تكتسب الزيارة الأولى التي يقوم يها رئيس الوزراء الأردني سمير الرفاعي غداً إلى بغداد العاصمة العراقية، أهمية في كسر حاجز الجمود الذي شاب العلاقة بين البلدين خلال الفترة الماضية.
عمان: يلتقي رئيس الوزراء الأردني سمير الرفاعي والوفد الوزاري المرافق، خلال الزيارة التي يقوم بها إلى بغداد، رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وذلك لبحث ملفات إقتصادية وسياسية وأمنية تخدم مصلحة البلدين.
أردنياً، ترى الأوساط السياسية أن زيارة الرئيس الرفاعي تأتي متأخرة خصوصاً أن الأردن يعيش ظروفاً إقتصادية صعبة، قد يساهم العراق في تخفيف أزمته الإقتصادية عبر تزويده أكثر بالنفظ وبأسعار تفضيلية. ناهيك عن زيادة حجم التبادل التجاري، وجذب المزيد من الاستثمارات العراقية.
كشفت أرقام وزارة الصناعة والتجارة الأردنية أنه خلال العشرة أشهر في العام 2010 وصلت الصادرات إلى العراق إلى حوالي 529 مليون ديناراً، في حين بلغت المستوردات 110 مليون ديناراً، ووصل حجم الإستثمارات المستفيدة من الإتفاقيات الإقتصادية إلى نحو 385 مليون ديناراً موزعة على القطاعات المختلفة كالقطاع العقاري، والأسواق المالية وغيرها.
ووسط غياب معلومات عن النفط العراقي أكدت مصادر حكومية لـquot;ايلاف quot;أن العراق يمنح الأردن يومياً 30 ألف برميل نفط بأسعار تقل عن السعر العالمي بثماني دولارت، لكنه يحتاج إلى تكاليف نقل، أي أن المسألة غير مجدية لا سيما أن احتياجات المملكة يوميا 130 ألف برميل يومياً.
غير أن تلك المصادر لم تبدِ تفاؤلاً من زيارة الرئيس الرفاعي، خصوصا أن الجمود السياسي يشوب العلاقة بين الطرفين.
الحباشنة: تشابك إيجابي
لكن وزير الداخلية السابق سمير الحباشنة يعتقد انه quot;منذ ما يزيد عن ثلاثين عاماً نمت علاقات الأردن مع العراق إلى حد التشابك الإيجابي وعلى كل الصعد السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية وحتى النفسية، ذلك أن المزاج العام للعراقيين والأردنيين يكاد يتشابهquot;.
ويقول الحباشنة لـquot;ايلافquot; عن خصوصية هذه العلاقة أنها quot;كانت السبب الذي يدفع بالعراقيين الذين خرجوا من بلدهم قسراً ولأسباب متعددة لاختيار الأردن للإقامة والإستثمار والعيش فيهquot;.
وانتقد الحباشة الحكومات الاردنية السابقة التي لم تعطٍ وكانت قاصرة على العلاقة الاردنية العراقية في المجال الاقتصادي والسياسي ، وغاب عنه اهمية اتلعراق للمصالح الاستراتيجية الاردنية .
ويؤكد الحباشنة أن علاقة الأردن في الجانب الإقتصادي مع العراق كانت كبيرة وتمثلت في تشغيل ميناء العقبة، إلى جانب قيام صناعات كبرى في الأردن لغايات التصدير للعراق.
وتابع quot;كان الفائض من الإنتاج الزراعي يذهب للعراق أيضا بل أن عشرات الآلاف من الأردنيين والعراقيين كانوا يقطعون الحدود يومياً من وإلى الأردن بقصد التجارة والعلاج والتعليم وغيرها من النشاطات التي قربتنا إلى بعضنا البعض حتى أضحى الحديث عن المصير الواحد والمستقبل الواحد هو حقيقة وليس شعارا.ًquot;
ويأمل الحباشنة أن لا تكون زيارة الرئيس الرفاعي عرضية بل تعاوناً مع الحكومة العراقية التي تمثل أطياف المعادلة العراقية كافة، وأن يكون نهج الحكومة الأردنية مع العراق بصلات وطيدة وعامل جمع بين أطراف المعادلة العراقية وعدم التخلي عن دورها كلاعب أساسي في المحافظة على وحدة الفرقاء العراقيين.
وفي ملف العلاقات الإقتصادية يشير الحباشنة أنه quot;بالنظر إلى العلاقات الاقتصادية بين العراق ودول الجوار نرى أن حجم التبادل التجاري المسجل بين العراق وتركيا يزيد عن العشرة مليارات، ونفس الرقم تقريباً مع إيران مقارنة بمبلغ لا يزيد عن المليار دولار هو التبادل التجاري بين الأردن والعراقquot;.
ويتساءل الحباشنة عن سبب اضمحلال العلاقات الاقتصادية مع العراق quot;وما هي الاسباب التي تدفع بالمستثمرين العراقيين ترك الأردنquot;.
في المحصلة، يؤكد الحباشنة أن مصلحة الأردن الاستراتيجية وبالذات على الصعيد الاقتصادي تكمن في اواصر متينة مع العراق خصوصا وان العراق ينحو سريعا نحو الاستقرار والبدء باعادة الاعمار والبناءquot;.
التعليقات