يدفع قرار ايهود باراك الانسحاب من حزب العمل حكومة نتانياهو أكثر فأكثر نحو اليمين في حين أن مفاوضات السلام مع الفلسطينيين متوقفة، بحسب محللين.


القدس: سمح إعلان وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك المفاجىء الانسحاب من حزب العمل الذي كان يرأسه وتشكيل حزب جديد مع اربعة نواب آخرين، لوزير الدفاع بالحفاظ على منصبه في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو. وهذه المناورة المفاجئة كانت تهدف الى استباق اجتماع للهيئات القيادية في حزب العمل التي كانت تهدد بالانسحاب من الحكومة في حال عدم احراز تقدم في مفاوضات السلام مع الفلسطينيين.

وادت هذه المبادرة على الفور الى استقالة ثلاثة وزراء عماليين كانوا يدفعون باتجاه المفاوضات ويحاولون تشكيل توازن مع القوميين الذين يتزعمهم وزير الخارجية افيغدور ليبرمان والمتشددين في حزب شاس الديني المتعنتين في الملف الفلسطيني.

وقالت صحيفة quot;يديعوت احرونوتquot;، quot;بات الائتلاف متجها الى اليمين اكثر فاكثرquot;، مؤكدة ان المع نجم على الساحة السياسية في اسرائيل هو افيغدور ليبرمان وحزبه quot;اسرائيل بيتناquot; ثالث حزب في الكنيست (15 نائبا من اصل 120) الذي اصبح يتمتع بموقع قوة اكثر من اي وقت مضى في الائتلاف الحكومي.

ويقول المعلق السياسي الاسرائيلي ناهوم بارنيا ان باراك كوزير للدفاع صاحب القرار في منح تراخيص البناء في مستوطنات الضفة الغربية، وسيرضخ اكثر لضغوط المستوطنين. وصرح الباحث جوناثان سباير لفرانس برس ان quot;ايهود باراك وحزب العمل يمثلان التيار المعتدل في الحكومة. اضافة الى ذلك كان باراك يقيم علاقات ممتازة مع الاميركيين الذين كانوا يؤمنون في قدرته على التأثير على الحكومة في الاتجاه الذي يرغبونquot;.

والحزب الجديد الذي اطلق عليه اسم quot;هاعتسمؤوتquot; (الاستقلال) يضم الى جانب باراك اربعة نواب اخرين من اصل نواب كتلة العماليين البرلمانية التي تعد 13 نائبا. وقال سباير quot;يبقى باراك في الائتلاف لكن لا يتمتع بالثقل نفسه ما يعني ان موقع التيار اليميني في الحكومة تعززquot;.

وأجرى نتنياهو الاربعاء تعديلا وزاريا ضم بموجبه الى الحكومة اعضاء في حزب باراك. واعلن مكتب نتنياهو في بيان التشكيلة الحكومية الجديدة والتي احتفظ فيها باراك بحقيبته كما كان متوقعا، فيما انضم ثلاثة اعضاء آخرين من حزبه الجديد الى الحكومة محققا بذلك هذا الحزب الوليد مكسبا سياسيا كبيرا.

والمعينون الجدد هم نائب وزير الدفاع السابق متاي فلنائي الذي اصبح وزيرا للجبهة الداخلية في حين تسلمت زميلته في الحزب اوريت نوكد حقيبة الزراعة، في حين عين وزير الزراعة السابق شالوم سمحون وزارة التجارة والصناعة ومنصب وزير الاقليات ايضا.

من جهته قال نتانياهو للفلسطينيين والاسرة الدولية ان الحكومة بعد مناورة باراك quot;تعززت اليوم الى حد كبير في ادارتها واستقرارها في آنquot;. وحذر من ان quot;العالم اجمع يعلم كما يعلم الفلسطينيون ان هذه الحكومة ستكون موجودة في السنوات المقبلة ويجب التفاوض معهاquot;.

ومفاوضات السلام المباشرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين التي اطلقت في الثاني من ايلول/سبتمبر في واشنطن لفترة وجيزة، معطلة منذ انتهاء فترة تجميد الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية في 28 ايلول/سبتمبر.

ويطالب الفلسطينيون لاستئنافها بتجميد جديد للاستيطان رفضه نتانياهو وبمرجعيات سياسية واضحة خصوصا انهاء احتلال الاراضي الفلسطينية المحتلة منذ 1967. وفي كانون الاول/ديسمبر اعلنت الولايات المتحدة انها تخلت عن الجهود لحمل اسرائيل على تمديد قرار تجميد الاستيطان لتحريك المفاوضات مع الفلسطينيين.