عشية استجواب مجلس النواب له ولقياداته الامنية غدا فقد اعلن في بغداد الليلة ان رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة العراقية نوري المالكي قد اقال قائد عمليات بغداد الفريق الركن عبود قنبر وعين بدلا عنه بهذا المنصب الفريق الركن احمد هاشم عودة معاون رئيس اركان الجيش كما عين قائد الشرطة الفريق الركن جاسم محمد العوادي نائبا للعودة.

لندن: عين رئيس الوزراء نوري المالكي قنبر بمنصب منصب معاون رئيس اركان الجيش بدلا من الفريق عودة بحسب ماذكرت فضائية quot;العراقيةquot; الحكومية. وكان قنبر تولى منصبه اوائل عام 2007 من اجل مواجهة المسلحين الذين كانوا يسيطرون على مناطق متفرقة من بغداد. وجاء ت اقالة الفريق قنبر بعد يوم واحد منسلسلة تفجيرات ضربت العاصمة بغداد وادت الى مصرع واصابة حوالي 600 عراقيا. كما عين المالكي الفريق الركن حسين جاسم محمد العوادي بمنصب نائب قائد عمليات بغداد اضافة الى واجباته كقائد للشرطة الاتحادية.

وكانت نواب طالبوا امس بالتحقيق مع القيادات الامنية لما وصفوه بالتقصير في تجنب الانفجارات الدامية المتكررة التي تشهدها بغداد وقرروا استجواب المالكي ووزرائه الامنيين غدا الخميس.

وكان المالكي اكد في وقت سابق اليوم ان التفجيرات التي شهدتها بغداد ستدفع الى تغييرات في القيادات الامنية ودعا الرئاسة الى التصديق على احكام الاعدام بحق المدانين من اركان النظام السابق ووجه نداء الى القوى السياسية بالوحدة وعدم المتاجرة بدماء العراقيين وناشد دول الجوار الى دعم واسناد العراق في مواجهة الارهابيين وتضييق الخناق عليهم quot;اين ماكانوا واين ما اختبأواquot;.

وقال المالكي اليوم في كلمة متلفزة موجهة الى العراقيين بعد يوم من تفجيرات ضربت بغداد وادت الى مصرع واصابة اكثر من 600 عراقي ان هذه الاعمال الارهابية استهدفت العراقيين من دون تفريق لانتماءاتهم القومية او الطائفية وضربت اماكن عبادتهم سواء كانت اسلامية او مسيحية مع مقرات لمؤسسات الدولة quot;من اجل اشاعة الطائفية البغيضة وزعزعة ثقة الشعب بحكومتهquot;. واشار الى ان منفذي هذه الاعمال حاقدون على كل ما ينجزه الشعب العراقي بعد ان حققت هذه الثقة التصدي الى اعداء البلاد الداخليين والخارجيين وانتجت منجزات على طريق التقدم والديمقراطية.

وحذر المالكي العراقيين وقواهم السياسية من الفرقة ودعا الى quot;مزيد من التلاحم والوحدة لمواجهة التحدي الكبير المدعوم خارجيا ويتمتع بخبرات واساليب متقدمة في الاعمال الارهابية هادفا لاعادة البلاد الى عهدها السابق في التهميش والالغاء والطائفيةquot;.

ووجه نداء الى من اسماهم بالشركاء في العملية السياسية بان لايجعلوا من فواجع الشعب العراقي التي يمر بها حاليا او في المستقبل مجالا للفرقة والتنابز وانما للوحدة وعدم المزايدة والمتاجرة بدماء العراقيين و تناسي الخلافات وشدد بالقول quot;ان هيكل العراق اذا ما سقط فأنه سيحطم كل الرؤوس من دون تفريقquot;. واضاف quot;ان عدونا مدعوم بخبرات شريرة وباخلاقيات ساقطة وهو يطور من اساليبه وعلينا ايضا تطوير اساليب مواجهتنا لجرائمهquot;.


واشار الى انه يتم الان تحميل المقصرين من القيادات الامنية مسؤولياتهم حيث ستجري تغييرات في هذه القيادات وتطوير لخطط مواجهة الارهابquot;. وشدد على ضرورة مشاركة جميع العراقيين في مواجهة الارهابيين من خلال حشد طاقات الاحزاب والعشائر ورجال الدين ومنظمات المجتمع المدني ودعمهم للاجهزة الامنية بالمعلومة والدلالة والملاحقة quot;للاشرارquot;.

واكد ضرورة اتخاذ الاجراءات الرادعة ضد مرتكبي التفجيرات ودعا مجلس القضاء الاعلى الى المصادقة على الاحكام الصادرة بحق المدانين بالاعمال الارهابية كما طالب الرئاسة العراقية بالتصديق على تنفيذ احكام الاعدام بالمدانين من اركان النظام السابق.

وناشد المالكي المجتمع الدولي ودول الجوار التي دانت التفجيرات الى تحويل هذه الادانات الى مواقف عملية حقيقية من خلال دعم واسناد العراق في مواجهة الارهابيين وتضييق الخناق عليهم quot;اين ماكانوا واين ما اختبأواquot; ومحاسبتهم وفق قوانين الجرائم ضد الانسانية وقال ان اثار هذه الجرائم ليست موجهة ضد العراقيين وحدهم وانما ضد المجتمع الدولي برمته.

ومن المنتظر ان يمثل المالكي ووزرائه وقياداته الامنيين غدا الخميس امام مجلس النواب لمساءلتهم عن اسباب الخروقات الامنية التي ادت الى ثلاث تفجيرات كبيرة دامية شهدتها بغداد خلال الاشهر الستة الاخيرة وادت الى مصرع واصابة حوالي ثلاثة الاف مواطن عراقي.