راى رئيس منظمة الديمقراطية والحرية في سوريا ريبال الأسد أن الحالة لا يمكن أن تستمر ولم يعد الشعب السوري قادراً على تحمل هذا النهج الكارثي، وفي ذلك إشارة لاحتمالية تكرار النموذج التونسي في دمشق، وبين الأسد أن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في بلاده متردية للغاية.
ريبال الاسد |
لندن: دعا رئيس منظمة الديمقراطية والحرية في سوريا ريبال الأسد السلطات ال سوريا الى إعادة النظر في سياساتها التي وصفها بالخاطئة، وقال إنها جلبت المزيد من الأزمات التي تعاني منها البلاد، وأشار الى تردي الأوضاع الأقتصادية والأجتماعية وفشل السلطات في استيعاب منطق الاصلاح والتغيير والتكيف مع المتغيرات الجيوسياسية في المنطقة، مشيرًا إلى أن المؤتمر القطري لحزب البعث الحاكم الذي يجري الاعداد لانعقاده سيجهز على ماتبقى من شرعية للحزب.
سوريا وانتفاضة تونس
ورداً على سؤال لـ quot;أيلافquot; حول الأحتجاجات التي تعم اقطاراً عربية حالياً ضد الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية فيها واحتمال امتدادها إلى سوريا، قال الأسد: quot;إن العالم كله يتغير وسوريا باقية على حالهاquot;. وقال إن quot;هذه الحالة لا يمكن أن تستمر ولم يعد الشعب السوري قادراً على تحمل هذا النهج الكارثيquot;.
وأكد أن السلطات ال سوريا لا تزال تعتقل الناس، وتنتهك حقوق الانسان، وتحجب المواقع الالكترونية وتصادر الحريات وتلعب دورًا كبيرًا في انتشار الفقر والجهل والتطرف، ولا يزال النظام بعد 11 عاماً من الحكم غير الشرعي يمارس الأستبداد والقمع ويساهم في تدهور الأوضاع على كل الأصعدة السياسية والأقتصادية.
وشدد على ضرورة البدء بتحقيق مصالحة وطنية شاملة من خلال إطلاق الحريات العامة ومحاربة الفساد وإجراء إصلاحات حقيقية بما فيها السماح بوجود الأحزاب المعارضة وخلق وحدة وطنية متماسكة هي وحدها فقط القادرة على حماية الوطن وانقاذه من الأخطار المحدقة به
وفي السياق ذاته، دان ريبال الأسد وهو نجل نائب الرئيس الأسبق الدكتور رفعت الأسد الاختفاء القسري للمواطنين السوريين الذين اعتلقوا تعسفيا من قبل سلطات الأمن واعتبر ذلك انتهاكا فاضحاً لحقوق الانسان السوري.
واشار الى انه بعد 11 سنة فإن سلطة الأمر الواقع لاتزال تمارس الاعتقالات التعسفية بشكل روتيني ولا تزال السجون مليئة بذوي الرأي الآخر، ولا يزال الأقتصاد السوري يشهد مزيداً من التدهور. وتساءل قائلاً: quot;الى متى سينتظر المواطن السوي حتى تتوقف هذه الاعتقالات والحملات الأستبدادية ضد المواطنين؟quot;.
الموقف من انعقاد المؤتمر القطري لحزب البعث
ورداً على سؤال يتعلق بقرب انعقاد المؤتمر القطري الحادي عشر لحزب البعث السوري وعما يشاع من وجود توجه quot;لإلغاء و تصفية القيادة القوميةquot; قال ريبال الأسد quot;إن القيادة الحالية تعاني من أزمة الشرعية وهذه الأزمة لن ينفعهم الأستمرار في تجاهلها بل ستبقى تلاحقهم وستبقى تطعن بشرعيتهم أياً كانت طرق الإلتفاف عليها.
و قال إن الحديث عن امكانية quot;إلغاء القيادة القوميةquot; التي هي أعلى سلطة حزبية يتنافى كلياً مع دستور وأسس حزب البعث. وشرح الأسد هذه المسألة بالقول quot;إن القيادة القومية هي أعلى سلطة حزبية، وهي التي تمتلك الصلاحيات المطلقة بعقد المؤتمرات على كل المستويات، والمحكمة القومية العليا هي أعلى هيئة حزبية، وهذه الهيئة لها نظامها الخاص، وهي التي تشرف على النظام الداخلي للحزب حيث يتم أنتخاب رئيس واعضاء هذه المحكمة من خلال المؤتمر القومي الأعلى، وحسب دستور الحزب فإن كل القيادات القومية والقطرية وبقية الهيئات الحزبية تخضع لهيئة المحكمة القومية العليا بما فيهم الأمين العام للحزب.
وتساءل قائلا: quot;كيف يمكن للقيادة القطرية أن تلغي دور القيادة القومية أو أن تعمل على تصفيتها؟ واشار إلى أنه في حين أن رئيس المحكمة القومية العليا هو الدكتور رفعت الأسد فإن انعقاد المؤتمرات القطرية دون غطاء وإشراف قومي يمثل استمراراً في انتهاك دستور الحزب أما quot;إلغاء وتصفية القيادة القوميةquot; فهو عمل أخرق سيجهز على آخر ماتبقى من شرعية للحزبquot;.
