كشفت الأحداث في تونس عن مأزق أميركيّ لتحقيق التوازن ما بين المصالح الأميركية والدعوة للديمقراطية.


واشنطن: تصاعدت بعض الأصوات الأميركية ضمن النخبة الحاكمة مطالبة أوباما بالقيام بشيء أكثر من الإعلان عن مساندة الإدارة الأميركية للمطالبين بالديمقراطية في تونس.

وعبرت صحيفة quot;كريستيان ساينس مونيتورquot; عن هذا الرأي قائلة بأن الدعم يجب أن يشمل بلدانا عربية أخرى.

لكن السؤال الذي تطرحه الصحيفة هو ماذا يجب أن يفعل أوباما أو أي رئيس أميركي لتحقيق التوازن ما بين المصالح الأميركية المنافسة في المنطقة والدعوة للديمقراطية.

فالمطالبة بإجراء انتخابات نزيهة قد توصل في نهاية الأمر أطرافا معادية للأجندة الأميركية في المنطقة.

فحقيقة أن الانتفاضة التونسية كانت تلقائية ومحلية تماما يمنحها قيمة كبيرة في أعين الناشطين الراغبين بتحقيق ما حققته ثورة الياسمين في بلدان مثل مصر أو الجزائر.

وهناك حجة قوية تجعل من قيام الولايات المتحدة بدعم التغيير الديمقراطي في تونس ضروريا لكن عدم الوقوف في وجه ثورة ما زالت أهدافها غير واضحة.

قال سايمون هاوكينز بروفسور علم الإنسان في معهد فرانكلين أند مارشال والذي أطروحته كانت حول تونس لمراسل صحيفة كريستيان ساينس مونيتور كيف أن كلمة الديمقراطية أخذت معنى سيئا لدى الشباب التونسيين بسبب ما جرى في العراق.

وهذا ما جعل بعض الشباب التونسي يقول له عام 2006 خلال زيارته لتونس معلقين عن الديمقراطية التي قرنوها بما كان يحدث في العراق:quot;لا شكراquot;.

حسبما ترى الصحيفة فإن سياسات أوباما اليوم تركز على التعاون مع الدول العربية في مكافحة الإرهاب متجنبا معها دفع أي إصلاحات سياسية للأنظمة الأوتوقراطية الموجودة في المنطقة مثل مصر وهي امتداد لسياسة بوش خصوصا في فترة حكمه الثانية.

صحيح أن بوش دعا بقوة من أجل تحقيق الحرية في الشرق الأوسط وهو جزء أساسي من خطاب التنصيب الذي ألقاه لكنه بعد فترة قصيرة أصبح أمام حقيقة مفادها أن حكام الدول الحليفة للولايات المتحدة في المنطقة غير مستعدين للقبول بأي تحد لسلطاتهم.

وبعد أن زاد الإخوان المسلمون حصتهم في البرلمان المصري بثلاث مرات خلال أكثر الانتخابات نزاهة في الوقت الذي تمكنت حماس من أن تكتسح البرلمان بشكل كبير عام 2006 أصبحت الإدارة الأميركية أمام مأزق لا حل له اليوم.