لهيب تونس يسقط الدكتاتور الصغير

فيما اعتبر مجلس النواب العراقي إسقاط الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي مقدمة لسقوط quot;دكتاتورياتquot; أخرى في المنطقة فقد استبعد عراقيون تحدثت معهم quot;إيلافquot; بداخل البلاد وخارجها تكرار تجربة تونس في بلدهم على المستوى المنظور على الأقل وأكدوا أنهم لا يتمنون عودته الى الفوضى وانعدام الأمن بعد سبع سنوات بدأ يستعيد فيها عافيته لكنهم شددوا على ضرورة توجه الحكومة نحو اجراءات جدية وسريعة لمحاربة الفساد المالي والرشوة والمحسوبية ومعالجة مشكلتي البطالة والفقر وأنجاز مهمة تحقيق الأمن بشكل تام.


لمتابعة أخر أخبار تونس أنقر على الصورة
الانفلات الأمني بتونس ذكر العراق بفوضى سقوط بغداد

في أول موقف رسمي عراقي من الاحداث في تونس قال مجلس النواب إن إزاحة quot;دكتاتور تونسquot; زين العابدين بن علي هو مقدمة لاسقاط quot;دكتاتورياتquot; أخرى في المنطقة. وأضاف المجلس في بيان تلي في جلسته المنعقدة في بغداد اليوم quot; تحية اجلال واكبار للشعب التونسي الشقيق المجاهد الذي اطاح بالطاغوت بن علي بأقل الخسائر وبسرعة فائقةquot;.

وأشار إلى quot;أن الشعب العراقي الذي أسقط نظام صدام الدكتاتوري يتابع مايحدث في تونس بعد ان تهاوى عرش الدكتاتور فيها على يد الشعب التونسي الابي.. وغدا لاندري اي شعب سيثور ليسقط طاغوتا اخرquot;. وحذر من ان ما حدث في تونس درس لكل حاكم مستبد.. فالشعوب الباحثة عن الحرية والتعددية والكرامة لن تسكت عنهمquot;. وقال في الختام quot; كل الاحترام لكم ياشعب تونس من كل عراقي عاش الظلم والطغيانquot;.

السفير الأميركي لا يتوقع تكرار أحداث تونس في العراق

وعلى الصعيد نفسه قال السفير الأميركي في العراق جيمس جيفري في مؤتمر صحافي في بغداد عن موقف الولايات المتحدة فيما اذا وقع في العراق ما حصل لتونس quot;اننا نأسف لخسارة الحياة في تونس.. لكن العراق يختلف عن تونس لانه بلد ديمقراطي يعمل ضمن سيادة القانون برغم المشاكل.. والعراق كبلد وشعب يفتخر بنفسه رغم العنف والاغتيالات التي تحصلquot;.

ومن جانبه أشار وزير الدولة الناطق الرسمي بأسم الحكومة العراقية علي الدباغ إلى أنّ ما يحدث في تونس مسألة داخلية تخص الشعب التونسي والعراق لا يتدخل في شؤون الدول الاخرى ويحترم خيار الشعوب في المنطقة.

أنصار بن علي مسؤولون عن الفوضى الحالية في تونس

وقال المحلل السياسي الاعلامي سبف الدين الدوري ان ماحدث في تونس يعتبر مفخرة ليس للشعب التونسي فقط بل وللشعب العربي عموما فقد كسر التونسيون حاجز الخوف الذي ظلوا قابعين خلفه 23 عاما في ظل حكم بوليسي دكتاتوري. وأوضح ان زين العابدين بن علي تسلط على السلطة من كونه مديرا للأمن العام فوزيرا للداخلية فرئيسا للوزراء فرئيسا للجمهورية وظل طيلة العقدين الماضيين يحكم الشعب التونسي بعقلية رجل الأمن فكمم الافواه واغلق الحدود واصبح هو موزع الارزاق يمنحها لمن يشاء ويمنعها عمن يشاء.

