بوغوتا:يقول خبراء ان مقتل الزعيم العسكري للمتمردين في كولومبيا شكل الضربة الاشد لحركة التمرد قد يؤدي الى تفككها وانهيارها ما يفتح الباب امام حوار من اجل السلام في هذا البلد.

وتؤكد وزارة الدفاع الكولومبية ان الزعيم العسكري لميليشيا القوات المسلحة الثورية (فارك) في كولومبيا خورخي بريثينو، الملقب بمونو خوخوي، كان الزعيم العسكري بلا منازع للجبهة الاقوى فيها الجبهة الشرقية، وعضو مكتبها السياسي منذ بداية تسعينات القرن الماضي.

وقال ارييل افيلا المتخصص في هذا النزاع في معهد كوربوريشن نيوفو اركو اريس، quot;انها بالتأكيد الضربة الاشدquot; التي تلقاها التمرد.

واضاف quot;ان مقتله قد يعني تشرذم هيكليات حركة التمرد. انها ضربة لمعنويات قواتها التي كانت محل تقدير كبير، ولكن ايضا ضربة عسكرية واقتصادية لان الجبهة الشرقية التي كان يديرها كانت الجبهة التي تملك اموالا اكثرquot;.

وقتل بريثينو (57 عاما) في عملية قامت بها مختلف جيوش القوات العسكرية الكولومبية بداية من الاربعاء الساعة 01,00 (06,00 تغ)، بحسب وزارة الدفاع التي اعلنت مقتله صباح الخميس.

وعلاوة على بريثينو قتل في الهجوم 20 عنصرا متمردا.

واوضح الخبير الفريدو رانجيل الخميس لوكالة فرانس برس ان quot;مقتل بريثينو يعادل في اهميته مقتل راوول رييس في المجالين السياسي والاقتصاديquot; في اشارة الى مقتل الرجل الذي كان يعتبر المسؤول الثاني في فارك في آذار/مارس 2008، في عملية قصف.

واكد ان quot;الفارك صاروا يتامى سياسيا وايضا عسكرياquot;.

وقتل رييس في قصف استهدف معسكرا لفارك في الاكوادور. وبعد اسابيع من ذلك فقدت حركة التمرد زعيمها التاريخي مانويل مارولاندا الذي توفي اثر مرضه. واغتيل عضو ثالث في المكتب السياسي ايفان ريوس، بيد مساعده في المعسكر.

وبعد رحيل هؤلاء القادة وتمكن الجيش الكولومبي من تحرير رهائنهم المهمين وبينهم الفرنسية الكولومبية انغريد بيتانكور في الثاني من تموز/يوليو، مرت فارك التي يقدر عدد مقاتليها حاليا بثمانية آلاف مقاتل، باسوأ لحظات تاريخها منذ تأسيسها في 1964.

بيد انها تمكنت من اعادة تنظيم صفوفها وغيرت تكتيكها. ففي 2009 قتلت فارك او اصابت 2318 عسكريا مقابل 2066 في 2002، بحسب معهد كوربوريشن نيوفو.

غير انه سيكون من الصعب تجاوز مقتل بريثينو بالنسبة لفارك quot;التي فقدت في السنوات الاخيرة بوصلتها الايديولوجية واضحت تنظيما عسكرياquot; بحسب المحلل السياسي الكولومبي فرناندو جيرالدو.

واوضح هذا الاخير quot;بريثينو كان مخططا عسكريا كبيرا (..) وحتى في حال استبداله فان من سيخلفونه لن يتمكنوا من بلوغ مستواهquot;.

فقد كان quot;راديكاليا متطرفاquot; وهو ما قد يسهل في المقابل، فتح حوار مع التمرد خصوصا وان قائد فارك الفونسو كانو معروف بانه اكثر مرونة، بحسب المحلل ذاته.

وقال جيرالدو ان مقتله في كل الاحوال quot;يعزز موقع (الرئيس الكولومبي) سانتوس امام الراي العامquot; وذلك بعد موجة الهجمات التي نسبت لحركة التمرد منذ بداية شهر ايلول/سبتمبر الذي شهد مقتل 43 جنديا وشرطيا على الاقل (90 بحسب فارك).