وتسائل الأسد قائلاً quot;لماذا لم ينعقد المؤتمر القومي منذ 1980 ولماذا توقفت المؤتمرات القطرية عن الانعقاد منذ عام 1985 ولم تستأنف الا بعد وفاة الرئيس حافظ الأسد رحمه الله؟quot;.
وأضاف إن ما حصل في مؤتمر عام 1985 هو الذي رسم طريقة تعامل السلطة في سوريا مع حزب البعث، وذلك عندما اكتشف الأمين العام السابق ألتفاف أكثر من 90% من أعضاء المؤتمر حول رؤية ومفاهيم رئيس المحكمة القومية العليا الدكتور رفعت الأسد حيث كان يؤيد إجراء السلام مقابل الأرض بالتزامن مع مصر وينبه القيادة ال سوريا من خطر الإفراط بالوثوق والأعتماد على الدعم السوفياتي الذي كان يراه آيلاً للسقوط.
وأيضاً كان رفعت الاسد يقف ضد التحالف السوري الإيراني الذي قام على حساب العلاقات ال سوريا العربية بالإضافة إلى مطالباته القديمة الجديدة المتمثلة بالإنفتاح الإقتصادي وإنهاء حالة الطوارئ وإطلاق الحريات العامة والسماح بالتعددية الحزبية والمشاركة بالسلطة.
فقام الأمين العام السابق بركن حزب البعث جانباً و منذ 1985 انتهى الحزب عملياً وانتهت شرعية القائمين عليه، وهكذا باتت الطريق معبدة وممهدة للقيادة الحالية لاستلام السلطة حيث إن المؤتمر القطري عام 2000 قد انعقد فقط لتمكين القيادة الحالية من الأحتيال على الدستور بغطاء حزبي شكلي بغية الإستيلاء على السلطة بطريقة غير شرعية.
مؤتمر الحزب سيلغي دور القيادة القومية
يذكر ان مصادر موثوقة في حزب البعث في سوريا قالت مؤخرًا إن أهم بند على أجندة المؤتمر سيكون quot;إلغاء وتصفية دور القيادة القومية الذي لم يعد ممكناً استمراره ولإ استمرار نشاطه بشكله الحالي داخل سوريا نظرًا للعديد من الإعتبارات.
ونقلت وكالة الانباء الالمانية عن هذه المصادر قولها إن أول هذه الاعتبارات اعتراض العديد من الدول العربية على أن يكون هناك نشاط لحزب البعث فيها سواء بشكل معلن أو غير معلن ورفضها وجود حزب خارجي quot;مرجعيته في سورياquot; على أراضيها على إعتبار أن سوريا أيضاً لا تقبل بنشاط علني أو غير علني للحزب الحاكم سواء في مصر أو في تونس أو في لبنان مثلاquot;.
وكان الياس مراد رئيس تحرير صحيفة البعث السابق الناطقة بإسم حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم في سوريا، قد قال quot;إن الموضوعات المطروحة حول شكل القيادة القومية وما ستؤول اليه تتم الإجابة عنها من خلال إنعقاد المؤتمر القومي الذي تجري الاستعدادات لعقده وفي ضوء ما يتخذه من قرارات تتعلق بالنشاط الحزبي على صعيد الوطن العربيquot; إلا انه ليس هناك موعد محدد بعد لعقد المؤتمرquot;.
وبحسب المصادر ذاتها فسيتم quot;الإستعاضة عن فروع القيادة القومية للبعث في الخارج عنها بمكاتب تمثيل صغيرة تعنى بشؤون القيادة القطرية في سوريا فيما ستؤول مرجعية صحيفة ''البعث'' من القيادة القومية إلى القيادة القطرية، بحيث تضع خطها العام وتراقب نشاطها وتشرف عليها مالياً وإدارياًquot;.
وأوضح مراد إن quot;القضايا المطروحة في المؤتمر القومي المقبل والذي سيحضره ممثلون عن حزب البعث في سوريا وبقية الدول العربية التي يتواجد فيها لاشك سيكون الشأن التنظيمي على رأسها وتفعيل دور الحزب السياسي في الدول التي يتواجد فيها الحزب على أن تتحول مرجعيته الى القيادة المحلية داخل كل قطر ويعمل ضمن الإطار السياسي لهذا القطر ونشاط الساحة السياسية له وهي التي تحدد إطار عملهquot;.
والمؤتمر القومي هو أعلى سلطة في الحزب ويمثل تنظيمات الحزب القومية في الأقطار العربية كافة ويتكون من أعضاء القيادة القومية الأصلاء والاحتياط وأعضاء القيادات القطرية وممثلو الأقطار المتممون المنتخبون من بين أعضاء المؤتمرات القطرية وممثلو المنظمات القومية، إضافة لأعضاء المحكمة الحزبية.
وترسم المؤتمرات القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي المناهج والسياسات وتتخذ القرارات والتوصيات المتعلقة في المجالات الثقافية والتنظيمية والسياسية والاقتصادية إضافة لتطوير القاعدة التنظيمية للحزب بما يتناسب مع كل مرحلة. وعقد حزب البعث منذ تأسيسه في عام 1947 ثلاثة عشر مؤتمراً قومياً عادياً ومؤتمران استثنائيان. والرئيس بشار الاسد هو الأمين القطري في سوريا وللحزب تواجد في بعض الاقطار العربية منها إضافة الى سوريا في لبنان العراق والأردن واليمن والسودان.
التعليقات