وقال quot;ان ما حدث في تونس يذكرنا بما حدث في العراق خلال الحرب الأميركية عام 2003 والذين خططوا منذ الوهلة الاولى لاشاعة الفوضى من خلال حل الجيش لكن ما يجري في تونس من نزول الجيش الى الشوارع لوقف الفوضى هو انتصار لمصلحة الوطن وكيان الدولة وأمن المواطنينquot;.

وحول الحرائق التي اندلعت في بعض السجون التونسية فقد أكد المحلل الدوري بانها من فعل عملاء بن علي المسؤولين عن السجون حتى لا تنكشف فضائح التعذيب التي كانوا يمارسونها ضد المعتقلين وخاصة اصحاب الرأي لذلك عمدوا الى حرق المعتقلين الذين تفحمت اجسادهم دون ان يسارع احد من المسؤولين الى اطفاء هذه الحرائق من خلال اجهزة الاطفاء الموجودة في كل مكان من هذه السجون حتى لايخرج المعتقلون منها ويفضحون ما تعرضوا له من ممارسات وحشية. وقال ان quot;هؤلاء العملاء هم انفسهم الذين يمارسون الان اعمال النهب والقتل في عموم المدن التونسية لخلق الفوضى على امل ان يعود بن علي الى تونس ثانية.

وفيما اذا كان يعتقد ان ما جرى في تونس يمكن ان يتكرر في العراق قال quot;نعم ولو بعد حين لان الاميركان لا يزالون يدعمون مجموعات من القتلة واللصوص ويوفرون الحماية لهم بل ويهربونهم من السجون وهؤلاء من الطبيعي ان يستميتون من اجل الدفاع عن مصالحهم وليس الدفاع عن العراقيين لكن هذا الوضع سوف لن يستمر فسيثور العراقيون جميعا ضد قطاع الطرق واللصوص وادعياء الديمقراطية الذين سيكون مصيرهم اسوأ من مصير بن عليquot;.

ودعا الى اجراءات حاسمة توقف انتشار الفساد في العراق وقال quot;ان الشعوب تجاوزت مرحلة النضال ضد الاستعمار فأخذت تناضل الان ضد الفساد والاستبداد وهما توأمان يعملان ضد هذه الشعوب ومصالحها.

خوف من تكرار تجربة الانفلات الأمني

اما عامرة عبد اللطيف (صيدلانية) فقد أكدت انها تتابع متخوفة ما يجري في تونس ليس على صعيد الاطاحة بالرئيس بن علي ولكن من ناحية الاضطرابات الاجتماعية والانفلات الأمني موضحة ان هذه المتابعة تذكرها بالاحداث المؤسفة التي شهدها العراق في نيسان (ابريل) عام 2003 حين دخلت القوات الاميركية الى بغداد وعدم سيطرتها على الأمن. وقالت ان مايحدث في تونس من نهب وتدمير للمتلكات العامة امر مؤسف جدا سيشوه الانجاز الكبير الذي حققه التونسيون من اجل الحصول على حريتهم بعد 23 عاما من نظام شمولي ديكتاتوري.

التونسيون محظوظون لعدم حل جيشهم

ومن جهته قال كاظم محمود العبيدي وهو ضابط متقاعد ان ما حققه التونسيون انجاز تاريخي ومن حقهم ان يفتخروا به لانه انجاز صنعوه بأنفسهم ومن دون تدخل خارجي يقود الى احتلال وما يتبعه من تدمير الدولة ومؤسساتها كما حصل في العراق.

وأشار إلى أنّ الحدث الاهم في تونس بعد رحيل بن علي هو بقاء المؤسسة العسكرية بقوتها وليس حلها كما حدث في العراق عام 2003 الامر الذي ادى إلى أنّفلات أمني رهيب ما تزال البلاد وبعد سبع سنوات من ذلك الحدث تواجه تداعياته المؤلمة. وقال ان التونسيين محظوظون لانه مازال لديهم جيش قادر على فرض الأمن وضرب محاولات اشاعة الفوضى في البلاد.

