ما زال موضوع العثور على أكثر من 600 قطعة اثرية في مكتب رئيس الوزراء العراقي، المنتهية ولايته،نورالمالكي، يتصدر عناوين الصحف، ورغم التوضيحات من مكتب وزير الثقافة العراقية ورئيس هيئة الآثار والتراث إلا ان الغموض ما زال يخيم على هذه القضية التي تحاول لجنة تحقيق خاصة فك طلاسمها.
وكانت معظم هذه القطع ضمن نحو 15 ألف قطعة أثرية نهبت في خضم الفوضى التي أعقبت الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 للاطاحة بالرئيس الراحل صدام حسين. وقال مسؤولون ان 638 قطعة أعيدت وسلمت الى مكتب رئيس الوزراء ثم فقدت مرة أخرى سريعا.
وكشفت السفارةُ العراقيةُ في واشنطن في وقت سابق إن الآثارَ المفقودةَ والبالغِ عددُها ستَمئةٍ وثلاثاً وثلاثين قطعةً أُرسلت نهايةَ عامِ الفين وثمانية عَبرَ الجانبِ الأميركي إلى العراق. وسُلمت فيما بعدُ إلى مكتبِ رئيسِ الوزراءِ نوري المالكي، مشيرةً إلى أن الهدفَ من إثارةِ الموضوعِ هو تحديدُ مكانِ هذه الآثارِ وتسليمُها إلى المتحفِ الوطني.
بيانٌ للسفارةِ العراقيةِ ذكر أن هذه القطعَ سُلمت الى قائدِ القواتِ الأميركيةِ السابق ديفيد بترايوس في كانونَ الأول من نفسِ العامِ بهدفِ نقلِها بواسطةِ طائرتِه العسكريةِ إلى العراق، مؤكدةً ان الآثارَ تم تسليمُها الى المكتبِ وتم إبلاغُ وزارةِ الخارجيةِ بمتابعةِ الموضوع.
وقال قحطان الجبوري وزير السياحة والآثار العراقي انه تم العثور على هذه القطع الاثرية في أحد المخازن بمكتب رئيس الوزراء مع بعض أدوات المطبخ. وأضاف انه عند فتح الصناديق تم العثور عليها.
وقال الوزير قحطان الجبوري في مؤتمر صحافي عقده امس ان السفارة العراقية في واشنطن ارسلت القطع الى العراق ضمن المواد المقدمة للجيش الاميركي، مما دفع بالحكومة العراقية إلى تسلم الصناديق من القوات الاميركية ووضعها في المخازن الخاصة بمبنى مجلس الوزراء، لافتاً الى ان الصناديق التي كانت تحوي هذه الآثار كانت فيها أيضاً ادوات واغراض مطبخية بحيث لا يعلم بها القائمون على خزنها.
وبين ان المباحثات لا تزال جارية مع الولايات المتحدة الاميركية وغيرها من الدول لاستعادة الآثار العراقية الموجودة في دول الخارج، مشيراً الى ان الوزارة وعن طريق السفارات اتفقت مع الدول ان يتم ارسال اية قطعة يتم ايجادها في اية دولة الى العراق.
وأوضح الجبوري ان الملاكات العاملة في المتحف العراقي قد وصلت الى مرحلة خزن الآثار ضمن خطتها لتأهيل هذا الصرح لافتاً الى ان عدد الآثار التي اعيدت الى العراق بلغ لحد الان 37 الف قطعة.
وقال قيس حسين، رئيس هيئة الآثار والتراث، ورئيس اللجنة الوزارية التي تشكلت للتحقيق في فقدان هذه القطع، لـlaquo;الشرق الأوسطraquo; أمس، إن laquo;لجنة تحقيقية قد تشكلت بأمر من رئيس الوزراء من داخل مكتبه، للتحقيق في مصير تلك القطع، مع لجنة وزارية برئاسة هيئة الآثار والتراث، وقد دام العمل في هذه اللجنة يومين كاملين وقد تم تفتيش جميع مخازن مكتب رئيس الوزراء، وتم العثور عليها دون أن يلمسها أحدraquo;.
وأوضح حسين أن التحقيق كشف أن اختفاء الآثار جاء بسبب laquo;خطأ نتج عن أن القوات الأميركية سلمت تلك القطع لمكتب رئاسة الوزراء، دون الإشارة إلى كونها آثارا، وقد وضعت في المخازن دون معرفة تفاصيلهاraquo;،
وفقد العراق الذي يعتبره بعض المؤرخين مهد الحضارة جزءا من تراثه الوطني بسبب النهب واسع النطاق الذي أصبح رمزا قويا لانهيار النظام في أعقاب الغزو عام 2003
التعليقات