليب الحديدي بناء على توصيات الضباط الذين كانوا يعرفونه وليس بسبب أعماله البطوليةraquo;.

ويكشف الكتاب أن ما نسبته 2 في المائة فقط من عدد أفراد فوجه كانوا قد انضموا للحزب النازي بحلول العام 1933، وأن معاداة السامية كانت غائبة الى حد كبير وسطهم. ويقول المؤلف إن الزعيم النازي حضر تجمعا واحدا فقط لقدامى الجنود من فوجه بعد الحرب ولم يحتف به أحد.