لا تكرار للتجربة في العراق على المستوى المنظور

ومن ناحيته أشار قحطان عبد القادر وهو مدرس ثانوي ان ماحدث في تونس بهذا الشكل السريع من تطورات لم يكن متوقعا لكنه يبقى انجازا شعبيا كبيرا. وأضاف انه لايتوقع ان تتكرر تجربة تونس في العراق على المدى المنظور على الاقل. لكنه توقع ان تحدث احتجاجات في الشارع العراقي بين الحين والاخر نظرا لاتساع دائرة الفساد المالي الذي يضرب مؤسسات الدولة وايضا لفقدان الخدمات الاساسية بالرغم من التصريحات الحكومية عن انفاق مبالغ فلكية لتوفيرها لكن شيئا من هذا القبيل لم يحصل بعد.

وأكد اهمية اسراع الحكومة بمعالجة مشكلة البطالة التي يعاني منها حوالي ثلاثة ملايين عراقي من خلال اطلاق الوظائف منوها إلى أنّ هناك حوالي ربع مليون وظيفة عامة ينتظر الشباب العراقيون اطلاقها بعد توقف التعيينات منذ حوالي العام نتيجة خلافات حولها بين الكتل السياسية.

مؤيدو بن علي وراء الاضطراب الأمني

ولا تتمنى ماجدة الحسني معلمة ابتدائية تكرار مايحدث في تونس من فوضى وانفلات أمني ونهب في العراق مشيرة إلى أنّ هذا عانى منه العراقيون قبل سبع سنوات مضت وهناك خوف شديد من اعادة الصورة الى العراق. وقالت انها تتابع ما يجري في تونس وهي تتذكر ما حصل في العراق بعد سقوط نظامه السابق لكن الفرق ان ماحصل في تونس ليس تغييرا حدث من خلال قوات اجنبية وان الجيش التونسي مازال قادرا على اعادة الأمن والوقوف بوجه كل من يحاولون اثارة الفوضى موضحة انها لاتستبعد ان يكون المتضررين من تغيير النظام وراء الاضطراب الأمني وعمليات النهب والتدمير التي تتعرض لها الاملاك العامة.

تشابة الظروف.. عراقياً وتونسياً

اما ماجد عبد القادر الناشط الحقوقي فيرى ان هناك ظروف تشابة بين حالتي تونس والعراق من ناحية تفشي البطالة والفساد وسيطرة طبقة سياسية على السلطة تكرر نفسها وتتناوب السلطات منذ سبع سنوات.
وقال quot;صحيح انه ليس في العراق الان دكتاتورية حاكم اوحد ولكنها دكتاتورية احزاب متنفذة تقوم بتبادل الادوار بما يحقق مصالحها الضيقة والرغبات الشخصية لقياداتها في حين يجد الشعب نفسه معزولا وراضخا لارادات هذه الاجزاب وليس لارادتهquot;.

ويضرب مثلا على ذلك في تكرار الوجوه الحاكمة للعراق منذ عام 2003.. وفقدان الخدمات الاساسية وارتفاع معدلات البطالة ووجود حوالي 7 ملايين عراقي يعيشون حاليا تحت خط الفقر. ويؤكد ان الديمقراطية التي يتحدثون عنها في العراق شكلية واحادية الجانب تحقق للاحزاب مصالحها وتبعد الشعب عن التمتع بثرواته الطائلة وحقوقه الاساسية.

الصدر: الشعب التونسي تحرر دون احتلال وتدخل اجنبي

ومن جهته قال زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ان الشعب التونسي أغلق صفحة سوداء بإرادته ودون احتلال وتدخل خارجي بفضل وحدته وتكاتفه. وأضاف الصدر في بيان صحافي حول الاحداث الجارية في تونس quot;مهما طال الظلم فلا بد ان يزول ويبقى الحق عاليا وليؤسس الشعب التونسي العزيز لعهد جديد لا ظلم فيه ولا فساد بل اسلام ورخاء ومحبة ووئام وسيادة واستقلالquot;.

وقال quot;كلا لكل نفوذ ولكل تدخل من دول الاستكبار العالمي بمصائر الشعب بل الشعوب وليكن الاسلام منطلقكم والكمال هدفكم وخدمة الشعب مطلبكم فتلك حكومة يرتضيها المناضلون من اجل الهدف الاسمى الا وهو الحرية من عبودية الطغاةquot;.