كشف مصدر عراقي أنَّ المالكي يتَّجه لسحب ترشيحهلرئاسة الحكومة مقابل تنحي عبدالمهدي.
بغداد: كشف مصدر مقرب من مفاوضات تشكيل الحكومة، ان الامور تتجه بين الاطراف الشيعية الى سحب ترشيح كل من نوري المالكي وعادل عبد المهدي لرئاسة الوزارة في وقت واحد، وتقديم بديلين عنهما كمرشحي تسوية، معتبرا ان هناك فرصة لنجاح هذا السيناريو بسبب انقسامات راحت quot;تتصاعدquot; داخل حزب الدعوة وائتلاف دولة القانون. وتتزامن هذه المعلومات مع تصريح المالكي بعد لقاء مع المرجع الكبير علي السيستاني امس، بأنه quot;مرشح قائمته الانتخابية الوحيد لرئاسة الحكومةquot;.
وتحدث المصدر المطلع الى quot;العالمquot; قائلا ان فترة الركود والفتور بين ائتلاف دولة القانون والائتلاف الوطني quot;تحركت اخيرا حيث تكثفت الاتصالات بين المفاوضين من الطرفين عبر مبادرة من المجلس الاعلى، الذي اقترح سحب ترشيح نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي مقابل سحب ترشيح المالكي لرئاسة الوزراءquot;.
ولم يعلق المصدر على مدى امكانية قبول هذا السيناريو من حزب الدعوة حاليا مع تمسك المالكي بفكرة الترشيح، لكنه توقع ان يضطر ائتلاف دولة القانون لتقديم مرشح بديل للمالكي خلال الفترة المقبلة quot;مقابل مرشح بديل لعبد المهدي يطرحه الائتلاف الوطنيquot;.
وتابع quot;ان ما يساعد على نجاح هذا السيناريو هو مشاكل عديدة بدأت تتصاعد داخل كتلة المالكيquot;. ويتحدث المصدر عن quot;زيارة غير معلنة قام بها القيادي في حزب الدعوة علي الاديب الى المرجع السيستاني في النجف، الغرض منها طلب دعمه لفكرة ترشيحه بديلا عن المالكيquot;. وقال ان الاديب quot;ساخط جدا على المالكي بسبب تمسكه بالترشح رغم المعارضة الواسعة من الاطراف الاخرى لذلك، حيث يعتقد الاديب ان موقف رئيس الوزراء قد يؤدي الى خسارة حزب الدعوة للحكومة نهائياquot;.
ولا يتوقف الامر عند quot;خط الاديب في حزب الدعوةquot; بل ان المشكلة بدأت تبرز مع تيار المستقلين الذي يفكر بقوة بطرح اسماء من قبيل وزير النفط حسين الشهرستاني ووزير الدولة لشؤون البرلمان صفاء الدين الصافي كمرشحي تسوية حسب المصدر نفسه. ويضيف ان كتلة مستقلون داخل دولة القانون quot;على خلاف مع اكثر من شخصية بين فريق المالكي، وعلى رأسهم خالد العطية بشأن العديد من القضايا، ما اضعف نسبيا الموقف التفاوضي لكتلة المالكيquot;.
ويقول ان الخلافات الداخلية بلغت quot;حد الفوضى التي لا تزال خارج السيطرة، فسامي العسكري الذي يعتمد عليه المالكي كثيرا في التنسيق مع بعض الاطراف، خاض مؤخرا مواجهة مع طارق نجم مدير مكتب المالكي، ما عكر الاجواء الداخلية وتسبب في تلكؤ الكثير من المبادرات والاتصالاتquot;.
ويقول المصدر ان مدير المكتب طارق نجم quot;يستأثر بالقضايا الكبيرة ولا يسمح لأحد بالتصرف بمفرده في اطارها، ما يثير سخط العديد من الاشخاص المؤثرين في كتلة دولة القانون، دون ان يتمكن المالكي من تسوية تلك الخلافاتquot;.
وكان قد اكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي امس ان ائتلاف quot;دولة القانونquot; لا يزال متمسكاً به كمرشح وحيد لرئاسة الحكومة المقبلة، فيما وصف قياديون في المجلس الأعلى الإسلامي والتيار الصدري تصريحات المالكي بأنها سابقة لأوانها.
وأكد رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي انه quot;المرشح الوحيد لرئاسة الحكومة المقبلة وأنه لا يتنازل عن حقه الذي كفله له الدستور العراقيquot;. وقال، خلال مؤتمر صحافي اعقب لقاءه المرجع الشيعي علي السيستاني ان quot;الائتلافين (دولة القانون والوطني العراقي) هما المعنيان بتشكيل الحكومة المقبلة بحسب الدستورquot; موضحاً انه quot;ليس لدولة القانون مرشح تسوية سوى المالكي نفسهquot;.
التعليقات