أكدت بريطانيا أن شخصًا كان حاضرًا لدى وفاة عميل جهاز الاستخبارات الخارجية غاريث وليامز.

صلاح أحمد من لندن: وسط الغموض الذي يلف وفاة عميل جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني MI6 laquo;إم آي 6raquo;، غاريث وليامز، قالت سكوتلانديارد السبت إن شخصًا على الأقل كان حاضرًا وقت حدوثها.

يذكر أن الشرطة عثرت على جثة العميل (31 عامًا) عارية داخل حقيبة رياضية بلاستيكية بيدين مقيدتين في حمام شقته في حي بيمليكو في قلب لندن الشهر الماضي، وأقرت بأن ظروف وفاته laquo;لغز كبيرraquo;. ولم تستبعد مقتله أو انتحاره أو وفاته في laquo;مغامرة جنسيةraquo; خرجت عن سيطرته.

لكن الشرطة تقول الآن إنها على قناعة بأن شخصا آخر هو الذي قيد قيد يديه. وقالت أيضًا إنه كان على قيد الحياة عندما أدخل نفسه - أو حُشر - في الحقيبة البلاستيكية حيث مات مختنقًا. وعلى عكس ما كان يُعتقد أولاً من أنه مات طعنًا بآلة حادة، أكدت الشرطة أن جثته كانت خالية من أي جراح. وقد عزز هذا الأمر فرضية أنه مات ضحية مغامرة جنسية خرجت عن السيطرة.

وتكثّف الشرطة السبت البحث حاليًا عن على شاب وشابة وصفت ملامحهما بأنها laquo;شرق أوسطيةraquo; وبأنهما في العشرينات من العمر عُلم أنهما التقيا بوليامز في وقت ما في الأسابيع السابقة لوفاته. وقالت الشرطة إن هذين الشابين طرقا باب شقة العميل ذات ليلة لم تحددها لكنها كانت في الآونة الأخيرة قبل الوفاة. وأضافت إن شخصًا فتح لهما البوابة العامة للمبنى الذي يضم الشقة. ولا يعلم ما إن كان هذان الشرق أوسطيان قد دخلا الشقة فعلاً أو ما إن التقيا بوليامز في تلك اللية أو في أي وقت آخر.

يذكر أن وليامز ووري الثرى في مقابر الأسرة بويلز يوم الجمعة بحضور مدير إم آي 6 السير جون سوارز. وكانت الأسرة قد طالبت في وقت ما باسترداد جثته من الشرطة لإجراء تشريح مستقل عليها، قائلة إنها ضاقت ذرعاً بعجز سكوتلانديارد عن إلقاء الضوء على ظروف وفاته.

وتحمل وفاة وليامز في طياتها عددًا من الألغاز. فرغم عمله المرتبط بالتجسس، استبعدت الشرطة في وقت ما أن يكون ضحية عمل إرهابي، وترجح أن تكون وفاته قد أتت في إطار حياته الشخصية، رغم أنها لا تستبعد جريمة قتل. كما إنها أقرت بأن رجالها عثروا في شقته على عدد من الهواتف النقالة وبطاقات تشفيرها مرصوصة بشكل laquo;طقوسيraquo; يدل على أن ثمة رسالة مخبأة، لكنها غير معروفة حتى الآن. ويُعتقد أن هذا قادها لاستبعاد فرضية أنه انتحر وهو منفرد في شقته.

تجدر الإشارة أيضًا إلى أن الشرطة لم تستبعد أن يكون وليامز قد سُمم بمخدر نادر أو بالإشعاع على غرار ما حدث للعميل الروسي السابق المنشق إلى بريطانيا، الكسندر ليتفنينكو، في نوفمبر/تشرين الثاني 2006. وكانت فحوصات السُمّيات الأولية التي أجريت على جثة وليامز قد أكدت خلوها من أي آثار للكحول و/أو المخدرات. لكن تلك الفحوص لم تنظر وقتها في احتمال تسممه بالإشعاع.

وثارت تكهنات كذلك بأن وفاته مرتبطة على نحو ما بأنه كان مثليًا، وقالت أخرى إنه كان يعاني مشاكل مالية حادة، لكن هاتين الفرضيتين لا تجدا الدليل الذي يعزز أيًا منهما.