طالبتالكنسية الأرثوذكسية الروسية بفرض زي محتشم على الرجال والنساء في الأماكن العامة.


في إشارة تدل على تنامي الطموحات السياسية للكنيسة الأرثوذكسية الروسية، طالب واحد من أبرز مسؤوليها بفرض زي وطني على الرجال والنساء، في خطوة ستحظر على الرجال ارتداء التيشيرتات أو ملابس التمرينات الرياضية في الأماكن العامة.

فقد تسبب الأسقف، فسيفولود شابلن، في إثارة عاصفة من الغضب، بعد أن دعا إلى فرض زي وطني، من شأنه أن يجبر المرأة على ارتداء ملابس محتشمة في العلن، وأن يُلزِم الشركات بأن تقوم بطرد عملائها الذين يرتدون ملابسهم بطريقة غير محتشمة.

وأوردت اليوم صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية عنه في هذا السياق، قوله :quot; لا يمكن الوثوق في إلباس السيدات لأنفسهن بشكل صحيح. ومن الخطأ أن تعتقد أن النساء يجب أن يقرروا بأنفسهن ما يمكن لهن أن يلبسوه في الأماكن العامة أو في العمل. فإذا ارتدت المرأة مثل العاهرة، فيجب أن يحق لزملائها أن يخبروها بذلكquot;.

وتابع الأسقف :quot;وعلاوة على ذلك، إن ارتدت المرأة ملابسها وتصرفت بشكل غير محتشم، فهذا هو الطريق المباشر إلى التعاسة، والزيجات قصيرة الأجل التي تعقبها حالات انفصال على غرار ما يحدث في عالم الفئران، ودمار لحياة الأطفال، وكذلك إلى الجنونquot;.

وفي المقابل، مضت الصحيفة الأميركية تنقل عن منتقدين قولهم إن المقترح يشير إلى تنامي الطموح السياسي لدى الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، التي حظيت أخيراً بنجاح كبير في إجبار الكريملن على تسليمها المئات من الكنائس والأديرة، جنباً إلى جنب مع الآلاف من القطع الأثرية الدينية، التي كانت تتبع في السابق متاحف الدولة.

ومع هذا، قوبل مقترح شابلن باستحسان لدى بعض الأوساط المحافظة. حيث أعلنت الجمعية الروسية للتراث الإسلامي قبل بضعة أيام عن دعمها للدعوة التي أطلقها شابلن بغية إقرار زي وطني في البلاد، قد ينطوي على إلزام النساء بارتداء الحجاب، وهي القاعدة المعمول بها بالفعل في الكنائس الأرثوذكسية ودور الأيتام التي تديرها الكنيسة. ومن المعلوم أن المسلمين يشكلون حوالي 20 % من السكان في روسيا.

وفي الوقت الذي وصفت فيه إرينا سكيرباكوفا، رئيسة برامج الشباب لدى منظمة Memorial التي تعتبر أكبر منظمات حقوق الإنسان في روسيا، التصريحات التي أدلى بها الأسقف شابلن في هذا الشأن بـ quot;التصريحات التي تبدو سخيفةquot;، قالت ماشا ليبمان، رئيسة تحرير صحيفة quot;Pro et Contraquot; التابعة لمركز مؤسسة كارنيجي في موسكو :quot; لم تُوَلِّد تصريحات شابلن الفيض من الغضب الشعبي الذي كان سيحدث في دولة غربية، لكن ذلك لا يعني أنها قد تحظى بمزيد من اجتذاب الجمهور أيضاًquot;.