تنشط الديبلوماسية التركيّة تجاه الدول العربيّة، في الوقت الذي يتعثر ترشيح انقرة لعضوية الاتحاد الاوروبي رغم كونها شريكا تقليديا لاوروبا في الحلف الاطلسي.


اسطنبول: يواصل الاسلاميون المحافظون الحاكمون في تركيا بشكل نشط خطواتهم السياسية والاقتصادية باتجاه العالم العربي بينما يتعثر ترشيح انقرة لعضوية الاتحاد الاوروبي بشكل متزايد رغم كونها شريكا تقليديا لاوروبا في الحلف الاطلسي.

ونشطت الدبلوماسية التركية تجاه العرب التي ينعتها البعض بquot;النزعة العثمانية الجديدةquot; على عدة جبهات هذا الاسبوع.

ففيما كان رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان يزور الكويت وقطر، توجه الرئيس عبدالله غول الى اليمن.

والخميس وصل رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الى انقرة طالبا دعم اردوغان في البحث عن حل للازمة السياسية الخطيرة في بلاده، ما يعزز موقع انقرة ويؤكد على ادعاءاتها المعلنة بانها باتت لاعبا لا يمكن الالتفاف عليه في الشرق الاوسط.

ويركز غول في تحركاته ونشاطاته على التاريخ والثقافة وصولا حتى الى الدين.

فقد كرم في اليمن ذكرى عشرات الاف الجنود العثمانيين الذين سقطوا في الحرب العالمية الاولى. وكتب ابراهيم كالين في صحيفة quot;تودايز زمانquot; الموالية للحكومة quot;لم نفاجأ برؤيته يبكي هو وحاشيته في شوارع اليمنquot;.

وزار غول في صنعاء ايضا مدرسة لجماعة الداعية التركي فتح الله كولن وشكر السلطات المحلية لانها اذنت بهذا المعهد.

ويقوم غول بانتظام خلال رحلاته الى الخارج بتدشين هذه المدارس الدينية التي اقيمت بمبادرة من كولن الذي يرئس جماعة دينية قوية يتهمها العلمانيون الاتراك بالتواطؤ مع السلطة.

كما اتفق غول مع القادة اليمنيين على الغاء تاشيرات الدخول بين البلدين وفق سياسة تطبقها تركيا مع ليبيا وسوريا والاردن ولبنان.

وكانت انقرة وعمان وبيروت قررت العام الماضي انشاء quot;منطقة تنقل حر للبضائع والاشخاصquot;، وشددت انقرة على ان ذلك ليس بديلا عن انضمامها الى الاتحاد الاوروبي.

وما زال الترشيح التركي لعضوية الاتحاد الاوروبي الذي يحتل نصف حجم مبادلات تركيا التجارية يراوح مكانه بسبب القضية القبرصية ومعارضة المانيا وفرنسا لانضمام تركي كامل.

وفيما كان غول في اليمن، زار اردوغان الخليج يرافقه quot;اضخم وفد من رجال الاعمالquot; تم جمعه خارج البلاد حتى الان، بحسب ما كتب ابراهيم كالين مشيرا الى ان رجال الاعمال هؤلاء عقدوا في الكويت وحدها quot;الفي اجتماع عملquot;.

واوضح سميح ايديز من صحيفة ملييت ان مصلحة تركيا مزدوحة في العالم العربي فهي quot;بحاجة الى الاستثمار وتصدير منتجاتها المصنعة كما انها بحاجة لاستيراد الطاقةquot; التي تنقصها الى حد بعيد.

وشهدت المبادلات التحارية بين تركيا ودول مجلس التعاون الخليجي زيادة هائلة اذ ارتفعت من 1,5 مليار دولار (1,2 مليار يورو) عام 1999 الى 17,5 مليار دولار (13,5 مليار يورو) عام 2008.

وعلى الصعيد السياسي، تشهد زيارة الحريري لانقرة على الدور المتزايد الذي تلعبه تركيا اذ باتت اليوم تقيم علاقات وثيقة مع سوريا وايران، وكلاهما طرف اساسي على الساحة اللبنانية.

وبعد تفجر غضبه على اسرائيل اثر الهجوم العسكري على غزة في كانون الاول/ديسمبر 2008، بات اردوغان بمثابة بطل للقضية الفلسطينية التي يرى ان العرب لا يقدمون لها الدعم سوى بشكل ضعيف.

وما عزز هذه الصورة الجديدة لاردوغان التدهور الجديد الذي طرأ على علاقات تركيا واسرائيل في نهاية ايار/مايو بعد الهجوم الاسرائيلي الدامي على سفينة افي مرمرة اثناء مشاركتها في قافلة انسانية كانت تحاول كسر الحصار المفروض على قطاع غزة، وقد ادى الى مقتل تسعة ناشطين اتراك.